يميل الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى تعيين الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس وزيراً للدفاع، فيما استمرت عقدة وزارة الخارجية التي يتنافس على حقيبتها ميت رومني، وهو شخصية معتدلة، ورودي جولياني، صديق الرئيس وأحد أقرب مستشاريه. واستكمل ترامب اجتماعاته في منتجعه الريفي في ولاية نيوجيرسي، بمرشحين لتولي وزارات الأمن الداخلي، أبرزهم كريس كوباك، وهو متشدد في قضايا الهجرة، وحاكم ولاية نيوجيرسي كريس كريستي، إضافة إلى جولياني. وكان الرئيس المنتخب ونائبه مايك بنس التقيا ميشيل ري وبيتسي ديفوس، المرشحتَين لتولي وزارة التعليم. وتصدّر اسم ماتيس لائحة المرشحين لتولي وزارة الدفاع، بعدما أشاد ترامب به إثر لقائهما لأكثر من ساعة السبت. وكتب ترامب على موقع «تويتر»: «أدرس تعيين الجنرال «الكلب المجنون» ماتيس لوزارة الدفاع، وكان مبهراً جداً. إنه جنرال الجنرالات». أما بنس فلفت إلى «مسيرة عسكرية أسطورية» لماتيس. وماتيس جنرال متقاعد في قوات مشاة البحرية الأميركية (المارينز) كان يرأس القيادة الأميركية الوسطى، وخدم في الجيش 44 سنة، تخلّلها دور في حرب الخليج، وفي العراق وأفغانستان. وغادر ماتيس القيادة الوسطى عام 2013، ما يعني أنه يحتاج إلى إذن خاص من الكونغرس ليكون وزيراً، إذ يشترط القانون الأميركي على أي شخصية عسكرية سابقة قد تتولى الوزارة، مدة ست سنوات خارج الجيش. ويُتوقع أن يمنحه الكونغرس الإذن، بسبب سمعته وشعبيته لدى الحزبين. وكان ماتيس ترك الجيش بعد خلاف مع إدارة الرئيس باراك أوباما، في شأن آلية التعامل مع إيران، خصوصاً تصرفاتها في الخليج. ويدعو ماتيس إلى سياسة أكثر تشدداً في التصدي لتصرفات طهران وزعزعتها الاستقرار الإقليمي، فيما يؤيد الاتفاق النووي بوصفه «أفضل السيئات» في ردع إيران. ويحظى باحترام الحزبين واستقلالية في الرأي، ستساهم في المصادقة على تعيينه. وتدور معركة بين جولياني ورومني حول وزارة الخارجية، إذ يواجه ترامب قراراً إما بمجاراة القاعدة الحزبية والمؤسسة التقليدية، بتعيين خصمه السياسي (رومني) الذي يخالفه الرأي في شأن روسيا والحلف الأطلسي، وكان اعتبر موسكو «العدو الجيواستراتيجي الأول» عام 2012، أو بتعيين جولياني، أقرب مستشاريه ويعرفه منذ ربع قرن. وقال بنس إن رومني «مرشح بقوة» لتولي وزارة الخارجية، «إلى جانب أميركيين متميزين آخرين». وأضاف أن رومني أبدى استعداداً لتولي المنصب. ويدرس الديموقراطيون الوسيلة الأفضل للتأقلم ومواجهة رئاسة ترامب، وسلوك مسارين متناقضين، الأول بالتعاون معه في قضايا اقتصادية تزيد الاستثمارات وتلاقي التوجّه الديموقراطي في ولايات ريفية، ومعارضته في قضايا الحقوق المدنية والسياسة الخارجية، خصوصاً بعد تسميته السيناتور جيف سيشنز وزيراً للعدل، وهو يؤيد التعذيب وترحيل المهاجرين غير الشرعيين وتشييد جدار مع المكسيك. ويدرس الرئيس المنتخب إمكان تعيين الأميرال مايك روجرز، مدير «وكالة الأمن القومي»، مديراً للاستخبارات القومية التي تشرف على كل وكالات الاستخبارات الأميركية ال17. لكن صحيفتَي «نيوريورك تايمز» و «واشنطن بوست» أوردتا أن وزير الدفاع آشتون كارتر والمدير المستقيل للاستخبارات القومية جيمس كلابر أوصيا الرئيس باراك أوباما قبل شهر بإقالة روجرز. وأشارت «واشنطن بوست» إلى أن لقاء روجرز ترامب في نيويورك الخميس الماضي «من دون إبلاغ رؤسائه مسبقاً»، شكّل «خطوة تُعتبر سابقة بالنسبة إلى عسكري بارز» و «سبّب استياءً على أعلى مستوى في الإدارة» الأميركية. وأوردت صحيفة «صنداي تايمز» أن الملكة إليزابيث الثانية ستدعو ترامب إلى «زيارة دولة» للمملكة المتحدة العام المقبل، مشيرة إلى أن الحكومة البريطانية تأمل بأن تصبح هذه الزيارة «سلاحاً سرياً» لتعزيز العلاقات بين الجانبين.