تخبط إعلامي قطري عكس تخبطا سياسيا تعيشه الدوحة ووسائل اعلامها المرئية والمكتوبة والمسموعة، أكثر من واقعة شاهدها أو استمع إليها أو قرأها المتابعون للأزمة التي أدخلت الدوحة نفسها فيها بسبب دعمها للإرهاب وسياساتها التي تسير كموج يتخبط ذات اليمين وذات اليسار. ترقب القطريون خطاب أميرهم ومعرفة ردة فعله من خلال كلمة قطعت لها قناة «الجزيرة» أحد برامجها فجأة، لنقل الخطاب على الهواء مباشرة، بيد أن كلمة الأمير لم تتجاوز الجملة أو الجملتين، فتقطع كلمة الأمير ويرجعون للبرنامج مرة أخرى، وكأن شيئا لم يكن، وهذا الأمر أثار تساؤلات عديدة عمن هو المتحكم بالإعلام في الدوحة، ومن يديره ويملك صلاحية قطع خطاب الأمير على الهواء، حيث عادت قناة الجزيرة لمواصلة برنامجها وكأنه لم يحدث شيء. حجج ضعيفة يرى مراقبون أن الدوحة تعيش منذ خطاب أميرها تخبطا إعلاميا وسياسيا واضحا تسبب في ضرر أكثر من الضرر الأول لأسباب كثيرة، ويأتي على رأس هذه الأسباب الحجج الضعيفة، التي استند إليها الإعلام الرسمي في قطر، لتكذيب تصريحات أميره، التي تسببت بالأزمة وعكست سياسة قطر المتناقضة والمزدوجة، وكانت وكالة الأنباء القطرية أفادت بأن سلطاتها طلبت سحب سفرائها من المملكة ومصر والكويت والبحرين والإمارات، لتعود بعدها وتفيد بأن الموقع تعرض للقرصنة، في حين غرد وزير الخارجية القطري، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، قائلا: «إنه لم يقل سحب أو طرد السفراء وإن تصريحه أخرج من سياقه». وجاء هذا التضارب على خلفية تصريحات أمير قطر تميم بن حمد، خلال حفل تخريج الدفعة الثامنة من مجندي الخدمة الوطنية في ميدان معسكر الشمال، والتي نقلتها الوكالة أيضا. وفيما بعد، نقلت فضائية «الجزيرة» عن «قنا» أن حسابها على تويتر تعرض بدوره للقرصنة، وذلك بعد نشره أن قرار قطر سحب سفرائها من الدول العربية الخمس، زاعمة أن ما تم نشره ليس له أي أساس من الصحة، وأن الجهات المختصة ستباشر التحقيق في هذا الأمر، ما يعكس تخبطا بينا، ونوايا مبيتة، الا أن التخبط هو الذي ساد بعدها. الإساءة وبلعها وفي سياق تخبطها الواضح نشرت قناة «الجزيرة» رسما كاريكاتيرا مسيئا لخادم الحرمين الشريفين والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وسرعان ما تصدى مغردون لإساءة القناة المتخبطة وفي السياق انتشر هاشتاغ «#قناةالجزيرهتسيءللملكسلمان»، وحل في المركز الأول للوسوم الأكثر تداولا في المملكة. وبعد ما أثار موجة غضب واسعة وجدلا في مواقع التواصل، حذف القائمون على موقع «الجزيرة نت» الكاريكاتير بعنوان «أخبار مفبركة» نظرا للغط الذي أثاره، بحسب ما أعلنت الشبكة، مشيرة إلى أنها لم تقصد بأي حال الإساءة لخادم الحرمين الشريفين، كما تم التداول، وأن ما حدث من ربط لدى البعض هو «اصطياد في الماء العكر». وفي السياق، كذبت إريتريا ادعاءات الإعلام القطري بشأن وقوف أسمرا إلى جانب الدوحة إثر قطع دول عدة العلاقات معها، لدعم النظام القطري الإرهاب والإضرار بالأمن القومي الخليجي والعربي. ووفقا لموقع «سكاي نيوز» قال وزير الإعلام الإريتري يماني ميسكيل، على حسابه بموقع تويتر: إن «البيان الصحفي الصادر باللغة العربية والمنسوب لوزارة الخارجية الإرتيرية بشأن قطع العلاقات بين دول عربية وقطر مزور». وكانت وسائل إعلام قطرية نشرت بيانا موقعا بختم وزارة الخارجية في أسمرا جاء فيه رفض إرتيريا لطلب المملكة والإمارات قطع العلاقات مع قطر، دون الإشارة إلى مصدر البيان وكيف وصل إليها. مرحلة الاختناق ووصل التخبط في الإعلام القطري إلى مرحلة الاختناق؛ نظرا للحقائق التي أوردتها الصحف السعودية وبشكل يومي على صفحاتها ومواقعها الإلكترونية ومعها عدد كبير من المغردين. وقال مراقبون: «إن الإعلام القطري يمر بمرحلة الهذيان، كما أن هذا الإعلام أصبح يكذب الكذبة ويحذفها». ويرى هؤلاء المراقبون أن الإعلام القطري ضلل سوادا عظيما من الناس طوال السنوات الماضية وخصوصا قناة «الجزيرة»، إلا أن الحقائق سرعان ما تكشفت، وسقطت ورقة التوت، كما برزالوجه القبيح لتلك القناة بعدما سقط قناع الزيف لتراها عيون وبصائر، أنها محض محرض على التفرقة والمشاكل بين الأشقاء العرب والمسلمين ليس إلا. وفي سياق تعليقهم على ما يجري في الدوحة، قال هؤلاء المراقبون: يجب أن تعرف قطر أن الوضع ليس في صالحها، ويجب عليها الاعتذار والتخلص من العقول المدبرة للإرهاب كعربون أولي عن حسن النوايا تجاه جيرانها ولحمتها وعروبتها. بدوره قال الناقد الإماراتي على بن تميم: «إن الغرف السوداء للنظام القطري بلغت الحضيض، فتارة تفبرك تصريحات تنسبها لمواطنين إماراتيين وتارة تفبرك تصريحات للشيخ محمد بن زايد، وما زال التخبط مستمرا». وتابع بن تميم على صفحته بالفيس بوك: «كلما طالبنا الدوحة بالشفافية ومصارحة النفس وجدناها تغرق أكثر في الوهم والإنكار، أدلة دعم الإرهاب واضحة ولا يمكن الهرب منها بتهريجات إعلامية». خبر كبار العلماء صحيفة الراية القطرية وفي آخر حلقات التخبط والإساءات قامت أمس الأول الأربعاء بحذف خبر أساءت فيه لهيئة كبار العلماء في المملكة. وكان آخرها ما اختارته الصحيفة «مانشيتا» عريضا باللون الأحمر، «هيئة كبار المنافقين»، في إشارة مسيئة لهيئة كبار العلماء والمفتي العام للمملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، على خلفية تأييده للمقاطعة الخليجية لقطر ودعوته الإخوان المسلمين إلى نبذ الغلو والتطرف، قائلا: على المسلمين تقوى الله، وأن يكون منهجهم واضحا من الكتاب والسنة، ويجب ألا يكون هناك غلو أو مغالطات، ويجب أن يكون هناك منهج واضح بالعمل بكتاب الله، ومن جاء بذلك فهو على حق، ومن دعا إلى باطل فهو باطل، ويجب البعد عن الأقوال والمعتقدات الباطلة. وأشعلت الصحيفة موجة غضب عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة وغيرها فور صدورها صباح الأربعاء، إذ تعد هيئة كبار العلماء أرفع هيئة دينية في المملكة، كما أن فتاواها معتمدة في عدد كبير من الدول العربية والإسلامية، لتضطر الصحيفة لحذف الصفحة التي تضمنت الإساءة، بعد موجة الغضب التي تسببت بها دون أي تعليق منها.