اكد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، ضرورة أن تتعامل قطر مع هواجس وقلق الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، بشأن دعمها لملف التطرف والإرهاب، وألا تكتفي بهواجس واشنطن والعواصم الغربية. فيما يواصل المبعوثون الكويتيون تحركاتهم عبر إيصال رسائل خطية من أمير الكويت إلى قادة دول في المنطقة بشأن الأزمة القطرية، حيث غادر مبعوث أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، بلاده أمس الأربعاء، متوجهاً إلى قطر. وذكرت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن مبعوث الأمير، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، يرافقه وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الإعلام بالوكالة الشيخ محمد العبدالله المبارك الصباح، وصل إلى دولة قطر لتسليم رسالة خطية إلى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني. أساسيات الخروج وأكد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش في تغريدات على حسابه بموقع «تويتر» أمس الأربعاء أنه من المنطقي أن تتعامل الدوحة مع ملف تدخلها وتحريضها في الشأن الداخلي لجيرانها ومحيطها، أساسيات لخروج قطر من أزمتها.. ملخص مفيد لا يمكن تجاوزه. وأضاف: إن أزمة قطر مع جيرانها ومحيطها، والحلول من خلال التصدي لهذه المشاغل والحقائق، مؤكداً أن ارتجاء الحل من الضغط «البعيد» لن يجدي. الحل في شجاعة مواجهة الأزمة. وأكد أن الشجاعة والمكاشفة ضرورية في ظل غياب الثقة وسجل من التحريض. نجاح الدبلوماسية يرتكز إلى مراجعة الدوحة لدعمها للتطرف وتدخلها في شؤون المحيط. ##تعنت الدوحة وتواصل الكويت جهودها الرامية لحل الأزمة حيث غادر مبعوث أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، البلاد أمس الأربعاء، متوجهاً إلى قطر. وكان المبعوث الكويتي زار خلال اليومين الماضيين السعودية ومصر وسلطنة عمان والإمارات والبحرين، وسلم رسائل لقادة هذه الدول من أمير البلاد. وكانت المملكة والإمارات والبحرين ومصر أعلنت قطع علاقاتها مع قطر في يونيو الماضي بسبب دعم حكومة الدوحة للإرهاب. وتقوم الكويت بجهود وساطة للتقريب بين الجانبين، وحظيت جهودها بإشادات دولية واسعة، رغم تعنت قطر وإفشالها لجهود الوساطة. وحاولت الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وتركيا، التوسط لإنهاء الأزمة القطرية، إلا أن التعنت القطري أغلق الأبواب في وجه أي محاولة لزحزحة الأزمة، مما يقرب الدوحة للعزلة عن محيطها. ورفضت قطر العرض المشروط الذي قدمته الدول الأربع لها للتراجع عن قرار المقاطعة. ومن المفترض أن يصل مبعوثان أمريكيان إلى الكويت، قبل شروعهما في جولة على الدول الأربع المقاطعة لقطر. خطوات مؤلمة من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي البحريني، عبدالله الجنيد ل»سي ان ان»: إن الدول الأربع، قد تقدم على خطوات اقتصادية مؤلمة اتجاه قطر بينها سحب الودائع والأموال المملوكة لجهات سيادية تابعة لتلك الدول أو مصارف في الدوحة، مقدرا أن تلك الأموال تفوق 20 مليار دولار، ورأى أن الضغط الاقتصادي أداة لدفع القيادة بقطر ل»تعديل مسارها». وأضاف: «الضغوط الاقتصادية هي الحلول الأنسب لتهيئة الجو السياسي في قطر وتشجيع وتحفيز القيادة السياسية في قطر لتعيد تقييم الموقف. ومن المحتمل - للأسف - أن تكون هناك صناديق سيادية مودعة في جهات سيادية أو مصارف في قطر تسحب أموالها التي تبلغ 21 مليار دولار». وعن الطريقة التي يمكن معها لقطر الاستمرار في الوضع الحالي قال الجنيد: «الطريق سهل لتخرج قطر من الأزمة وهو تنفيذ ما تعهدت به خطابيا في 2013 و2014. هذا سينهي هذا الملف وعزلة قطر» . خسائر اقتصادية وتتكبد قطر خسائر متواصلة جراء موقف الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب. وضربت أوتار المقاطعة البورصة القطرية، أما الريال القطري، فتم التداول عليه عالمياً بسعر 3,81 ريال مقابل الدولار، وهو أدنى مستوى في السنوات العشر الأخيرة. كما أوقفت 5 بنوك بريطانية التداول على الريال القطري، إضافة إلى رفض عدد من دور الصرافة البريطانية شراء الريال. ويأتي ذلك بعد أن قفزت تكلفة التأمين على الديون القطرية إلى أعلى مستوى منذ 16 شهرا. تغير النظرة كما أتت ردود أفعال وكالات التصنيف على قطع العلاقات، فقامت وكالة موديز مؤخرا بتغيير نظرتها المستقبلية لقطر إلى سلبية، وذلك بعد أن قامت قبل أسابيع قليلة بتخفيض تصنيفها الائتماني، وهو ما قامت به وكالة ستاندرد آند بورز أيضا. ووضعت وكالة فيتش أيضا قطر على قائمة المراجعة السلبية وعلى الصعيد التجاري، علقت كبرى شركات الشحن العالمية خدمات الشحن من وإلى ميناء حمد القطري. أما جويا، فأوقفت الخطوط القطرية أكثر من 50 رحلة يومية إلى الدول الأربع، ما سيؤدي برأي Frost and Sullivan إلى تقليص إيراداتها 20% في حال استمرت الأزمة.