لغتنا العربية في مهب الريح. هكذا قال بعض الغيّار عن اللغة العربية إلى جانب محاولات أعداء الإسلام إفساد اللغة العربية وهدم أسسها تارة عن طريق استبدالها باللهجة العامية، وتارة باستبدال الحروف العربية بالأحرف الأجنبية، وفي كلتا الحالتين يكون الكيد للغة القرآن العربي المبين في نص الكثير من الآيات الربانية التي دللت على إعجاز القرآن ليكون آية ساطعة على ما أراده الله سبحانه لهذه الأمة من هداية ومن وعد بالتمكين، ذلك ان يقول الإمام العاملاني: ان نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بنيت على هذه المعجزة مع الكثير من الآيات التي أيدتها معجزات كثيرة قامت في أوقات خاصة وأحوال خاصة - اعجاز القرآن ص9، وقبل هؤلاء قال بلغاء العرب وشعراؤهم: ان هذا القرآن شعر وأوغل بعضهم في الحسد حيث لم يجد حجة فقال: انه سحر، ولكن الله بعثر رؤاهم وافسد حججهم بانه نص في الآيات العديدة بان هذا القرآن من لغتهم (العربية) ومع ذلك لم يستطيعوا أن يأتوا بآية من مثله كما جاء في الكثير من الآيات التي نصت على عروبته: * (بلسان عربي مبين) سورة الشعراء الآية 195 * (إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون) سورة يوسف الآية 2 * (وكذلك أنزلناه قرآناً عربياً) سورة طه الآية 3 وما بعدها * (كتاب فصلت آياته قرآناً عربياً) سورة فصلت الآية 3 * (إنا جعلناه قرآنا عربياً لعلكم تعقلون) سورة الزخرف الآية 3 * (وكذلك أوحينا إليك قرآناً عربياً) سورة الشورى الآية 7 هذا هو الدليل على عروبة القرآن الذي نزل على النبي العربي محمد صلى الله عليه وسلم ليبدأ الدعوة من الأمة التي من خلاصتها وارومتها نتشرف بحمل هذه الدعوة الاصلاحية الرافضة لكل دين غير عقيدة التوحيد، ذلك الدين القيم الذي ميز الله به هذه الأمة وجعل أبناءها العرب هم الدعاة المهتدين القائمين بالحنيفية التي كلف الله بها عباده الذين جاهدوا في الله حق جهاده سواء بالدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة للمسالمين أو بالجبر والقتال للمعاندين.. وعلى أولئك المشككين المتباكين ومن يحاولون هدم اللغة العربية ان يعلموا أن الله سبحانه وتعالى تعهد بحفظ كتابه الكريم بقوله تعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) سورة الحجر الآية9 ولقد حاول أناس في الرعيل الأول ممن بلغتهم الدعوة التشكيك في القرآن ووصفوه تارة بالسحر ووصفوه بانه قول ساحر تارة وان قائله يدرس هذه العبارات والآيات فتحداهم بقوله تعالى (وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله ان كنتم صادقين فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة اعدت للكافرين) سورة البقرة الآيتان 23. 24 ان هذه الآيات قمة التحدي لمن اشتهروا بالفصل خصوصاً وان بعضهم عندما استمع لآياته اعجب به وأشاد به عند عِلْية القوم الذين سفهوا رأيه واتهموه بالخروج من عزمهم على مقاومة هذا الدين الذي سوف يسلبهم الوجاهة والزعامة والتجارة.. وكان القرآن العظيم هو غاية التحدي الذي انصاع له المسلمون في القرن الأول وما بعده حتى الآن والى أن تقوم الساعة بإذن الله فلا خوف على العربية التي نزل بها كتاب الله وهو الدستور المعظم لكل شأن من شؤون الحياة.