فتح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب معركة جديدة عبر تغريداته على «تويتر»، استهدفت هذه المرة شركة «بوينغ» لصناعة الطائرات، معلناً إلغاء عقد طائرته الرئاسية «إر فورس وان» وإعادة التفاوض حول «كلفة أقل بالنسبة لدافع الضرائب الأميركي». ومضى ترامب في خطته تعيين الجنرال المتقاعد جايمس ماتيس وزيراً للدفاع، مجدِّداً الإعلان عن ذلك هذه المرة رسمياً في تجمع انتخابي ضخم في كارولاينا الشمالية أمس. وأتى التعيين على رغم حملة ضد ماتيس من شخصيات ومجموعات مقربة من إيران في العاصمة الأميركية. وفي مؤتمر صحافي على الإنترنت شاركت فيه «الحياة»، أعلن شون سبايسر الناطق باسم فريق ترامب، أن الأخير عقد حتى الآن 83 اجتماعاً مخصصة للمرحلة الانتقالية التي اعتبرها الأسرع و «الأسلس» لأي رئيس أميركي منذ 1968. وأشاد سبايسر بسيرة الجنرال المتقاعد ماتيس، الذي يتوقع أن يصادق الكونغرس على تعيينه إما قبل خطاب القسم في 20 كانون الثاني (يناير) المقبل أو بعده. وكان ماتيس في الأيام الأخيرة عرضة لتهجمات من مجموعات وشخصيات قريبة من إيران في واشنطن بسبب انتقاداته المتكررة سلوكَ إيران وخروجه من القيادة الوسطى في 2013 بسبب خلافه مع إدارة باراك أوباما حول هذا الملف. وقالت مصادر مطلعة ل «الحياة»، إن ماتيس يحظى بدعم وإعجاب كبيرين داخل الوزارة، وتوقعت أن يمنحه الكونغرس الإذن الخاص بالخدمة الوزارية على رغم عدم مرور 6 سنوات على تقاعده. وهو من الوجوه التي عارضت حرب العراق، كما أشار موقع «إنترسبت»، ويؤيد تحركاً أميركياً أكبر لاحتواء نفوذ إيران، على رغم تأييده الضمني الاتفاق النووي معها واعتباره وثيقة لوقف تسلح طهران وليس لتطبيع العلاقات. وأكد فريق ترامب أن الرئيس ماض في استشاراته حول موقع الخارجية، وأنهم وضعوا مواصفات معينة لأي شخصية تتولى هذا المنصب، أبرزها «القدرة على إتمام صفقات وشرح السياسة الأميركية في الخارج، والتعبير عن رؤية الرئيس». ورجحت هذه المواصفات، وخصوصاً موضوع الصفقات، اسمَي رجلي الأعمال ميت رومني ومدير شركة «أكسون» ركس تليرسون، الذي كان التقى ترامب أمس. ونقلت شبكة «أم أس أن بي سي» عن مصادرها، أن رومني يبقى في طليعة الأسماء، فيما أشار مقال في موقع «بلومبرغ» إلى ارتفاع حظوظ السفير السابق جون بولتون. ووسط استغراب ودهشة، فتح ترامب معركة جديدة عبر «تويتر» استهدفت هذه المرة «بوينغ»، وأعلن إلغاء عقد إنتاج طائرة رئاسية جديدة كلفتها 4 بلايين دولار، ووصف التكاليف المتزايدة لإنتاجها ب «السخيفة». وقال ترامب في تغريدة إن «بوينغ تبني طائرة إرفورس، وان 747 للرؤساء المستقبليين، إلا أن التكاليف خرجت عن السيطرة، والطلبية ألغيت». وكانت كلفة تحويل طائرتي «جمبو 747-8» إلى مركزي قيادة متطورين فاخرين بحلول 2024، قدرت بنحو 3 بلايين دولار عندما تم اختيار «بوينغ» لإنتاج هذه الطائرة في كانون الثاني (يناير) 2015. وتُعتبر الطائرة الرئاسية رمزاً لقوة أميركا. إلا أن الطائرة الحالية، وهي ذات طبقتين من طراز «747- 200»، التي أمر بها للمرة الأولى رونالد ريغان ودخلت الخدمة في 1990، أصبحت قديمة. وفي وقت سابق من هذا العام، أصدرت القوات الجوية الأميركية أول سلسلة من العقود لمشروع بناء طائرات رئاسية جديدة. وقال ترامب للصحافيين في مقر شركاته «ترامب تاور» في نيويورك: «نريد أن تكسب بوينغ الكثير من المال، ولكن ليس كل هذا المال». وأضاف أن الكلفة المقدرة بأربعة بلايين دولار «خارجة عن السيطرة تماماً» و «سخيفة». وهبطت أسهم «بوينغ» أمس مع إعلان ترامب، في انتظار مفاوضات جديدة.