لمح رئيس لجنة الانضباط خالد البابطين أنه سيترك منصبه، وذلك في تغريدة له في حسابه في تويتر "سأترك لجنة الانضباط إن عاجلاً أو آجلاً، وإنما أرجو ربي أن يُوفِّق الاتحاد السعودي لكرة القدم إلى ما فيه الخير والصلاح". خالد الباطين رجل قانون ورجل دمث الأخلاق وهادئ، عين قبل شهر وانتهج مبدأ الشفافية في عمله وتعامله مع القضايا المنظورة أمام اللجنة واعترف بأخطاء ارتكبتها اللجنة وتسرعت في إصدار أحكامها فيها ومن ثم صوبتها، استخدم حسابه الشخصي في تويتر لإعلان العقوبات وهذا ممسك ضده لأن أنظمة الاتحاد تنص على تمرير القرارات عبر الأمانة العامة للاتحاد كتابياً وهي الجهة التي يحق لها تنفيذ العقوبات والتواصل مباشرة مع الأندية. البابطين اعترف في برنامج في المرمى مساء الثلاثاء الماضي أن الأندية الكبيرة الجماهيرية تشكل ضغطاً على أي لجنة وأنه شعر بأن هناك تدخلات في عمل اللجان، وذكر البابطين في تغريده أُخرى له "إن تعطيل تشكيل لجنة الأخلاق والقيم لا يعني تعطيل اختصاصاتها، وإلا ساد الاحتيال والفساد بذريعة عدم تشكيل اللجنة". البابطين فعّل لوائح الانضباط بطلب استجواب أحمد عيد وأحمد الخميس، على خلفية تعطيل إيقاف أحمد عسيري ومحمد أمان لاعبي الاتحاد والأهلي وهذه سابقة للمرة الأولى في تاريخ الرياضة السعودية أن تُطلب إفادة رئيس الاتحاد وأمينه العام، جراءة البابطين في تطبيقه النظام دوختهم وأحرجتهم فقد رماهم بسهام في خواصرهم، الرياضة ولوائحها في نظرهم «سم وأبشر»، «وأنت فصّل واحنا نلبس»! رياضتنا متأخرة كثيراً بسبب مجاملات لجان الاتحاد السعودي للأندية الجماهيرية على حساب الأندية الأقل جماهيرية، البابطين سبب لهم صدمة بل صاعقة بقوة شخصيته وشفافيته وعدم انصياعه لمطالبات «هوامير» الرياضة ورؤساء الأندية، الذين يعتقدون أن مكالمة هاتفية ستلغي عقوبة أو تحفظها في الأدراج، رياضتنا وكرة القدم على وجه الخصوص تعاني من الفساد غير المعلن ومن مصلحتها استمرار البابطين في لجنة كرسيها هزاز وغير ثابت ولعلنا نتذكر المحامي الربيش بعد استقالته وتصريحاته بأن هناك شخصيات تُمارس نفوذها على اللجنة. رجالات أحمد عيد «ناوين» على إقالة خالد البابطين، تأخير اجتماعهم إلى اليوم الخميس من أجل الحصول على سند قانوني للإقالة، على المستوى الشخصي أنا متفائل بالبابطين وبأنه سينشر ثقافة الشفافية التي افتقدناها في اتحاد كرة القدم من زمان وواثق بأنه لن يُغادر لجنة الانضباط "إن لم يُقال" إلا وقد وضع وأرسل رسائل هامة أن القانون على الجميع «كائنا من كان»؛ لأنه رجل قانون وسيضع القواعد الصحيحة لرسالة وقيم لجنة الانضباط في التعامل مع القرارات الانضباطية وسيبقى الرجل الشجاع الذي كشف لنا حال الاتحاد السعودي في شهر واحد فقط، لله درك من رجل، لن ننساك إن تمت إقالتك وسيكون اسمك من ذهب في تاريخ لجان الانضباط وان كنت أعتقد أن تصريحه بأنه صار يبحث عن ظهر قوي في الرياضة يستند عليه أضر به وشكك في منهجه العملي ولعلها كانت زلة لسان قالها تحت ضغط؛ لأن رجل القانون أمامه لوائح ومواد ولا يحتاج إلى من يسنده؟!