وكأنه ليس مثل باقي البشر، وكأن أحلامه تنتظر أن تكون حقيقة وواقعا، وكأن كرة القدم طوع قدميه يشكلها كيفما شاء ووقتما شاء. الأوروغوياني لويس سواريز ليس مجرد اسم عادي في تاريخ كرة القدم، يكفي أنه صاحب الأرقام القياسية خلال مسيرة احترافه القصيرة نسبياً، بدايته عام 2005 من بوابة نادي ناسيونال دي مونتفيديو وهو في ال 18 من العمر ويومها سجل 12 هدفا قاد بها الفريق المغمور لتحقيق بطولة الدوري الأوروغوياني، في عام 2006 قرر الرحيل إلى أوروبا وتحديداً نادي جرونيجين الهولندي مقابل 800 ألف يورو وهناك برز وتألق وسجل 13 هدفا، مما دفع النادي الهولندي الشهير أياكس أمستردام إلى تقديم 7.5 مليون يورو للظفر بالعبقري الصغير عام 2007. لم يخذل سواريز أياكس حيث سجل 111 هدفا وصنع 56 هدفا في 159 مباراة وحقق بطولة السوبر والدوري الهولندي وكأس هولندا وهداف الدوري، قبل أن ينتقل إلى نادي ليفربول الإنجليزي عام 2011 مقابل 26 مليون يورو وسجل 82 هدفا في 110 مباريات، وحقق كأس الرابطة وعدة جوائز فردية أبرزها جائزة الحذاء الذهبي الأوروبي والحذاء الذهبي الإنجليزي وأفضل لاعب في الدوري عام 2014، وهو نفس العام الذي شهد رحيله إلى برشلونة مقابل 82 مليون يورو، وهناك تبلورت نجوميته بشكل كبير، حيث سجل 85 هدفا في 95 مباراة وحقق بطولة الدوري الإسباني مرتين وكأس إسبانيا ودوري أبطال أوروبا والسوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية وجائزة أفضل لاعب في البطولة وهداف الدوري الإسباني. نجاحات كبيرة جداً حققها سواريز في مشواره، ولكن ربما الشيء الذي لا يعرفه الكثير عنه هو أنه لم يدخل إلى عالم كرة القدم إلا وهو في ال 15 من العمر، والسبب حادثة غريبة غيرت مجرى حياته، حيث كان يعمل برفقة جده في تنظيف الشوارع ومواقف السيارات من أجل تأمين لقمة العيش، بالصدفة البحتة في تلك الفترة تعرف على صوفيا البالغة من العمر 13 عاما وهي من طلبت منه أن يعود إلى مقاعد الدراسة ويحاول تغيير مجرى حياته البائسة، مضى وقت قصير قبل أن تغادر صوفيا الأوروغواي إلى برشلونة برفقة أسرتها الثرية، يومها بكى سواريز بشدة ووعدها أنه سيكون أهم رجل في تاريخ الأوروغواي وأنها ستكون زوجته مهما حدث. كلمة أخيرة: يوم السبت الماضي قاد سواريز برشلونة لتحقيق الليغا الإسبانية بعد أن سجل ثلاثية تاريخية في غرناطة.. وفي مساء نفس اليوم حملت كافة شبكات التواصل الاجتماعي ووكالات الأنباء والصحف العالمية صورة صوفيا وهي ترتدي قميص زوجها سواريز رقم 9.