شهدت الفعاليات الثقافية لمعرض تونس الدولي للكتاب أمس ندوة حول إبداعات أغلفة الكتب، تحدث فيها الفنان التشكيلي المصري أحمد اللباد ضمن مشاركة بلاده ضيف شرف على دورة المعرض هذا العام. وأكد اللباد في الندوة التي أدارها الدكتور محمد بدوي أن غلاف الكتاب هو منتج ثلاثي الأبعاد وأنه يجب أن يعبر عن روح النص ويجذب المشاهد، وقال: احترافي للمهنة بدأ مع الثورة البصرية في العالم كله وتنوع دور النشر، وظهور طرق جديدة من الكتابة فتح أمامي أبوابا للتنوع. وهذه الثورة البصرية أثرت في الكتابة بشكل كبير لم نعتده في الفترة السابقة. وفي الفترة الأخيرة حدثت حالة ارتباك واستسهال في تنفيذ الغلاف ولم تعد المسألة تحت سيطرة المتخصصين وتدخل أشخاص تصوروا بساطة الموضوع وأنتجوا أشياء متنافرة، منها تشابه كبير في شكل الكتاب واستسهال لصناعة الغلاف والتعامل معه باستهتار. والسهولة هنا بمعنى التواضع لقراءة النص. والغلاف مشكلته أنه منتج صوري من صفحة واحدة، ومن الصعب جدا أن يقدم نفسه بديلا عن النص، فهو به روح النص ومدخل للكتاب، فالنص الأدبي أسراره كثيرة ومن الصعب التصرف معها ببساطة. وأضاف اللباد: أرى مقولة إن الصورة تعبر عن النص والنص يعبر عن الصورة ليست دقيقة، فالصورة بالتأكيد لا تعبر عن النص. والصورة هي وسيط لشؤون الخاصة وطرق النص. ويبدو أن هناك نوعا من الاختلاط الشديد ويجب أن يمتزج مضمون الكتاب برؤية مصمم الغلاف، وهذا بالتأكيد سينسحب على الكتاب، وهو حروف تترجم الصورة مع النص، لكن أعتقد أنه سيظل في احتياج للصورة وينتهي الموضوع للبصر بشكل أو بآخر. وهناك أيضا شروط تطبيقية يجب مراعاتها في التصميم والألوان، فلا أستطيع استخدام اللون الأحمر إلا بشروط وأراعي حجم كعب الكتاب، ففي النهاية هو منتج ثلاثي الأبعاد. من جانبه قال بدوي: نعرف قصة الكتاب منذ اكتشاف المطبعة ويعتمد الكتاب على النص اللغوي المكتوب، والغلاف قديما كان فضاء فارغا باستثناء اسم المؤلف وعنوان الكتاب، وكلاهما مكتوب بالخط العربي بشكل يعتمد على رؤية الخطاط، ويوما وراء يوم تحول الكتاب إلى نص لغوي ونص بصري. وتحول غلاف الكتاب إلى لوحة فنية ونص بصري يربط بين نص المؤلف وبين رؤية الفنان الذي يصنع غلاف الكتاب. تحول الغلاف إلى نص بصري، إضافة إلى أن التصارع الشديد جدا في إمكانات الطباعة والجرافيتي جعل من صناعة الغلاف عملا يحترف، والغلاف مثل باب البيت إما يدعوك للدخول أو يغلق الباب في وجهك.