استعرضت الباحثة الدكتورة منال الرويشد، في الورقة التي قدمتها في الملتقى الثقافي الذي يشرف عليه الدكتور سعد البازعي، مساء الثلثاء الماضي في جمعية الثقافة والفنون، المضامين الفكرية والفلسفية للمفردات الشكلية ودورها في تصميم غلاف الكتاب السعودي الثقافي. الكتاب، بحسب الرويشد، كيان فكري ورسالة موجهة من مرسل هو المؤلف إلى مستقبل هو القارئ: وهو أداة القراءة التي تقدم فكر وفلسفة المجتمع من خلال تسجيل المعلومات التي يتوارثها الأجيال وتُحدث أثراً. وتتساءل الباحثة: حينما نكون في المكتبات العامة أو معارض الكتاب المحلية أو الدولية يا ترى ماذا يجذبنا في الكتاب مقاسه أم قطعه قطعاً مستطيلاً أم مربعاً؟ كبيرة أم صغيرة؟ أم نوع الورق؟ لون الورق؟ تصميم غلافه من صور وكتابة متنوعة بين العنوان واسم المؤلف والناشر...». وقالت إن ورقتها تهدف إلى كشف العلاقة بين تصميم غلاف الكتاب والإقبال عليه، ودور المؤلف والناشر والمصمم، «من هنا حددت التساؤل الآتي: ما المضامين الفكرية والفلسفية للمفردات الشكلية ودورها في تصميم غلاف الكتاب السعودي الثقافي؟ والإجابة عن هذا التساؤل ستكون بعرض بعض نتائج دراسة وصفية تحليلية للكشف عن الأبعاد الفكرية والفلسفية لرؤية تصميمية تطويرية، في مجال التصميم لأغلفة الكتب السعودية الثقافية». وأشارت إلى أن تغير الكتاب من الداخل والخارج، حصل «بسبب النمو الثقافي والتطور التقني والانفتاح على العالم ودخول تقنيات حديثة في الاتصال والإنتاج الفكري. وترى نائبة رئيس مجلس إدارة الجمعية العربية للثقافة والفنون، ضرورة إلمام المصمم لأغلفة الكتب، بالهوية الثقافية للمجتمع الذي يقدم له التصميم وربط المعنى الإدراكي الفكري والفلسفي للمفردات الشكلية، ليكون هناك عقل وإحساس للعمل من خلال وضع عدد من الصياغات لمفردات الكتابة والصور والرسوم والرموز والشعار والعلامة وعلاقتها بالألوان ومساحات التحكم في هذه الألوان ووضع الحلول والاحتمالات التصميمية باستخدام برامج الحاسب الآلي للرسم والتصميم. وبدرس الإطار المرجعي التاريخي لغلاف الكتاب الثقافي توصلت المؤلفة إلى أن الفضل في نشوء فن تصميم غلاف الكتاب، يعود إلى دور بعض المهنيين والمتخصصين في فن صناعة الكتاب، من ناحية الطباعة والتجليد. وتوصلت في دراستها البحثية إلى أن عدداً من المؤلفين يختارون تصاميم أغلفة كتبهم: برغبات واستحسان شخصية من المؤلف للصياغة التصميمية، وقد يكون التصميم منفصلاً تماماً عن محتوى الكتاب ومتنه، أو بعض المفردات تضاف باختياره ولا علاقة لها بالعنوان أو المضمون للكتاب، بمعنى لا يكون هناك ربط بين المفردة الشكلية وبين مضمونها الفكري والفلسفي في التصميم. استشارة المؤلف لكل من المصمم أو الناشر لقناعته بدور رأيهم في تصميم غلاف الكتاب والتعبير عن مضمون كتابه. الاعتماد كلياً على الناشر في تصميم الغلاف ولا رأي له.