بعد أن انتهت مهلة العشرة الأيام التي حددتها دول المقاطعة لقطر لتنفيذ المطالب ال 13 ومن ثم عودتها إلى الحضن الخليجي والعربي، بدا أن هناك تحركاً قطرياً سريعاً اتقاء مزيد من الإجراءات الاقتصادية التي ستصعب الموقف على القطريين أكثر مما هو عليه حالياً؛ رغم المكابرة و«المزايدات» الإعلامية التي تصدر من الدوحة معتبرة أن كل شيء بخير وأن الوضع، كل الوضع، على ما يرام. قد يخدع السياسي كل شيء لكنه لا يستطيع أن يخدع الجغرافيا أو يتحايل عليها بأي صورة من الصورة، وقدر قطر «المشاغبة» أنها امتداد للسعودية والإمارات والكويت والبحرين وعمان. وهذه الدول، مقاطعة أو غير مقاطعة، تأذت من ممارسات النظام القطري على مدى عقدين ونالها ما نالها من «قذارات» قناة الجزيرة وأفواهها الإعلامية المفتوحة عن آخرها ضد دول الخليج وضد الأمن القومي العربي. الآن، بعد المقاطعة وفجائيتها وقسوتها، حصحص الحق وعاد أركان النظام القطري، حتى لو حاولوا إنكار ذلك، إلى قراءة واقعهم بين أشقائه من جديد، الأمر الذي لم يكن ليحدث لو بقيت الأمور في حدود الرجاءات و«الطبطبة» أو بقيت في حدود المراهنة على العقل القطري الذي لم يدرك حجم ما يورط به أشقاءه على مدى أكثر من عشرين سنة. استلاب عقل الدوحة من قبل مرتزقة، من المفتي إلى المنظرين الإعلاميين وكل الشتامين الوقحين هناك، وضع متاريس وحواجز أمام التفكر والتدبر الصرف فيما هو في صالح القطريين وصالح أشقائهم الخليجيين والعرب. ما هو حتمي أن الجغرافيا لن تتغير، وما هو طبيعي أن دول الخليج لن تقبل، بعد الآن، قطر التي تتآمر على أنظمة وشعوب وأمن دول المنطقة والدول العربية الأخرى. العالم تغير وأمريكا تغيرت مع إدارة الرئيس دونالد ترامب، وليس أمام النظام القطري سوى أن يتغير هو بدوره؛ ليصبح عامل بناء واستقرار، حيث لن تؤدي المكابرة ولن يؤدي العناد سوى إلى مزيد من الخسارات الاستراتيجية والاقتصادية القطرية، وهو ما سيجني فوائده الغزاة الجدد.