لم ينهض اتحاد كرة القدم من كبوته بخروج المنتخب الأوليمبي من التصفيات الآسيوية المؤهلة لأولمبياد ريو دي جانيرو حتى تلقى صفعة جديدة من المحامي خالد البابطين رئيس لجنة الانضباط السابق والذي قرر رفع شكوى للفيفا ضد قرار إعفائه من منصبه، بعد واقعة لاعبي الاتحاد والأهلي أحمد عسيري ومحمد أمان اللذين اتخذ قرارا بإيقافهما ولم ينفذه اتحاد الكرة وأعاد تشكيل لجنة الانضباط. اتحاد الكرة وباقي لجانه الرياضية وقعت في أخطاء وفقدت ثقة الشارع الرياضي، وإلا كيف يُرشح المجلس التنفيذي في الاتحاد البابطين لرئاسة لجنة الانضباط ومن ثم يُطوع الأنظمة بالالتفاف عليها وإقالة البابطين من رئاسة اللجنة، والذي اعتبره البابطين إساءة لسمعته كمحام معروف ومخالفة صريحة في قراءة لوائح الاتحاد، وأعتقد أن اتحاد الكرة والبابطين مُطالبون بضبط النفس والجلوس على طاولة الحوار، والتوقف عن المساس بما قد يسيء للرياضة السعودية في حال تم تجميد نشاط الرياضة في السعودية من قبل الفيفا، وأن لا تكون المواجهة من نوع مواجهات كسر العظم، أنا والطوفان لمن بعدي، ويتضح لنا كمتابعين أن الأهداف من كل ذلك التوتر هي شخصية بحتة ولمجرد الانتصار الشخصي لعيد وأصحابه في ذلك الاتحاد الذي يحاول أن يقود بقية فترته "الهزيلة" إلى نهايتها في ديسمبر 2016م في ظل الأزمات المتصاعدة من كل الأندية تجاه هذا الاتحاد الذي تغلب فيه المصالح الشخصية على مصلحة رياضة كرة القدم السعودية، علاوة على تزايد الضغوط التي يتعرض لها مجلس إدارة الاتحاد من بعض الشخصيات الرياضية ورؤساء الأندية والإعلام الرياضي جراء فشلهم في إدارة الاتحاد ولجانه! اتحاد الكرة يؤكد في كل أزمة يمر بها فشله في إدارة الأزمات وفشله أيضاً في توفير سبل الدعم لجميع الأندية لإنجاح المسابقات المحلية، مع عدم تبنيه تطبيق مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص بين جميع المتنافسين في كرة القدم للوصول بالموسم الكروي إلى بر الأمان. منظومة كرة القدم ولجانها «التحكيم، الانضباط، الاحتراف، الاعلام.. الخ» كلها لم ينجح أحد، فلجنة الاحتراف أخطأت كما أخطأت الانضباط ومع ذلك غض النظر عن أخطائها، فالاحتراف الحالي أقل ما يوصف بأنه احتراف «مزيف»، لغياب مفاهيم الاحتراف الحقيقية؛ لأن أسعار عقود اللاعبين مبالغ فيها، حيث لا يوجد لاعب سعودي محترف يستحق كل تلك الملايين التي دفعت له وأفضت إلى اقتراض الأندية من البنوك لتسديد ديونها! خالد البابطين كشف فسادهم ولم يرق لهم طريقته في التعامل معهم وله أخطاء كغيره لكنها لم تكن مقبولة عند الرئيس أحمد عيد وزمرته في الاتحاد، الذي لم يوفق في أغلب قراراته وأصاب رياضتنا في مقتل، حيث خرجت منتخباتنا من كل المنافسات الرياضية على الصعيد الإقليمي والدولي، فماذا بقي لهذا الاتحاد غير تجميد رياضتنا السعودية؟!.