يتم هذه الأيام تناول العديد من الطروحات التاريخية، ظاهرها أبحاث تاريخية وباطنها مملوء بالخفايا والأهداف التي تسعى إلى التشكيك في عروبة العرب كأمه لها جذور ولغة واحدة، والتوجه إلى تفكيك البناء العربي وفكرة تمحور هذه الأمة حول العقيدة الإسلامية والعروبة، حيث تنتمي لثقافة واحدة تجمعها روابط عدة اللغة والدين والتاريخ المشترك، أيضاً محاولة العودة بها إلى زمن الاستعمار ربما استعمار ما بعد الحرب العالمية الأولى، ومن هذه الطروحات: أولاً: طروحات تتناول لغة القرآن الكريم ويذكرون أن بعض حروف القرآن أخذت من اللغة السريانية. ثانياً: أن القبائل العربية الإسرائيلية واليهودية بقيت في الجزيرة العربية ولم تغادرها. ثالثاً: العيش في التاريخ، وإعادة التذكير في من رافق الحسين -رضي الله عنه- في معركة كربلاء، ومن مات من شيعته. يقوم البعض في طروحاته عن لغة القرآن الكريم على أن الكلمات في المصحف الشريف مخالفة للمعاني العربية وأن معناها في السريانية أوضح من معناها في اللغة العربية، وبأنها كتبت بحروف آرامية، وأن بعض التفسيرات لا يمكن الوصول لها إلا من خلال الحروف الآرامية القديمة والثقافة الأمورية التي كانت سائدة في سورية قبل الإسلام، والله سبحانه وتعالى في منزل آياته يقول في سورة الحجر {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}، وفي سورة يوسف {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}. فالطروحات الحديثة وحتى المحاولات القديمة تحاول تهميش اللغة العربية والعودة إلى اللغة السريانية التي كتبت بها بعض الكتب الدينية المسيحية لفهم القرآن الذي نزل على عرب وقبائل الجزيرة العربية بلسان عربي، نزل القرآن ليخاطب شعوب حاضرة وبادية العرب في قلب جزيرة العرب، وهذه شواهد منها سورة الزمر {قُرآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}، سورة النحل {وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ}، سورة الشورى {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا}، هذه ليست الشواهد الوحيدة لكنها إشارات في هذا الجانب والقرآن غني بشواهد: عربية لغة القرآن. فمع الربيع العربي نشط خصوم الإسلام لإضعافه والتشكيك في لغته ثم في تفسيراته وأخيراً عدم فهمه، ويرون ذلك امتداداً لطروحات تقسيم البلاد العربية وإعادة تقسيم شعوبها وأقاليمها.