أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أمس أن قسماً من القوات التركية المنتشرة قرب الموصل «إعادة تموضعه» في اتجاه الشمال، مستبعداً فرضية الانسحاب من هذا البلد. وقال في مقابلة مع تلفزيون «إيه هابر»: «حصلت إعادة تموضع للقوات»، مضيفاً: «قمنا بما كان ينبغي القيام به على الصعيد العسكري». وتابع: «نحن مستعدون لكل أشكال التعاون مع الحكومة العراقية»، لافتاً إلى أن «جنودنا سيظلون موجودين هناك». وفي وقت سابق، ذكرت وكالة أنباء «الأناضول»، الحكومية نقلاً عن مصادر عسكرية أن «قافلة من عشر إلى 12 آلية بينها دبابات» خرجت من بعشيقة في اتجاه الشمال، من غير أن توضح ما إذا كانت هذه القوات ستبقى في العراق أو تعود إلى تركيا. ونشرت تركيا قبل أسبوعين مئات الجنود والدبابات في بعشيقة، قرب الموصل التي يسيطر عليها «داعش» منذ حزيران (يونيو) 2014. وتقوم كتيبة تركية منذ بضعة أشهر هناك بتدريب قوات حكومة إقليم كردستان العراق، ومتطوعين عراقيين يرغبون في قتال التنظيم. وتؤكد أنقرة أنها أرسلت هذه التعزيزات لتأمين حماية مدربيها. وقال سالم الشبكي، عضو مجلس النواب العراقي: «تم فجر اليوم انسحاب الجيش التركي من معسكر زلكان باتجاه الحدود التركية»، مضيفاً أن «معلوماتنا تفيد أنه لم يبق سوى المدربين لتدريب قوات الحشد الوطني». وأكد شهود انسحاب القوات التركية نحو معبر حدودي. وقال أحد هؤلاء الشهود، طالباً عدم كشف اسمه وهو من بلدة زاخو الحدودية: «رأيت آليات تحمل دبابات ومدرعات وعليها أعلام تركية تتجه نحو معبر إبراهيم الخليل الحدودي». وأكد ذلك شاهد آخر موضحاً أن «هذه القافلة تركية ولكن لا نعلم إن كان انسحاباً جزئياً أو كلياً». وأثار هذا انتشار القوات التركية توتراً حاداً مع الحكومة العراقية التي طالبت بانسحابها ورفعت رسالة احتجاج إلى مجلس الأمن الدولي. وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة أن سحب القوات المنتشرة في بعشيقة «غير وارد»، لكنه طرح احتمال إعادة نشرها في المنطقة. وقال إن «عدد الجنود سيرفع أو يخفض تبعاً لعدد البيشمركة الذين يتم تدريبهم»، مؤكداً أن «أي انسحاب غير وارد».