فيما أرسلت قوات التحالف العربي تعزيزات إلى تعز، حيث تحتدم معارك عنيفة في الأسابيع الاخيرة بين الحوثيين المدعومين من ايران والمقاومة، شنت طائرات التحالف العربي غارات استهدفت مواقع تمركز الحوثيين والقوات العسكرية الموالية للرئيس اليمني السابق علي صالح بمحافظة تعز، وقصفت تبة الخزان وعمارة كامل بمنطقة الضباب غرب المدينة، ودورية عسكرية للحوثيين وقوات صالح بمنطقة الربيعي غرب المدينة، وأجمع مراقبون يمنيون على اقتراب معركة الحسم في مدينة تعز وسط البلاد، وإنهاء حصار المدينة بعد وصول التعزيزات العسكرية الجديدة، وأن الأيام القادمة ستشهد زخما في المعارك تنتقل خلاله المقاومة الشعبية والجيش الوطني من حالة الدفاع إلى الهجوم. فيما قال محمد الحميري النائب في البرلمان اليمني والناطق باسم المقاومة الشعبية في تعز: إن ما وصل من التحالف إلى تعز هي طلائع، مشيراً إلى ثقة المقاومة بأن التحالف سيدفع بالقوات تباعاً، موضحاً أن القوات ما زالت محدودة، وأن هناك وعودا بوصول المزيد. بطلان القرارات الحوثية وأصدر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي تعليمات قضت بعدم شرعية وبطلان كافة الإجراءات والقرارات الصادرة عن الميليشيات الانقلابية في مختلف مواقع ومرافق الدولة المدنية والعسكرية، وما يتصل منها بالخدمة المدنية من تعيين وإحلال وتوظيف وتقاعد وفي كل مؤسسات وأجهزة الدولة. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية أن التعليمات التي أصدرها الرئيس هادي، الليلة الماضية، وجهها إلى نائبه رئيس الوزراء خالد بحاح، مشددا فيها على ضرورة وسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة مع الجهات المعنية لبطلان كافة الإجراءات الصادرة من قبل الانقلابيين بهذا الشأن. جرائم الحوثيين وبعثت الحكومة اليمنية رسالة إلى أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون بشأن استمرار الجرائم الممنهجة لميليشيا الحوثي وصالح ضد المدنيين في تعز. وتضمنت ما تعانيه المدينة جراء القصف والحصار المستمر عليها منذ ستة أشهر، واستمرار آلة الحرب التابعة للميليشيات باستهداف المدنيين بشكل مباشر ومستمر. وأكدت الحكومة في رسالتها أن العملية الممنهجة التي تستهدف المدنيين في تعز هي جريمة ضد الإنسانية، لأنها تتعمد توجيه قذائف الدبابات والهاون إلى الأحياء السكنية والتي تخلو من أي نشاط عسكري. قتلى بصفوف المتمردين وقتل 50 من ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في الاشتباكات المتواصلة مع المقاومة الشعبية على أطراف مدينة دمت ومديرية جبن التابعتين لمحافظة الضالع. وقالت مصادر في المقاومة الشعبية في دمت: إن المقاومة فجرت دبابة وقتلت أكثر من 30 من أفراد الميليشيا وأسرت 8 آخرين. من جانب آخر، قال شهود عيان في مديرية جبن: إنهم شاهدوا موكباً تابعاً للمليشيات ومحملاً بعشرات الجثث، وهو عائد من المناطق الحدودية للضالع وإب التي تشهد اشتباكات متواصلة لليوم الثالث على التوالي بين ميليشيات الحوثي ورجال المقاومة الشعبية. اقتراب معركة الحسم وأجمع مراقبون يمنيون على اقتراب معركة الحسم في مدينة تعز وسط البلاد وإنهاء حصار المدينة بعد وصول تعزيزات عسكرية، وأن الأيام القادمة ستشهد زخما في المعارك تنتقل خلاله المقاومة الشعبية والجيش الوطني من حالة الدفاع إلى الهجوم. ويقول الصحفي محمد سعيد الشرعبي: إن ساعة الصفر باتت قريبة جدا، ومسألة تحرير المدينة مجرد مسألة وقت، وأكد أن "المقاومة والجيش الوطني يتقدمان في أغلب الجبهات خاصة بعد حصولهما على دعم التحالف". ورأى الشرعبي أن معركة تحرير تعز تعني تحرير محافظتي إب والحديدة وحتى ذمار، و"لهذا ترمي مليشيا الحوثي وصالح بكامل ثقلها في تعز". معركة مصيرية إلى ذلك، قال الباحث السياسي فيصل علي: إن "التحركات على الأرض في تعز تلفت الانتباه إلى وجود عمل عسكري منظم ومدعوم من دول التحالف العربي، خاصة بعد إرسال سلاح نوعي وسلاح ثقيل إلى المقاومة، وهذا يدل على أن خطة تحرير تعز بدأت". ونقلت الجزيرة عنه أن "معركة تعز مصيرية في سياق دحر ميليشيات الحوثي وصالح، وبعدها سيتم تحرير بقية المحافظات بشكل سريع وستسقط العاصمة صنعاء تلقائيا، وحتى لو وقعت فيها معركة فستكون لصالح المقاومة والجيش الوطني". واشار الى ان "المفاوضات مع ميليشيا الحوثي ستكون صورية بعد تحرير المدينة، حيث سيسلم الحوثيون أنفسهم وسلاحهم مقابل السماح لهم بالبقاء من دون أدوار فاعلة في المجتمع ولا في الدولة". كما ستقرر معركة تحرير تعز مصير اليمن الاتحادي، لموقعها الإستراتيجي في الوسط بين الشمال والجنوب، ولقربها من مضيق باب المندب جغرافيا وإداريا الذي حررته المقاومة، كما أنها تمتاز بالثقل السكاني الأكبر في البلد، فضلا عن أن جهاز الدولة البيروقراطي معظمه من المدينة. عسيري يوضح من جهته، أعلن العميد أحمد عسيري المستشار في مكتب سمو وزير الدفاع والمتحدث باسم التحالف أنه لم تحط في مطار صنعاء الدولي ثلاث طائرات روسية وعمانية كما قيل، لافتاً إلى أن طائرة روسية واحدة فقط وصلت الخميس بعد حصولها على تصريح من التحالف، وكانت تحمل مواد إغاثة. ولفت إلى أنه خُصصت للطائرة ساعات محددة قبل مغادرة الأجواء اليمنية. لكنه أشار إلى أن المتمردين الحوثيين ساهموا في تعطيل رحلة المغادرة، وانتهاء الوقت المخصص للإقلاع ومغادرة الأجواء اليمنية، بغية لفت الأنظار الدولية.