لاتزال أبواق الدوحة المقروءة والمسموعة والمرئية تبث سمومها بتأييدها المطلق للنظام الإيراني الدموي وتحاول جاهدة الانشقاق عن الصف الخليجي والعربي والإسلامي وتعادي كافة الأصوات العقلانية بأهمية الرجوع عن الموقف القطري الخاطئ، وركوب الرأس سوف يعود بأضرار فادحة على قطر ويدفعها إلى الانكماش على ذاتها بما لا يخدم كافة القضايا الخليجية والعربية والإسلامية. ولا شك أن موقف الدوحة هو أداة لشق الصف الخليجي ومحاولة العبث بكل التشريعات والأنظمة والقوانين التي رسمها مجلس التعاون الخليجي منذ انشائه في سبيل توحيد كافة الجهود الخليجية للوصول الى التكامل المنشود فيما بينها على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية وغيرها، والموقف العدواني يؤثر حتما على تلك الجهود النبيلة ويعطلها ويخدش كل الآمال الخليجية في الوحدة والتآزر والتكاتف كأساليب تقود إلى التكامل. لقد استهجن العالم بأسره ذلك الموقف العدواني الصارخ على الكلمة العربية والإسلامية الواحدة، وهو عدوان على كل العرب والمسلمين التواقين الى جمع صفوفهم وتوحيد كلمتهم والعمل على دحر الإرهابيين وظاهرتهم الشريرة، وهو استهجان قابلته قطر بالسخرية وضربت به عرض الحائط، وهي بذلك تخرج عن الإجماع الخليجي والعربي والإسلامي والدولي بأهمية مكافحة الإرهاب واجتثاثه من جذوره. وما ثبت على أرض الواقع المشهود أن النظام الإيراني يحاول بكل ممارساته العدوانية المتمثلة في التدخل السافر في الشؤون العربية الداخلية ودعم التنظيمات الإرهابية والتشبث بعدم الانسحاب من الجزر الاماراتية الثلاث، وتلك ممارسات كان يجب ألا تؤيدها الدوحة وتصفق لها، فتأييدها لهذه التوجهات العدوانية يعني أن قطر تحاول تصعيد الأزمة وعدم الوصول إلى حل لتسويتها. لابد من اعادة النظر في الموقف القطري لتصحيحه وإلا فان الدوحة معرضة للانعزال والانكماش والتغريد خارج السرب، وهو أمر لا يصب في المصالح القطرية، بل سيؤدي الى الحاق أضرار متعددة بسياستها العدوانية المناقضة تماما للاجماع الخليجي والعربي والإسلامي الذي مازال يصر على أن النظام الإيراني يمثل شوكة في خاصرة المنطقة، وهو أداة لزعزعة أمن دولها واستقرارها وسيادتها. نقضت الدوحة تعهداتها الموقعة في مؤتمر القمة العربي الإسلامي الأمريكي الذي عقد مؤخرا بالرياض بمكافحة الإرهاب ضمن كافة الدول الموقعة، غير أنها انقلبت رأسا على عقب بتأييدها للمواقف الإيرانية العدوانية وتأييدها لظاهرة الإرهاب والإرهابيين، وهو انقلاب سوف يؤثر حتما على مختلف المصالح القطرية ويؤدي الى عزلتها وتشرذمها، وهو انقلاب لم تتوقعه كافة الدول المشاركة في القمة. الجهود العربية والإسلامية تمهد للوصول الى توحيد الصفوف والكلمة والرأي غير أن الدوحة بموقفها المناقض لتلك الجهود تعبث بكل التوجهات العقلانية الرامية إلى إعادة الاستقرار إلى المنطقة، فالموقف القطري يدعم الأفكار والتوجهات الايرانية الخبيثة بمواصلة زعزعة أمن دول المنطقة والعبث باستقرارها.