بعشيقة ناحية تابعة لقضاء الموصل بمحافظة نينوى شمال العراق، تقع على بعد 12 كيلومترا شمال غرب مدينة الموصل، سيطر عليها تنظيم داعش في صيف 2014، ما دفع أغلب سكانها من الإيزديين والمسيحيين وبعض الأكراد إلى النزوح إلى محافظة دهوك في كردستان العراق. تحولت عام 2015 إلى بؤرة خلاف تركي عراقي. أصل التسمية تفيد المصادر التاريخية بأن كلمة "بعشيقة" أو "بحشيقة" آرامية الأصل ومركبة من كلمتي" بيث" و" شحيقي"، وتعني بيت المنكوبين أو بيت المسحوقين، حسب ما جاء في كتاب "موجز تاريخ البلدان العراقية" لعبد الرزاق الحسني. ويصف ياقوت الحموي في كتاب "معجم البلدان" بعشيقة قائلا: "مدينة من نواحي نينوى في شرقي دجلة، لها نهر جار يسقي بساتينها، ولها دار إمارة، ويشق النهر وسط البلد، والغالب على شجر بساتينها الزيتون والنخل والنارنج، ولها سوق كبير، وفيه حمامات وقيسارية، وبه جامع كبير حسن له منارة، وبينها وبين الموصل أربعة فراسخ". الأهمية الإستراتيجية وتمنح الجغرافيا ناحية بعشيقة أهمية إستراتيجية في المنطقة، حيث توجد ثلاثة جبال هي بعشيقة ومقلوب ومغارة، كما تطل على الجهة الشمالية الشرقية لمدينة الموصل وعلى قضاء تلكيف ومنطقة الشلالات، شمال الموصل، وأيضا على منطقة علي رش التابعة لناحية برطلة شمال شرق الموصل. وتعتبر بعشيقة الفاصل الإستراتيجي بين إقليم كردستان من جهة محافظة دهوك عن المناطق ذات الغالبية السنية في العراق، وبعشيقة من أقرب المناطق إلى الحدودية العراقية مع تركيا التي لا تبعد عنها سوى أقل من مائة كيلومتر. ويمر بها طريق بري يعود إلى الثمانينيات يربط المنطقة بمعبر إبراهيم الخليل الحدودي بين العراقوتركيا، ويمكن للقوات التركية الوصول إليها بسهولة دون أن تتعرض لأية مخاطر، حيث ستصلها مباشرة من خلال العبور بجنوب مدينة دهوك وصولا إلى منطقة بعشيقة. بؤرة توتر طفا اسم بعشيقة بشكل بارز على السطح في الأيام الماضية، وتحول لبؤرة توتر بين العراقوتركيا التي سحبت جزءا من قواتها في معسكر بعشيقة قرب الموصل إلى شمال العراق في إطار إعادة تنظيم جديدة لهؤلاء الجنود، حيث كان خبراء أتراك يشرفون على تدريب قوات البشمركة ومتطوعين عراقيين يرغبون في قتال تنظيم داعش. ونقلا عن مصدر في رئاسة إقليم كردستان العراق، فإن الانسحاب جاء بعد تفاهمات جديدة بين أنقرة وبغداد وبطلب من مجلس الأمن الدولي. ودخلت ناقلات خاصة الإقليم عبر معبر إبراهيم الخليل متوجهة إلى معسكر بعشيقة، وسحبت الأسلحة الثقيلة التركية التي كانت موجودة هناك. وكانت القوات التركية هناك تتألف من تسعمائة جندي و16 دبابة و20 مدرعة، إضافة إلى عربات نقل الجنود. وقبل الانسحاب كانت تركيا قد أرسلت بفترة وجيزة قرابة 150 جنديا إلى منطقة بعشيقة لاستبدال الوحدة العسكرية المكلفة بتدريب البشمركة منذ عامين ونصف العام، وتم استقدام ما بين 20 و25 دبابة إلى المنطقة أثناء عملية التبديل. وأثار هذا الانتشار التركي توترا حادا مع الحكومة العراقية التي طالبت بانسحاب القوات التركية، ورفعت رسالة احتجاج إلى مجلس الأمن الدولي. فسيفساء توجد في بعشيقة أكبر المكونات العرقية والإثنية والدينية في العراق من مسلمين وإيزيديين ومسيحيين، وتضم العديد من المواقع الأثرية القديمة، كما تم اكتشاف حقول نفط في شرق بعشيقة. أغلب سكان بعشيقة هم من الإيزيديين، إلى جانب أعداد متفاوتة من المسلمين والمسيحيين والشبك والتركمان. ويبلغ إجمالي عدد السكان أكثر من سبعين ألف نسمة منهم الإيزيديون ومسيحيون (سريان كاثوليك وسريان أرثوذكس) ومسلمون. أديان لأتباع الديانات الثلاث (إزيديين ومسيحيين ومسلمين) مزاراتهم ومساجدهم وكنائسهم، مثل القباب الإيزبدية البيضاء وأبرزها مزارات الشيخ مهمد (محمد) وملك ميران والشيخ شمس وناسردين وسجادين، وهم من كبار الأولياء عند الإيزيدية. كما يوجد للمسيحيين عدة كنائس في المنطقة، منها كنيسة السريان الأرثوذكس، وكنيسة السريان الكاثوليك، ودير مار كيوركيس للسريان الكاثوليك، وبيت الراهبات، وأهم المواقع الدينية المسيحية في المنطقة هو دير مار متى في جبل مقلوب. وللمسلمين في بعشيقة جامعان هما جامع الفاروق وجامع أبي بكر الصديق. كما تضم قبر الإمام الرضا ابن موسى الكاظم الذي يقصده شيعة المنطقة في أيام الأعياد والمناسبات الخاصة بهم. موارد وآثار تشتهر بعشيقة بأشجار الزيتون مما جعلها تتميز بصناعة الصابون وزيت الزيتون، كما تشتهر بزراعة البصل الذي يحمل اسمها باعتباره نوعية مميزة، وتكثر فيها معامل السمسم والطرشي، وتضم بعشيقة عددا من الآثار التاريخية منها "سي دري" التي تعني في اللغة الكردية الأبواب الثلاثة، كما يحوي جبل مقلوب من جهة بعشيقة معالم قصر ومنحوتات صخرية أيضا تسمى "قصر راست" أي قصر العدالة، وكهف شيخو بكر. ويوجد حول المنطقة حوالي سبعة تلال، قسم منها نقب فيه، والباقي لم يصلها التنقيب بعد، ويقدر عمر هذه الكهوف بأكثر من 700 سنة قبل الميلاد.