لاتختلف الأوساط السياسية العربية والإسلامية والدولية على اعتبار التقارب القطريالإيراني يمثل منعطفًا خطيرًا لالحاق الخطر الفادح بالمصالح العربية، فهو تقارب لا يخدم أي مصلحة إسلامية تذكر، فالخروج عن الصف الخليجي من خلال التأييد المطلق لإيران لا يفسر إلا بأنه خيانة عظمى في حق الشعوب الخليجية والعربية والإسلامية والصديقة التي أجمعت على خطورة النظام الإيراني وعملياته الاجرامية والإرهابية في المنطقة. هذا التقارب المقيت يترجم بوضوح امكانية تقوية المعسكر الطائفي الإيراني، ويفتح شهية حكام طهران لمزيد من الاعتداء على الشعوب العربية والإسلامية والتشبث بتدخلهم السافر في الشأن الداخلي لدول المنطقة كما هو الحال في سوريا والعراق واليمن وفلسطين، وكان الأجدر بالدوحة أن تبتعد عن هذا الارتماء في أحضان أعداء الأمتين العربية والإسلامية وأعداء دول مجلس التعاون الخليجي وأعداء دول العالم كافة. انه تدخل يشكل خطرًا داهمًا على المصالح العربية والإسلامية العليا، فتقوية العلاقات بين الدوحةوطهران من شأنه زعزعة أمن واستقرار المنطقة، فالنظام الايراني الغاشم يسعى منذ زمن لزعزعة أمن المنطقة من خلال تدخلاته السافرة في شؤون دولها، ويحاول باستمرار مد التنظيمات الارهابية بكل أسباب القوة لتستمر جرائمها في المنطقة وممارساتها العدوانية ضد الدول الخليجية والعربية والإسلامية. لقد ضربت الدوحة عرض الحائط بمشاعر المسلمين ومشاعر الدول المظلومة التي مازالت تتعرض لأفدح الأضرار من قبل الميليشيات الايرانية الارهابية، وتلك مشاعر كان لابد أن تحترمها الدوحة دون أن تحاول خدشها ولكنها أبت إلا أن تلعب بالنار وتؤيد تأييدًا مطلقًا وواضحًا ممارسات ايران المكشوفة ضد المصالح الخليجية والعربية والاسلامية. ايران تمثل ارهابًا لدول المنطقة ودول العالم بأسرها، ودعم الدوحة للنظام الايراني يعني فيما يعنيه اضعاف الموقف العربي والإسلامي والدولي تجاه تحركات إيران الاجرامية في المنطقة، وهو اضعاف لا يصب إلا في مصلحة النظام الغاشم الذي مازال يتواجد على اراض عربية تحت مسميات وحجج واهية لا أساس لها من الصحة والسلامة، وهو تواجد لا يمثل الا عدوانًا صارخًا على مصالح تلك الدول والشعوب. وارتماء قطر في أحضان النظام الايراني هو محاولة واضحة لشق الصف الخليجي والعربي والإسلامي، وكان يجب على دولة قطر أن تترفع عن هذا الارتماء؛ لأنه يمثل شوكة في خاصرة المسلمين ويدعم أعداء الاسلام، والظروف التي تمر بها الأمة العربية تستدعي الوقوف وقفة رجل واحد أمام القرصنة الايرانية التي لا تضمر الا الحقد والبغضاء للإسلام والمسلمين، وكان يجب على الدوحة أن تقف مع الأشقاء والأصدقاء لدحر هذه القرصنة بدلا من مناصرتها والانتصار لعدوانها وتأييدها للتطرف والإرهاب في المنطقة.