فيما وقعت الدول الثلاث الراعية لمحادثات أستانا 4 السورية، أمس، على اتفاق بشأن المناطق الأربع منخفضة التوتر في سوريا، شدد رئيس الوفد الروسي في المحادثات ألكسندر لافرانتييف، على أن بلاده متفقة مع المملكة وأمريكا بشأن سوريا، وستعمل معهما عن كثب. وأضاف لافرانتييف في مؤتمر صحفي عقب توقيع رعاة المفاوضات «أنه اعتبارا من 6 مايو سيتوقف إطلاق النار في مناطق تخفيف التوتر»، مشيراً إلى «أن الدول الضامنة اتفقت على امكانية مشاركة دول أخرى في المراقبة شرط التوافق». إلى ذلك عقدت المعارضة السورية المسلحة مؤتمرا صحافيا، رفضت من خلاله قبول إقامة مناطق آمنة في سوريا، مشيرة إلى أن ذلك يهدد وحدة أراضيها، وقالت «إنها لن تعترف بإيران كدولة ضامنة لخطة السلام». وقال أسامة أبو زيد المستشار القانوني للجيش السوري الحر والمتحدث الرسمي باسم الفصائل «لن نقبل بأن تكون إيران دولة ضامنة، ونرفض أي اتفاق يكون لنظامها دور فيه»، مذكرا «أن هناك فجوة كبيرة بين وعود روسيا وأفعالها». وأضاف أبو زيد «نحن ضد تقسيم سوريا، أما بالنسبة للاتفاقات فنحن لسنا طرفا في هذا الاتفاق؛ وبالطبع لن نؤيده أبدا طالما توصف إيران بأنها دولة ضامنة»، مشيرا إلى «أن إيران تقتل الشعب السوري»، مشددا على ضرورة يجب جدول زمني لخروج ميليشياتها الأجنبية من بلادنا»، وطالب «المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات عملية للحد من نفوذ إيران وأطماعها في البلاد». وأكد المتحدث باسم فصائل المعارضة «أنهم لن يقبلوا بأي اتفاق لايضمن وحدة الأراضي السورية»، مضيفا «سنحارب كل من يقتل السوريين سواء بالبراميل المتفجرة أو بالكيماوي أو بالأسلحة». جولة يوليو وقعت الدول الثلاث الراعية لمحادثات سوريا (أستانا 4) أمس الخميس، على اتفاق بشأن المناطق الأربع المنخفضة التوتر أو الآمنة في سوريا، في وقت شهدت فيه الجلسة انسحاب بعض ممثلي المعارضة السورية احتجاجا على توقيع ممثل نظام إيران على مذكرة التفاهم. وشدد وزير الخارجية الكازاخي في جلسة موسعة للوفود المشاركة في أستانا، على أنه ليس هناك حل عسكري في سوريا. كما أكد أن استئناف مفاوضات جنيف مرتبط بنتائج محادثات أستانا، مشيرا إلى أن الجولة المقبلة من المحادثات السورية ستعقد منتصف يوليو. وشهدت الجلسة انسحاب ممثلي بعض فصائل المعارضة المسلحة احتجاجا على توقيع ممثل إيران على مذكرة الاتفاق، خاصة أن الفصائل السورية أخرجت بيانا توضح فيه احتجاجها على دور نظام طهران في سوريا ودعمه للأسد في قتل المدنيين، رافضة الدور الإيراني في ضمان الاتفاقية. وكانت روسيا قد قدمت الأربعاء الماضي، وثيقة لإنشاء 4 مناطق منخفضة التوتر أو التصعيد، وستحدد تلك المناطق في كل من محافظة إدلب، وشمال حمص، والغوطة الشرقية، ومناطق في جنوب البلاد ينشئها الضامنون والأطراف المعنية الأخرى. تخفيف التصعيد اعتبر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في تصريحات أمس، أن خطة موسكو لإقامة «مناطق تخفيف للتصعيد» في سوريا ستساهم في حل النزاع المستمر منذ ستة أعوام بنسبة 50%. وكان اردوغان ناقش الخطة التي اقترحتها موسكو لإقامة المناطق المقترحة في عدد من المناطق في سوريا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء الماضي. وفي حديثه إلى صحفيين أتراك في طائرته أثناء عودته من سوتشي على البحر الأسود، أكد اردوغان أن هذه المناطق ستتضمن ادلب، وجزءا من محافظة حلب والرستن في حمص، إضافة إلى جزء في كل من دمشق ودرعا. في المقابل، أعلن مصدر من داخل قاعة المفاوضات في أستانا، أن الدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار في سوريا اتفقت على وثيقة روسية تنص على إنشاء 4 مناطق منخفضة التوتر. شمال الرقة في قرية مزرعة تشرين على بعد نحو 17 كيلومترا شمال مدينة الرقة، ينتشر مقاتلو ومقاتلات قوات سوريا الديموقراطية في نقطة تبعد كيلومترا واحدا فقط عن مناطق سيطرة تنظيم داعش على هذه الجبهة المحتدمة. وبدأت قوات سوريا الديموقراطية بدعم من التحالف الدولي في 5 نوفمبر معركة لاستعادة الرقة، وتقدمت في قرى وبلدات عدة في المحافظة. ومنذ بدء المعركة، فرّ آلاف المدنيين من المدينة وجوارها مجازفين بحياتهم. في قرية كبش الشرقي المجاورة لمزرعة تشرين، يقول أحمد، وهو شاب في الثلاثينات من العمر وصل قبل يومين بعد فراره من مدينة الرقة: «غالبية المدنيين يريدون الفرار من الرقة، لكن عناصر داعش يمنعونهم، ويتخذون منهم دروعاً بشرية لحماية أنفسهم». ويضيف: «عند ما هربنا قبل يومين، كنا مجموعة وقتل داعش منا اثنين قنصاً». وينتشر مقاتلو ومقاتلات قوات سوريا الديموقراطية في مزرعة تشرين على طول خط التماس، يضعون السواتر الترابية فوق بعضها لحماية أنفسهم من سيارات مفخخة قد يرسلها الجهاديون، ومن قناصة التنظيم.