عادت تركيا إلى خط الوساطة لحل الأزمة القطرية، واختارت هذه المرة أن تبدأ من السعودية، قبل الذهاب إلى قطر، وهو ما يعكس معرفتها بمكمن الحل ومقر الخلل. وفي هذا الشأن، يصل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اليوم إلى جدة، وذلك في جولة خليجية تستمر يومين، تشمل كلاً من الكويتوقطر، في محاولة جديدة لتبديد التوتر بين قطر من جهة بصفتها داعمة للإرهاب والدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، وهي السعودية والإمارات والبحرين ومصر. ويستهدف التحرك التركي إيجاد مساعٍ لدعم الوساطة الكويتية، والحوار بين الجانبين، للوصول إلى منطقة حل ترضاه جميع الأطراف. وسيعقد خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، مع الرئيس إردوغان، في محطته الأولى، اجتماعاً لتباحث الموضوعات المشتركة بين البلدين، أهمها ملف الأزمة القطرية. وتركيا هي خامس دولة، بعد كل من ألمانيا، وبريطانيا، وأميركا، وفرنسا، تسعى لإيجاد مخرج للأزمة الممتدة منذ الخامس من يونيو الماضي، عندما قطعت الدول الأربع علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة. وأكدت أنقرة أن زيارة إردوغان ليست للتوسط بين الطرفين، وإنما لدعم الجهود الكويتية. وكانت الدوحة سعت لإفشال الوساطة الكويتية، بعدم احترامها القواعد الدبلوماسية، عندما نشرت قائمة المطالب ال13، بعد تسلمها من الكويت، فأعادت الأزمة من جديد إلى نقطة البداية. ومن المقرر أن يغادر الرئيس التركي اليوم إلى الكويت وسيلتقي خلالها الشيخ صباح الأحمد الصباح، أمير دولة الكويت، لبحث جهود مساعي الوساطة، ثم يغادر غداً إلى قطر آخر محطة في جولته الخليجية. من جهة أخرى، قال الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة الإمارتي للشؤون الخارجية، إن «المواقف القطرية باتت معروفة، وتكرارها يعمّق الأزمة مع الدول الأربع»، وذلك في رده على الخطاب المتلفز، للشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، الذي بثه التلفزيون القطري البارحة الأولى. وقال الوزير قرقاش، في تغريدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إنه كان يتمنى أن يكون خطاب الشيخ تميم «مبادرة مراجعة ودعوة للتواصل»، قائلاً إن الحوار ضروري ومطلوب ولكن عموده المراجعة. وكان أمير قطر، أقر في خطابه المتلفز، هو الأول منذ اندلاع الأزمة، بوجود خلافات مع مجلس التعاون الخليجي بشأن سياسات الدوحة الخارجية، مؤكداً أن الدوحة جاهزة للحوار مع الدول الأربع لتسوية كل القضايا. كما أقر بحجم تأثير المقاطعة والألم والمعاناة التي سببها ما وصفه بالحصار، وقال: «نختلف مع البعض بشأن مصادر الإرهاب». من جهة أخرى أجرى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، اتصالاً هاتفيًّا أمس بالرئيس إمام علي رحمان رئيس جمهورية طاجيكستان. وجرى خلال الاتصال بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وتطورات الأحداث في المنطقة. كما تم استعراض أوجه التعاون في شتى المجالات وسبل تطويرها وتعزيزها.