تشكّل الشراكات ومذكرات التفاهم والتعاون جانباً مهماً من جوانب العمل الحواري والتعاون مع مؤسسات المجتمع لدى مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، وفي ظل هذا الوعي عمل المركز على العناية بالتعاون مع الوزارات ومؤسسات المجتمع والهيئات والجهات الحكومية والأهلية من أجل تعزيز التلاحم الوطني ومواجهة التطرف والتعصب ونشر ثقافة التعايش المجتمعي بين مختلف أطياف المجتمع وشرائحه. وعمل المركز منذ إنشائه قبل أكثر من أربعة عشر عاماً، على نشر ثقافة الحوار من أجل هدف أسمى يتمثل في أن يصبح الحوار سلوكاً ونمطاً من أنماط الحياة لدى المجتمع، وبما يعزز الوسطية والاعتدال في التعاطي مع القضايا الفكرية، ويعمّق التلاحم الوطني بين جميع تلك الاطياف. وسعى مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني إلى توسيع قاعدة المشاركة في لقاءاته الوطنية وفي برامجه الحوارية المتعددة وهو الأمر، الذي جعله يخصص مجالات حوارية أكبر للشباب والعناية بقضاياهم وأفكارهم، بيد أن الخطوة الجوهرية التي حرص عليها المركز منذ نشأته هي قيامه بعقد اتفاقيات شراكة ومذكرات تفاهم مع عدة وزارات وهيئات، وذلك من أجل تنشيط الصورة الحوارية، بما تتضمنه من مبادئ وقيم، وتفعيل النشاط الحواري. وبلغت الشراكات والاتفاقيات، التي عقدها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني 24 شراكة، بالإضافة إلى أربع شراكات خارجية مع وزارات وهيئات، كما وقع مع هيئات ومؤسسات. وحقق المركز نوعاً من التمثيل المتوازن لمختلف الشرائح الاجتماعية، التي تنتسب للوزارات والهيئات ومنهم علماء ومفكرون وإعلاميون ورياضيون، فضلا عن فئات الشباب والطلاب والدارسين، حيث أقيمت عدة ملتقيات مشتركة مع كل هذه الجهات طوال السنوات الماضية، حيث شاركت معظم هذه الوزارات والهيئات في هذه اللقاءات وفي المعارض، التي يقيمها المركز ضمن البرنامج. وقد استطاع المركز أن يفعّل تعاونه مع مؤسسات دولية لها تاريخها، ولها تجاربها في العمل المؤسسي الثقافي والفكري والحواري، وتمثل ذلك في توقيعه اتفاقيات شراكة وتعاون مع منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»، والمنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو» والاتحاد العالمي للكشاف المسلم.