أعلن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون أن بلاده طوّرت قنبلة هيدروجينية، ما يشكل سابقة خطيرة إذا تبيّنت صحتها، إذ أن كوريا الشمالية سبق لها أن اختبرت ثلاثة قنابل ذرية، وهي قنابل تعمل بالانشطار النووي، فيما القنابل الهيدروجينية تعمل بالاندماج، مما ينتج عنه انفجار أكبر بكثير. وتعد القنبلة الهيدروجينية ذات قوة تدميرية أشد من القوة التدميرية للقنبلة الذرية. تنتج الطاقة في القنبلة الهيدروجينية عن اندماج (اتحاد) ذرات الهيدروجين، ولكي يحصل الاندماج النووي يجب أن يتعرض محيط تلك النظائر لدرجات حرارة عالية تصل إلى عشرات الملايين من الدرجات المئوية تقريباً، ولذلك فإن توفير هذه الدرجة العالية من الحرارة يتطلب استخدام قنبلة ذرية بمثابة المتفجر اللازم لإحداث التفاعل الكيماوي المطلوب داخل القنبلة الهيدروجينية، وهذا يعني أنها تحوى قنبلة ذرية يكون دورها الرئيس توليد الحرارة اللازمة لإحداث الاندماج النووي، وذلك بسبب أن كمية الطاقة المنطلقة نتيجة الاندماج في خليط من «الديوتيريوم» و«التريتيوم» يعادل أضعاف كمية الطاقة الناتجة من انشطار نفس الوزن من «اليورانيوم». وسمي هذا النوع ب «القنبلة الحرارية» لأن التفاعل طارد للحرارة أي مولد للحرارة، ولا يعرف تاريخ اكتشافها للمرة الأولى. وكانت أول قنبلة أميركية هيدروجينية في المحيط الهادئ العام 1954، وأجري التفجير النووي قلعة برافو في جزر مارشال من قبل الجيش الأميركي في تجاربها النووية في الفترة (1946-1958)، والتي بلغت 23 اختباراً، وكان اختبار قلعة برافو هو الاختبار الأقوى بحوالى ألف مرة من قوة قنبلة هيروشيما، وترك حفرة بعمق 170 قدم، وقوتها 10.4 ميغا طن. وفي أهم سلسلة اختبارات تقوم بها بريطانيا، والتي تم تطوريها بموارد محدودة وفي زمن قصير في 15 أيار(مايو) العام 1957، أعلنت وزارة الإمداد والتموين أن بريطانيا قامت بتفجير أول قنبلة هيدروجينية كجزء من سلسلة من التجارب النووية في الباسفيك. وعرضت في أيلول (سبتمبر) الماضي، نسخة طبق الأصل من أقوى قنبلة نووية تم تفجيرها على الإطلاق في معرض وسط العاصمة موسكو في الذكرى ال70 للصناعة النووية، وتعود هذه القنبلة إلى عهد الاتحاد السوفيتي السابق، وتُعرف باسم «قنبلة القيصر». وتم تفجيرها العام 1961 في منطقة القطب الشمالي، وانفجرت بِدويّ قوته 58 ميغا طن، وكانت أشد من قنبلة هيروشيما بثلاثة آلاف مرة، ويسميها الروس القنبلة «إيفان الكبير». وفجرت الصين في منطقة لوب نور بإقليم سانكيانغ العام 1967، تلك القنبلة التي كان يطلق عليها اسم علمي آخر هو «القنبلة الحرارية النووية». واعلنت بكين عن التفجير عبر بيان صدر عن السلطات المختصة، على عكس ما كان يحدث في مثل تلك المناسبات، معلنةً بذلك أنها فجرت قنبلة هيدروجينية، وكانت المفاجأة كبيرة، خصوصاً أنها كانت مشغولة في خضم الثورة الثقافية والصراعات على الحكم، بشكل كان يستبعد التفكير بأن تكون لديها القدرة العملية والعلمية على تفجير من ذلك النوع، لكن بكين «فعلتها» وباتت رابع قوة عظمى في العالم تمتلك ذلك النوع من القنابل، بعد الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفياتي وبريطانيا. وأجرت فرنسا في 24 آب (أغسطس) العام 1968 أول انفجار لقنبلة نووية هيدروجينية فرنسية بمنطقة فنغاتوفا ببولينيزيا، بقوة 2.6 ميغا طن، وكانت أطلقت أول قنبلة نووية بالصحراء الجزائرية في 13 شباط (فبراير) 1960، سقطت في صحراء ريغان الجزائرية. يٌعتقد أيضاً أن الهند وباكستان وإسرائيل تمتلك قنابل هيدروجينية، ولكنها لم تعلن عنها رسمياً، ولكن في اسرائيل. كشف مردخاي فعنونو أحد العاملين من مفاعلات «ديمونا» في ثمانينات القرن الماضي، بعد أن هرب. أن «إسرائيل قادرة على تصنيع حوالى 200 رأس نووي، وإنها تمتلك قنابل هيدروجينية وبيولوجية وذرية». وفي تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ذكر تقرير أصدره «معهد العلوم والأمن الدولي» الأميركي، إن إسرائيل تمتلك 115 رأساً نووياً في ترسانتها السرية لأسلحة الدمار الشامل. وأوضح، أن لدى إسرائيل حوالى 660 كيلوغراماً من مادة «البلوتونيوم» السامة، جرى إنتاجها في مفاعل «ديمونا» الذي يقع في صحراء النقب جنوبفلسطين، منوهاً أن إسرائيل بدأت في تطوير برنامجها النووي منذ العام 1963، لكنها تتبع سياسة الغموض في شأن مشروعها النووي، فهي لا تنفي ولا تؤكد امتلاكها أسلحة نووية.