النفس الذي يحتاجه الكادر الإداري السعودي والخليجي هو الوصول للمناصب الدولية والعالمية كل في تخصصه، وأن لا ينام على وسادة اتحاده أو لجانه المحلية والخليجية والعربية وحتى القارية. نعم هذا النفس غائب عن تفكير اتحاداتنا وكوادرها، وهناك دول خليجية لم تحقق ربع ما حققته الرياضة السعودية ولكن قد نجد لهم كوادر إدارية في مناصب دولية، بينما يغيب الكادر الإداري السعودي حتى في الألعاب التي تتفوق فيها رياضتنا. العلة ليست في الطموح، بل في طريقة التفكير والأهداف التي تضعها الاتحادات الأهلية في هذا المضمار خصوصا في ترشيح أعضائها لتلك المناصب، فهي تضع الأسماء لملء الخانة لا أكثر بدون تخطيط ولا تدبير ولا اتصالات ولا حتى محاولات جادة، والنتيجة أن مرشحي اتحاداتنا الأهلية في المناصب القارية والدولية غالبا ما يعودون بخفي حنين، (لا من شاف ولا من دري). تلك حقيقة لا جدال فيها، ويكفي هنا أن نذكر احصائية واحدة لعدد رؤساء الاتحادات القارية من دولة قطر الشقيقة والذي وصل لرئاسة خمسة اتحادات، بينما لا نجد رئيس إتحاد قاري سعوديا. طبعا إذا قارنا بين الكادر الإداري الخليجي في دهاليز الاتحادات الدولية وخاصة قطر والإمارات والكويت وحتى البحرين وبين الكادر السعودي ستكون النتيجة مخجلة للغاية. أعود للمربع الأول في هذه القضية وهو غياب النفس السعودي في المناصب القارية والدولية والعائد من وجهة نظري إلى غياب هذه الثقافة عن الاتحادات حتى لو برر القائمون عليها بقلة الدعم والمساندة والاهتمام من قبل القيادة الرياضية في هذا الاتجاه، لأن المسألة تخضع برمتها للتخصص الذي يجلب العلاقات الثرية لإقناع المصوتين في الاتحادات الأخرى لاختيار الكادر السعودي. ما دعاني لكتابة هذا الموضوع هو فوز الأمير نواف بن محمد بعضوية الاتحاد الدولي لكرة القدم، وهو واحد من أولئك الذين يملكون النفس الغائب عن معظم ممثلينا في الاتحادات. لا نبالغ إذا قلنا إنه اخطبوط علاقات في تخصصه، ويعرف كل شاردة وواردة في الاتحادين القاري والدولي لألعاب القوى، وهو قائد وليس تابعا بحكم فكره وحماسه للعبة أولا، وإجادته للنفس المطلوب للتواجد الدولي ثانيا. نحتاج لنفس نواف بن محمد في كثير من اتحاداتنا، ونحتاج لهمته في ممثلينا ومرشحينا للمناصب الرياضية الكبيرة. هو نموذج.. وهذا يكفي.