قدّم الناقد الدكتور نعمان كدوه خلال الحلقة النقدية التي نظمها نادي جدة الأدبي مؤخرا ورقة نقدية بعنوان (موسقة بالإكراه - موسقة الشعر العربي) قال فيها تعددت دراسات المهتمين - من المتقدمين والمعاصرين - بالجانب الموسيقي في الشعر العربي، إلا أن أغلب تلك الدراسات ركّزت على علم العروض، ليُفهم ضمنياً أن الجانب الموسيقي في الشعر العربي يتمثّل في تفعيلات العروض، دون التطرق إلى ما يجمع علم العروض بعلم الموسيقى، فلم تنفك السّمة الموسيقية عن الشعر العربي، وعلى الرغم من ذلك فليس في استطاعة الشعراء الكشف عن تلك الجوانب الموسيقية في قصائدهم، ولا الموسيقيون كشفوا عن الرابط الذي يجمع التسميات العروضية التي تتألف منها القصائد التي يقومون بتلحينها بعلم الموسيقى، فجلُّ الدراسات والأبحاث المُشار إليها تسمّت بما يتضمن مصطلح الموسيقى الشعرية، وسعت إلى الكشف عن الجوانب الموسيقية في الشعر العربي، إلا أنها في غالبيتها أغفلت عرضها على الموسيقى كعلم، باعتبار موسيقى الشعر - التي أساسها الصوت البشري - فرعا من علم الموسيقى الذي يعتني بكافة الأصوات أيا كان مصدرها أو جهازها الصوتي، أو آلتها أو أداتها. واستعراض الدكتور كدوه وجهاً من أوجه الالتقاء بين عِلْم العَروض وعِلْم الموسيقى، المتمثل في الإيقاع، والوقوف على حيثيات تقدير زمنه في العِلْمَيْن، وتقديم قواعد مقابلة التفعيلات العَروضِية بالتفعيلات الموسيقية. وشهدت الحلقة التي أدارها الناقد الدكتور محمد ربيع الغامدي مداخلات عدة من الحضور وكان من أبرز الحضور الدكتور عبدالله الخطيب والدكتور علي العطاس والدكتور ابراهيم المهدي، والدكتورة لمياء باعشن، والأستاذ علي الشدوي، والدكتورة أميرة كشغري، والدكتورة فاطمة إلياس والمهندس سعيد فرحة وصالح فيضي.