الارتماء القطري الخاطئ في حضن النظام الايراني بتأييد تدخلاته في الشؤون الداخلية لدول المنطقة ودعمه الارهاب واحتلاله الجزر الاماراتية الثلاث وضلوعه في سلسلة من الأعمال الارهابية التي حدثت في المملكة والبحرين والكويت ليس جديدا في حد ذاته، فقد حذر منه صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السابق- يرحمه الله-. في عام 2014 عمدت المملكة والامارات والبحرين الى سحب سفراءها من الدوحة بسبب السلوك القطري المشين بتأييدها التدخلات الإيرانية المستمرة في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون الخليجي، وقد أكد سموه وقتذاك أن الأزمة التي نشبت بين الدوحة ودول المجلس لن تحل الا اذا عدلت الدوحة عن سياستها الموغلة في الخطأ بمباركتها التوجهات الايرانية التعسفية. وقد أعلن سموه– يرحمه الله– وقتذاك عن غضب الدول الخليجية واستيائها الشديدين للسياسة القطرية، وقد كان هذا الاعلان الصريح أول رد فعل سعودي رسمي على الدوحة أعقبه سحب السفير السعودي من قطر كما عمدت الامارات والبحرين الى سحب سفيريهما من الدوحة نظير التأييد القطري المطلق لتوجهات إيران العدوانية على دول المجلس ودول المنطقة. والبيان الثلاثي الخليجي المشترك من المملكة والامارات والبحرين في أعقاب التأييد القطري لايران ينم بوضوح عن الاستياء الخليجي لهذه الخطوة التي تمثل عدوانا صارخا على أمن واستقرار وسيادة دول المجلس ودول المنطقة كلها، وهاهي الخطوة تتجدد اليوم من دولة قطر لتؤكد على استمرارية السياسة القطرية الخاطئة في تأييدها النظام الايراني الارهابي وكافة التنظيمات الارهابية. تتجدد هذه اللعبة القطرية الخطيرة اليوم لتكشف عن الوجه الحقيقي للدوحة المتمثل في دعم الارهاب الايراني ومعاضدة حكام طهران لممارسة إرهاب الدولة على دول عديدة كما هو الحال في العراق وسوريا ولبنان وليبيا واليمن، وتلك لعبة تصر قطر على ممارستها واستمرائها والضلوع فيها رغم علمها يقينا أنها سياسة موغلة في الخطأ ومن شأنها زعزعة أمن واستقرار وسيادة دول الخليج ودول المنطقة كلها. من جانب آخر فقد حذر البيت الأبيض من مغبة هذا الارتماء وذكّر الدوحة بأهمية الالتزام بمذكرة تفاهم الرياض التي وقعت في القمة العربية الاسلامية الأمريكية التي عقدت مؤخرا بالرياض وحضرها الرئيس الأمريكي، وقد التزمت الدوحة بموجب تلك المذكرة بعدم تمويل أو تأييد التنظيمات الارهابية المتطرفة، ولكنها نقضت هذا الالتزام كعادتها في ممارسة النقض فانقلبت على المذكرة وضربت بها عرض الحائط. هذا الأسلوب القطري له آثاره الوخيمة في التأثير المباشر على توجهات مجلس التعاون الخليجي، وله آثاره الوخيمة على العمل العربي المشترك الذي يستهدف تعزيز التضامن العربي المشترك والعمل على دحر الارهاب وتقليم أظافر الارهابيين أينما وجدوا، ومكافحة الأساليب الايرانية المكشوفة المتمثلة في تدخل حكام طهران في الشأن الخليجي والعربي ومعاضدة الارهابيين في كل مكان.