باعتباري رئيسا للجمهورية، الأولوية الأولى عندي هي إنماء اقتصادنا وتعزيز الطبقة المتوسطة. عندما توليت الرئاسة، كانت أمريكا في وسط أسوأ حالة ركود منذ «الكساد العظيم» -لكن بفضل العمل الجاد والصمود الذي أبداه الشعب الأمريكي، خلقت شركاتنا 13.5 مليون فرصة عمل خلال الأشهر ال 68 الماضية، وهي أطول فترة من خلق فرص العمل في القطاع الخاص في التاريخ. تم خفض معدل البطالة تقريبا إلى النصف - أقل مما كان عليه منذ أكثر من سبع سنوات تقريبا. لقد ابتعدنا مرة أخرى وبشكل أسرع عن الركود من أي دولة متقدمة أخرى تقريبا موجودة على كوكب الأرض. يعتبر هذا تقدما حقيقيا. لكن كما ستخبرك أي عائلة تنتمي للطبقة المتوسطة، لا يزال أمامنا الكثير للقيام به. لهذا السبب أعتقد أن اتفاقية الشراكة عبر الباسيفيك مهمة جدا. إنها صفقة تجارية تساعد في تقدم الأسر العاملة. في الوقت الذي يعيش فيه 95 بالمائة من زبائننا المحتملين خارج حدودنا، سوف تفتح هذه الاتفاقية أسواقا جديدة للسلع والخدمات المصنوعة في أمريكا. اليوم، تدعم الصادرات 11.7 مليون فرصة عمل في أمريكا. والشركات التي تبيع سلعها وبضائعها في أنحاء العالم تميل لأن تنمو بسرعة، وتوظف المزيد من الموظفين، وتدفع رواتب أعلى من الشركات التي لا تبيع السلع في الخارج. في المتوسط، تدفع الوظائف المدعومة بالصادرات ما يصل إلى 18 بالمائة أكثر من أي وظائف أخرى. تعتبر هذه وظائف جيدة - وهذه الاتفاقية سوف تؤدي إلى خلق المزيد منها. إنها قد تؤدي إلى إلغاء أكثر من 18 ألف ضريبة فرضتها مختلف البلدان على المنتجات المصنوعة في أمريكا. على سبيل المثال، في العام الماضي قمنا بتصدير 89 مليار دولار من منتجات السيارات وحدها لبلدان الشراكة عبر الباسيفيك، والتي كان للعديد منها تعرفات جمركية متصاعدة - أكثر من 70 بالمائة في بعض الحالات- على المنتجات المصنعة في أمريكا. يواجه المزارعون ومربو الماشية عندنا، الذين تمثل صادراتهم ما يقارب 20 بالمائة من جميع الدخل الزراعي، تعرفات مرتفعة مشابهة. بفضل الشراكة عبر الباسيفيك، ستنخفض تلك الضرائب بشكل جذري، بحيث يصل معظمها إلى مستوى الصفر. وهذا يعني أن المزيد من الصادرات الأمريكية تدعم المزيد من فرص العمل الأمريكية الأعلى أجرا. في الوقت الذي يواجه فيه عمالنا دائما ميدانا غير عادل من المنافسة، تشتمل هذه الصفقة أيضا على أعلى المعايير المتعلقة باليد العاملة لأي صفقة تجارية في التاريخ. أحكام الحماية لسلامة العمال ومنع عمالة الأطفال تضمن أن الشركات في الخارج تعمل وفق نفس النوع من اللوائح والقواعد الموجودة لدينا هنا في بلدنا. أحكام حماية البيئة ومكافحة الاتجار بالحياة البرية تضمن أن النمو الاقتصادي لا يتم على حساب الكوكب الوحيد الذي نسميه موطننا. وتلك الالتزامات قابلة للتنفيذ - ما يعني أننا نستطيع مساءلة البلدان الأخرى من خلال فرض عقوبات تجارية فيما لو لم تلتزم ببنود الاتفاقية. لهذا، تلك القواعد الجديدة القاسية تعمل على تحقيق المساواة في الميدان، وعندما يكون للعمال الأمريكيين فرصة عادلة للتنافس، أعتقد أنهم سيفوزون في كل مرة. قلت مرات عديدة إن الشراكة عبر الباسيفيك هي الإجراء الصحيح لاقتصادنا، بالنسبة للأمريكيين العاملين وبالنسبة للطبقة الوسطى لدينا. لكنني لا أريد منكم أن تعتمدوا على رأيي فقط. بدلا من ذلك قمتُ بنشر الاتفاقية عبر الانترنت. إذا كنتَ تعمل في صناعة سيارات في أماكن مثل ديترويت، سترى بنفسك كيف سيكون لمنتجاتك رواج أفضل في أماكن مثل اليابان. وإذا كنت مزارعا أو مربيا للمواشي، سترى بنفسك العدد الأقل من العقبات التي ستواجه منتجاتك في الخارج. أما إذا كنت صاحب شركة صغيرة، فسترى أن هذه الاتفاقية سوف تعني أعمالا ورقية أقل وروتينا حكوميا أقل. جنبا إلى جنب مع نص الاتفاقية، قمنا بنشر مواد مفصلة للمساعدة في تفسيرها وشرحها. إنها درجة غير مسبوقة من الشفافية - وهي الأمر الصحيح الذي ينبغي القيام به. لن تلقى هذه الاتفاقية الدعم من جميع الأمريكيين، ولا حتى جميع أعضاء الكونجرس. لكنني أعتقد أنه في النهاية، سيرى الشعب الأمريكي أنها فوز لعمالنا، وشركاتنا، والطبقة الوسطى في بلدنا. وأتوقع أيضا، بعد أن يتاح للشعب الأمريكي والكونجرس فرصة أشهر من المراجعات والاستشارات الدقيقة، سيوافق عليها الكونجرس، وستتاح لي الفرصة لتوقيعها وإقرارها. معا، تغلبنا على العديد من العقبات خلال السنوات السبع الماضية. وحصلنا على اقتصاد كان يعاني من هبوط وتراجع كبير وقمنا بإعادته مرة أخرى إلى النمو المعتدل وخلق فرص العمل. كما وضعنا أنفسنا في موقع يؤهلنا لاستعادة الوعد الذي تمثله أمريكا ليس الآن فقط، وإنما لعقود قادمة. هذا في رأيي ما سوف تساعدنا هذه الاتفاقية على تنفيذه.