جذبت قمم جبال الكتب في معرض جدة الدولي الثاني للكتاب أعدادا كبيرة من الزوار باختلاف أو تنوع ثقافاتهم وميولهم وفئاتهم العمرية بتنوعها الكيفي واشتمالها على كافة احتياجات ورغبات الزوار. وتجولت العربات والحقائب المحمله بالكتب في أرجاء المعرض بما تحويه من أركان تهتم بتلبية طلبات المثقفين والمفكرين والشعراء، وأجنحة أخرى تهتم بكل ما يخص المرأة وميولها في بيئة تسمح لها بإثراء ثقافتها بكل أريحية وخصوصية، إلى جانب الأجنحة التي تهتم وتتعلق بالطفل وتنمي فكره الثقافي وتعليمه بطرق وأساليب مبتكرة. كما ظهر معرض الكتاب بصورة مشوقة وجاذبة من حيث التجهيزات وكفاءة عرض الكتب بطرق منظمة تسهل عملية استعراض عناوينها التي تصل لأكثر من 1.5 مليون عنوان في شتى أوعية المعرفة تقدمها 450 دار نشر محلية وعربية وعالمية. وساهم نخبة من المفكرين ورجالات الثقافة والأدب في إثراء هذا الحراك بالفعاليات المصاحبة التي تشتمل على ندوات ومحاضرات وأمسيات تتغنى بتطور الحركة الثقافية في المملكة. كميل حوا في محاضرة «صناعة الكتب» تصميم الكتب أوضح المصمم الجرافيكي كميل حوا مؤسس المحترف السعودي للتصميم، في محاضرة تناولت صناعة وتصميم الكتب، وألقاها مساء أمس الأول بمعرض جدة الدولي للكتاب، أن الكتاب في العصر الحديث ولد في رحم المطبعة وليس كما في القديم حيث كان يولد بين يدي مدونه وكاتبه. وقال: «المطبعة الآن أصبحت صانعة لكل شيء يتعلق بالكتاب، بدءا من قص وتركيب الحروف وحتى تجهيز الحبر وتحضير الورق مرورا بتصميم الغلاف والصفحات الداخلية وانتهاء بعملية الطباعة والتجليد». وأضاف في محاضرته (الكتاب من المطبعة إلى المصمم وبالعكس)، ضمن النشاط الثقافي المصاحب للمعرض «ان التجارب أثبتت بشكل قاطع أن الكتاب الذي يمر بأيدي مصمم كفء ومحترف يضيف قيمة مضاعفة ويجعل هناك فائدة لكل الأطراف التي تتعامل مع الكتاب: للمؤلف، وللمطبعة، وللناشر، وللموزع وللقارئ». وفيما يتعلق بعملية اقتناء الكتاب قال: «اننا اليوم نمر بوضع جديد يبدأ من لحظة وقوف القارئ أمام (بترينة) أو رف في مكتبة وأمامه كتب ليختار منها، فيتحتم على أغلفة الكتب المعروضة أن تكون جذابة، ومن ثم يتناول القارئ كتابا معينا ويقتنع به ويقتنيه». المعرض يلبي حاجة كافة الأعمار مشيرا إلى أن إخراج الكتاب وطباعته وتجليده ونوع الورق تمثل عوامل مؤثرة على قرار القارئ لاقتناء أي كتاب. وتابع قائلا: «ان كل حركة النشر من تأليف وتصميم وطباعة ونشر قائمة على هذه اللحظة، لذا ما هو المطلوب في الغلاف والكتاب؟ وبناء عليه فإن تصميم الكتاب لا يجب أن يقتصر على الغلاف فقط، فالكتاب (كل) وكلما كان هذا الكل متجانسا ومترابطا اكتسب احترام القارئ». وركز على أهمية جاذبية غلاف الكتاب، مؤكدا وجود ثلاثة عناصر رئيسة تشكل غلاف أي كتاب: عنوان الكتاب، واسم الكاتب، ودار النشر. إذ تختلف الكتب بحسب أهمية هذه العناصر الثلاثة. وأضاف ان القارئ يشتري الكتاب إما لأنه يحب الكاتب، أو لأنه مهتم بالموضوع، أو لأن لديه ثقة بدار النشر المصدرة للكتاب. وقال «من هنا عمدت بعض دور النشر إلى تصميم شخصية إخراجية لكتبها، فالقارئ يستطيع بسرعة معرفة أن هذا الكتاب أو ذاك صادر عن الدار الفلانية، ومن ثم لا بد أن تظل دار النشر ملامسة لهوى القارئ وفائدته». وتطرق لدور المصممين محيي الدين اللباد وحلمي التوني في تطوير تصميم أغلفة الكتب والكتب بشكل مطلق، فهما، بحسب ما قال أقنعا دور نشر رئيسة بدور المصمم في انتاج كتاب متكامل، وبالفعل ثبت لدور النشر ذلك، فعندما يتولى مصمم صاحب خبرة فنية حقيقة تصميم الكتب يمنح جهده مردودا لدار النشر ويجعلها أكثر نجاحا وتوزيعا وأوسع انتشارا. واستعرض في ختام محاضرته عناصر التصميم الموفق للكتاب، معطيا أمثلة ومقدما نماذج منفذة من قبل دار المحترف السعودي للتصميم والنشر منها كتاب أم كلثوم، وجلجامش، وتشكيليون سعوديون اليوم، وكتاب سوق عكاظ، وغيرها.