الحرب النووية إن وقعت، ذلك يعني تدميرا شاملا للحياة على سطح الكرة الأرضية، إلا أنه في حال اللجوء إليها فستكون محدودة، من خلال تدمير منشآت عسكرية أو اقتصادية، لذلك يعتبر سلاح ردع للتهديد به. وفي الآونة الأخيرة ألمح الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في زيارة إلى موقع عسكري تاريخي إلى أن بلاده طورت قنبلة هيدروجينية، الأمر الذي يعد خطوة كبيرة في تطوير هذا السلاح المدمر. حيث تعتبر القنبلة الهيدروجينية قنبلة نووية حرارية تعتمد تقنية الاندماج بين عناصر الهيدروجين (الديوتيريوم والتريتيوم)، من خلال توفير طاقة حرارية هائلة عبر قنبلة نووية انشطارية. قوة القنبلة الهيدروجينية التدميرية ضخمة جدا، وسبَّب إعلانه في شهر يناير 2016 قلقا إقليميا وعالميا كبيرا . والقنبلة الهيدروجينية: تعمل على مبدأ الاندماج الذري، حيث تندمج أنوية الذرات، وهي أقوى القنابل المعروفة ووقودها الأساسي هو الهيدروجين وتشبه كثيراً ما يجري في الشمس من التفاعلات، التي هي الأساس في انتاج الطاقة. وهذا السلاح يعتبر سلاح ردع، ولم يسبق استخدامه إلا مرة واحدة عندما قامت الولاياتالمتحدةالامريكية بالضربة النووية على هيروشيما وناجازاكي وحتى وقتنا الحاضر؛ إلا أنه وقع ما يقارب 2000 انفجار نووي كانت بمجملها انفجارات تجريبية واختبارات قامت بها الدول السبع التي أعلنت عن امتلاكها لأسلحة نووية وهي الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفيتي (روسيا حالياً) وفرنسا والمملكة المتحدة والصين وباكستان والهند وكوريا الشمالية, كما يعتقد أن اسرائيل تمتلك أيضاً السلاح النووي رغم أنها لم تنف أو تؤكد ذلك. اننا نعيش في عصر الاحترام فيه للأقوى، وامتلاك هذا السلاح يمنح الدول قوة ردع لمن يحاول المساس بأمنها، وتعتبر دولة باكستان هي الدولة الاسلامية الوحيدة التي تمتلك هذا السلاح، ومن خلالها دخل العالم الاسلامي النادي النووي، وفي الغرب يطلقون عليها القنبلة الإسلامية. ولكن رغم خطورتها التدميرية في الحروب إلا أن لها جانبا إيجابيا فى مجال الطاقة الكهربائية، فنجد أن 17% من كهرباء العالم مصدرها الطاقة النووية، وأن بعض الدول تعتمد على الطاقة النووية في الحصول على الكهرباء أكثر من اعتمادها على المصادر الأخرى. فحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية تولد فرنسا نحو 75% من احتياجاتها الكهربائية من الطاقة النووية. وفي الولاياتالمتحدة توفر الطاقة النووية حوالي 15% من الكهرباء، وهناك ما يزيد على 450 محطة طاقة نووية في مختلف أنحاء العالم. ونعلم ان المملكة لديها اهتمام بالغ للاستفادة منها للحصول على الطاقة الكهربائية، لمواجهة الاحتياج المتزايد بنسبة عالية ونأمل ان يتحقق ذلك قريبا.