أثار إعلان كوريا الشمالية إجراء تجربة ناجحة لقنبلة هيدروجينية كثيراً من الانتقادات والتشكيك، على رغم انها ليست البلد الأول الذي يجري هذه التجربة. وذكر تقريرل«المعهد الدولي لبحوث السلام» في استوكهولوم أن مخزون العالم من السلاح النووي انخفض خلال السنوات الماضية، إثر قيام الولاياتالمتحدةوروسيا بخفض ترسانتهما النووية. وأوضح التقرير أن كوريا الشمالية ليست الدولة الأولى التي تنجح في تفجير قنبلة نووية، إذ تم تنفيذ ألفي تجربة نووية ناجحة منذ العام 1954، قامت الولاياتالمتحدة بغالبيتها. ونشر موقع «ستاتيستا» للإحصاءات ان نصيب أميركا من التجارب النووية بلغ 1.032 تجربة، تليها روسيا التي نفذت 715 تجربة، ثم فرنسا ب 210 تجارب، فيما تساوت الصين والمملكة المتحدة في تنفيذ 45 تجربة، بينما بلغ عدد تجارب كوريا الشمالية أربع تجارب، والهند ثلاث تجارب، وقامت باكستان بتجربتين. وأعلنت بيونغيانغ الأربعاء الماضي، أنها أجرت أول تجربة ناجحة لقنبلة هيدروجينة، أدت إلى هزات في مدن صينية حدودية. وكان الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون أعلن الشهر الماضي استعداد بلاده لإجراء تجربة نووية هيدروجينية على رغم الحظر الذي فرضته عليها الأممالمتحدة. وتعد القنبلة الهيدروجينية ذات قوة تدميرية أشد من القوة التدميرية للقنبلة الذرية. وتنتج الطاقة في القنبلة الهيدروجينية من اندماج (اتحاد) ذرات الهيدروجين، ولكي يحصل الاندماج النووي يجب أن يتعرض محيط تلك الذرات لدرجات حرارة عالية تصل إلى عشرات الملايين من الدرجات المئوية، ولتوفير هذه الدرجة العالية من الحرارة يتم استخدام قنبلة ذرية تكون بمثابة المتفجر اللازم لإحداث التفاعل الكيماوي المطلوب. وهذا يعني أن كل قنبلة هيدروجينية تحوي داخلها قنبلة ذرية. وقامت كوريا الشمالية بإجراء ثلاث تجارب نووية، الأولى في تشرين الأول (أكتوبر) 2006، والثانية في أيار (مايو) 2009، والثالثة في شباط (فبراير) 2013. ودانت دول عدة تجربة كوريا الشمالية، من بينها جارتها الجنوبية التي اعتبرت التجربة «تحدياً خطيراً» للسلام العالمي، مؤكدة انها ستتخذ كل الإجراءات الضرورية لمعاقبة بيونغ يانغ، أما طوكيو فقالت ان التجربة «تشكل تحدياً جدياً لنا، وخطراً على الجهود التي يبذلها العالم من أجل الحد من الانتشار النووي». ورأت وزارة الخارجية الروسية أن «التجربة ستكون خطوة جديدة من بيونغيانغ على طريق تطوير أسلحة نووية، وتشكل انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن». وصرحت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، أن «التجربة تهدد أمن كل منطقة جنوب شرقي آسيا»، داعية بيونغيانغ إلى استئناف حوار يتسم بالصدقية مع الأسرة الدولية ووقف سلوكها غير القانوني والخطير». ووصف وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، التجربة بأنها «استفزاز وانتهاك خطير لقرارات الأممالمتحدة». وقال «سنعمل مع باقي أعضاء مجلس الأمن لتوجيه رد دولي صارم».