قال الشاعر والإعلامي الكويتي خالد المحسن إن الأمسيات الشعرية التي تقام أكثرها فاشل وليس له أي صدى يُذكر، مشيرًا إلى أن المهرجانات المعتمدة والتي تحمل اسمًا كبيرًا أصبحت تخشى الفشل الجماهيري بسبب قلة الدعم ولذلك توقفت. وأضاف المحسن إن القنوات الشعبية غير مغرية للشاعر المبدع والنجم للظهور من خلالها، ولكنها تحظى باهتمام الشاعر البعيد عن الإعلام والذي يبحث عن أي منبر حتى يُسجل له حضور، منوهًا إلى أن تلك القنوات لم تكن بمستوى الطموح وأن هدفها الربحي أهم من هدفها الأدبي؛ لذلك أصبح تواجد الإبل فيها أكثر من تواجد الشعراء وابتعدت عن هدفها الأساسي ومضمونها. المحسن تحدث عن كثير من الأمور في هذا الحوار. * اتجهت إلى (تويتر) حالك حال كثير من الشعراء.. ترى ما السبب؟ وهل نعتبر ذلك بديلًا بالنسبة لك عن الإعلام؟ * لم تكن لي الرغبة الكافية منذ سنوات في التواجد بعالم (تويتر)، ولكن بعد انخفاض وهج الصحافة أصبح جديد الشعر والشعراء وكل ما يتعلق بذلك في (تويتر)، وأغلب أعمالى تحتاج متابعة الجديد لذلك تواجدت رغم عدم قناعتي الكافية بالتواجد. * بشكل عام.. هل ساهم (تويتر) في التأثير سلبًا على الشعراء من خلال اختزال القصيدة في بيتين فقط من أجل تغريدة؟ * (تويتر) جعل الشعراء متشابهين في شكل القصيدة ومضمونها وأفقدنا الدهشة الشعرية، وجعلنا نشعر بتذبذب مستوى الشعراء.. فمَن نجد له أبياتًا جميلة نجد له أبياتًا تعيسة وبدون شك أنه قتل النفَس الشعري وأخذنا إلى التواجد اليومي، ومنحنا المساحة الضيقة لكي نكون ضحايا عالم الاختصار. * بعد سنوات من ظهور الفضائيات الشعرية كيف تقيّم تجربتها؟ * مع كل أسف لم تكن بمستوى الطموح وتعاملت مع الأمور بطريقة شعبية بعيدًا عن الاحترافية، وأصبح هدفها الربحي أهم من هدفها الأدبي؛ لذلك أصبح تواجد الإبل فيها أكثر من تواجد الشعراء وابتعدت عن هدفها الأساسي ومضمونها. * هل تراها مغرية للشاعر الشعبي للمشاركة؟ * من وجهة نظري لا تغري الشاعر المبدع والنجم ولكنها تحظى باهتمام الشاعر البعيد عن الإعلام والذي يبحث عن أي منبر حتى يُسجّل له حضورًا. * لماذا اختفت الأمسيات الشعرية؟ وماذا نحتاج لتعود؟ * الأمسيات متواجدة وبشكل مستمر، ولكن أكثرها فاشل وليس له أي صدى يُذكر.. وفي المقابل المهرجانات المعتمدة والتي تحمل اسمًا كبيرًا أصبحت تخشى الفشل الجماهيري بسبب قلة الدعم، ولذلك توقفت عن التواجد للمحافظة على نجاحاتها السابقة. * تتردد في الكشف عن ميولك الرياضية هل تخشى خسارة جمهور الفرق المنافسة؟ * ليس هروبًا ولكنه واقع.. أنا بعيد عن متابعة الرياضة بشكل كبير وجمهور الأندية رياضي بلا روح رياضية. * ما رأيك في توجّه بعض الشعراء للكتابة في الأندية الرياضية؟ * قبل تويتر وأعداد المتابعين لم يكن هنا مَن يتغنى بالأندية الرياضية إلا القليل ولكن بعد تويتر.. حتى الذي لا يفهم في الرياضة (صار رياضيًّا) ويكتب بحماس لنادٍ اخترع تشجيعه فقط في تويتر. * هل أنت مع مقولة «شاعر النادي» كما يحدث مع بعض الشعراء حاليًّا؟ * الشاعر ليس تاكسي أجرة حتى يكون حسب طلب النادي.. الشاعر إنسان يشعر بكل شيء ويكتب عن كل شيء، وأي شاعر يكون طموحه (شاعر ناد) تأكد أنه يبحث عن تواجد ليمجده في ساحة الشعر. * بالنسبة للدواوين الصوتية.. هل تفضل الصوتي أم المقروء ولماذا؟ * أعتقد أن المقروء أفضل بكثير من الصوتي؛ لأنه يوثق مرحلة، واليوم الدواوين أصبحت توثيقًا وليست مبيعات. * ما رأيك في ظاهرة الشلات؟ * ظاهرة قابلة للزوال في القريب العاجل وأعتقد أن أغلب المنشدين سوف يتحوّلون إلى فنانين وينتهي مسمى منشد وشيلات، والدليل تطورها السريع والاستغناء عن الكلمات الهادفة واستخدام الكلمات الركيكة واللحن الغنائي لتسجل نجاحًا وقتيًّا فقط. * يشتكي بعض الشعراء بأن أصحاب الشلات لا يستأذنون قبل أداء القصيدة؟ هل حدث معك هذا؟ * نعم حصل معي وتم إنشاد قصائد لي دون علمي وهذا الشيء مزعج جدًّا. * كلمة أخيرة؟ أتمنى أن يعود الشعر إلى مكانته الصحيحة، وأشكرك على الدعم اللامحدود للشعر والشعراء من خلال (في وهجير).