ما الذي تنصح به مُتخذ القرار السعودي والخليجي للتعامل مع إدارة الرئيس ترامب؟ كان هذا السؤال الأساسي لضيفي الأكاديمي الأمريكي د.غريغوري غوس. وكان حواري معه يتمحور حول ماهية الإدارة الأمريكية الجديدة والتي ستكون تحت حكم دونالد ترامب؟ وماذا عن علاقة واشنطن الجديدة بالرياض؟. يقول د. غوس: الرئيس ترامب سبق وأن تحدث بشكل سلبي عن السعودية ودول الخليج - وهذا جزء من نظرته للحلفاء التقليديين كالناتو واليابان وكوريا الجنوبية، حيث يرى أنهم لا يقدمون الكافي مقابل الحماية الأمريكية المكلفة، كما أنه وفي ظل غلبة مزاج أمريكي معادٍ للإسلام، فإن صعود فريق جديد من تيار المحافظين الجدد المعادين للمسلمين يمثل معضلة لبلدان كثيرة. ويؤكد الأكاديمي الأمريكي (المختص بالشأن السعودي)، أنه قلق شخصيا؛ بسبب انعدام أو ضعف خلفية ترامب في العلاقات الدولية، وهذا سيضع مسؤولية أكبر على رجاله ومستشاريه، ومنهم من يبعث القلق كمستشار الأمن القومي (مايكل تي فلين)، ولذا من سيكون الأقرب سياسيا وشخصيا للرئيس سيكون أكثر تأثيرا منه ربما في تقرير السياسات، وهذا الأمر سيمثل تحديا، لكن من المؤكد أن الرئيس ترامب لن يهتم كثيرا بدعم حقوق الإنسان والحريات، وهو يحب القادة الأقوياء الذين يتحدثون بصراحة بغض النظر عن سلوكهم الديمقراطي. يقول د. غوس: الذي لا أعرف إجابته كيف سيؤثر (السلوك الشخصي لترامب كرجل أعمال سابق من حيث المنهجية والتكتيك) مع دول الخليج؟، وكيف سيؤثر سعيه الماضي لكسب من يتعامل معه تجاريا على سلوكه السياسي كرئيس كان يرى في نفسه شخصا بارعا في عقد الصفقات؟، ويؤكد د. غوس أن ما يعرفه انه رغم تطرف ترامب وعناده وغروره وانفعاله إلا أنه مرن أيضا، فهو يمكنه أن يُغير رأيه إذا اقتنع، وهذا الأمر يمثل فرصة لساسة الخليج إذا أحسنوا استغلالها. يمثل تعيين وزير خارجية مثل ريك تليرسون القادم من خلفية نفطية، فرصة لدول الخليج، كما أن وزير الدفاع الجنرال جيمس ماتيس رجل عسكري بصفات رجل دولة، وهذا يمثل فرصة للحلفاء التقليديين؛ لتعزيز العلاقات العسكرية. وينتمي ماتيس إلى مجموعة من القادة العسكريين الأمريكيين المعادين تقليديا لإيران، وهو قد يدعم تبني إستراتيجية أكثر قسوة تجاه طهران ومواجهة تدخلها الإقليمي المزمن، خاصة وأن وزارة الخارجية الأمريكية توصلت في تقريرها السنوي في شهر يونيو 2016 لأدلة على دعم إيران للإرهاب. وفيما يتعلق بالوضع السوري والعلاقات مع إيران، يرى د. غوس أن مواقف ترامب تجاه الشرق الأوسط متناقضة، فهو مثلا يشجع التعاون مع روسيا لضرب التنظيمات الإرهابية مثل «داعش» ولا يمانع ببقاء الرئيس السوري بشار الأسد. ماذا عن الاتفاق النووي مع إيران؟ وأي إستراتيجية تلك التي يريد ترامب تبنيها؟ هنا يجيب د. غوس بأن تصريحات ترامب وخلفية بعض مستشاريه تُرجح أنه يريد تغييرا ما تجاه الاتفاق النووي، وربما صياغة إستراتيجية جديدة وقاسية في التعامل مع طهران، لكن لا يعتقد أن ترامب سيستطيع «تمزيق الاتفاق النووي»، وما يستطيع فعله هو الصرامة وزيادة مستوى الرقابة على الأداء الإيراني عبر الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ختاما.. يرى د. غوس أن الرياض ورثت مواجهة قانون (جاستا) عن إدارة أوباما، وتحتاج لبذل الكثير لمواجهة تبعاته، كما أن السيناريو الأسوأ للعلاقات الخليجية - الأمريكية سيتحقق في حالة فشل الخليجيين في تقديم أنفسهم للإدارة الجديدة بطريقة تقنعها بأهميتهم وخاصة في مواجهة الإرهاب، وهنا تقع مسئولية إضافية على وزراء الخارجية وسفراء الخليج في واشنطن، والذي يفترض أن يكونوا أكثر نشاطا من السابق..