كما جاء في جلسة مجلس الوزراء المنعقدة أمس الأول برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز– حفظه الله– فإن المملكة عندما قررت قطع علاقاتها الدبلوماسية والقنصلية مع الدوحة جاء انطلاقا من ممارسة المملكة حقوقها السيادية وفقاً للقانون الدولي ووفقاً لمستلزمات حماية أمنها الوطني من مخاطر الإرهاب والتطرف. ورغم الانتهاكات الجسيمة والصارخة التي مارستها الدوحة سراً وعلناً طوال سنوات بهدف شق الصف الداخلي السعودي والمساس بسيادة المملكة والارتماء في أحضان النظام الايراني الدموي وأحضان الجماعات الارهابية الا أن المملكة لا تزال سندا قويا للشعب القطري وعاملا هاماً لدعم استقراره وأمنه وسيادته على أرضه، فالخلاف مع السلطة الحاكمة في قطر لن يؤثرعلى حرص المملكة الدائم على الشعب القطري ودعم مصالحه. وبغض النظرعن الأخطاء التي ارتكبتها الدوحة وأدّت إلى عزلتها وإلحاق أفدح الأضرار باقتصادها، وهي أخطاء من سلبياتها السعي لزعزعة أمن واستقرار دول المنطقة فإن المملكة حرصت أشد الحرص على الحفاظ على وحدة الأمة العربية وتماسكها ووحدة صفها وكلمتها رغم النوايا القطرية المكشوفة من خلال تصرفاتها الخاطئة بشق الصف الخليجي والعربي والاسلامي. ولا شك أن الممارسات القطرية الموغلة في الخطأ والمؤدية الى خدش استقرار دول المنطقة بتأييدها إرهاب الدولة المتمثل في النظام الايراني والتنظيمات الارهابية الأخرى أثارت موجة من الاستنكار الخليجي والعربي والاسلامي والدولي، وكان لا بد من وقفة حازمة وصارمة في وجه تلك الممارسات الطائشة التي من شأنها الاضرار بمصالح الأمتين العربية والاسلامية ومصالح دول الخليج العربي العليا. لقد طالبت عدة أوساط عربية بأن تعود قطر الى رشدها وتلتزم بما تعهدت به في القمة العربية الاسلامية الأمريكية التي عقدت مؤخرا بالرياض حفاظا على مصالح الشعب القطري وحفاظا على مصالح مجلس التعاون الخليجي وحفاظا على استقرار دول المنطقة من الأخطار المحدقة بها من النظام الايراني ومن التنظيمات الارهابية التي تتربص بها الدوائر، وهي مطالبة لا بد أن تصغي الدوحة لصوتها العقلاني. ليس من مصلحة الدوحة الارتماء في أحضان النظام الايراني الدموي الذي ثبت ضلوعه في عمليات إرهابية عديدة مورست في المملكة والبحرين والكويت، وتمارس الآن في العراق وسوريا واليمن وليبيا، وليس من مصلحتها الارتماء في أحضان التنظيمات الارهابية مثل داعش والقاعدة وحزب الله الارهابي والحوثيين في اليمن، فهذه جماعات إجرامية ما زالت تبث إرهابها بين صفوف المجتمعات البشرية للنيل من استقرارها وأمنها. تغريد قطر خارج السرب وتصعيدها الأزمة القائمة بينها وبين أشقائها من الدول الخليجية والعربية والاسلامية سوف يؤدي الى استمرار عزلتها وتعطيل نموها الاقتصادي والاضرار بمختلف مصالحها وعلاقاتها مع سائر دول العالم دون استثناء.