وعدت الحكومة التركية بتعزيز الاجراءات الامنية غداة هجوم انتحاري نسب الى تنظيم داعش وضرب مدينة سوروتش بالقرب من الحدود السورية، ما اودى بحياة 32 شخصا على الاقل. واعلن رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو امس ان الشرطة التركية تعرفت على هوية مشتبه به مرتبط بالهجوم الانتحاري الذي قال ان حصيلة ضحاياه ارتفعت الى 32 قتيلا. وقال في مؤتمر صحافي في شانلي اورفة "تم تحديد هوية مشتبه به ويتم التحقق من صلاته المحتملة مع الخارج او داخل تركيا. الاحتمال الاكبر هو ان يكون الامر هجوما انتحاريا على علاقة بداعش". وبعدما بقيت طويلا في منأى عن الحرب الدائرة على ابوابها منذ اربع سنوات، طال النزاع تركيا الاثنين في عملية كبيرة. ولم تتبن اي جهة حتى الآن اعتداء سوروتش. وفي حال تأكدت فرضية تورط الجهاديين، فانه سيكون اول هجوم يقع على الارض التركية منذ ظهور التنظيم المتطرف الذي يسيطر منذ عام على مساحات واسعة من الاراضي السورية والعراقية وخصوصا بالقرب من تركيا. ويتهم حلفاء تركيا منذ اشهر انقرة بانها لا تبذل جهودا كافية لمكافحة تنظيم داعش وحتى بدعمه سرا مع ان السلطات التركية تنفي ذلك باستمرار. وقال رئيس الحكومة التركية ان "تركيا اتخذت دائما اجراءات ضد داعش والمنظمات المماثلة". وفي الاسابيع الاخيرة، شنت الشرطة التركية سلسلة عمليات استهدفت بشكل واضح للمرة الاولى شبكات تجنيد تعمل على اراضيها وتسمح بمرور اعداد من المجندين وخصوصا الاجانب، الى "الجبهة" السورية. وكتبت صحيفة صباح الموالية للحكومة في افتتاحيتها ان "هذا الهجوم الارهابي (...) هو عمل انتقامي ضد التزام تركيا مكافحة الارهاب، غذته الفوضى التي تسود المنطقة". ويرى نهاد علي اوزكان من مركز الدراسات تيباف في انقرة، في اعتداء سوروتش "انتقالا الى الاراضي التركية" للحرب التي يخوضها الاكراد والجهاديون. وقال لفرانس برس ان "هذا الهجوم يمكن ان يؤدي الى اندلاع النزاعات العقائدية والاثنية والسياسية في تركيا". ومع انها في التحالف ضد المتشددين، رفضت تركيا حتى الآن التدخل عسكريا ضد تنظيم داعش. وقد ادى رفضها الى تظاهرات مؤيدة للاكراد في جنوب شرق البلاد. وعبرت انقرةمرات عدة عن تخوفها من ان تظهر في سوريا منطقة مستقلة يسيطر عليها مقاتلون اكراد قريبون من حزب العمال الكردستاني الذي يخوض حركة تمرد في تركيا منذ 1984. وكشفت تقارير إخبارية تركية امس الثلاثاء أن الاستخبارات التركية حذرت قوات الأمن مرارا بشأن عبور سبعة من مسلحي داعش إلى داخل تركيا بصورة غير قانونية لتنفيذ هجمات ضد أهداف داخل البلاد. وأوضحت صحيفة "حريت" التركية على موقعها الإلكتروني أن منظمة الاستخبارات الوطنية التركية حذرت قوات الأمن بشأن احتمال تنفيذ مسلحي داعش هجمات يومي 22 يونيو و3 يوليو، وشملت المعلومات الاستخباراتية أسماء المسلحين السبعة، ومن بينهم ثلاث نساء. وأضافت الصحيفة أنه بعد التحذير الاستخباراتي، شرعت قوات الأمن في عمليات ضد مسلحي التنظيم في عدد من المدن من بينها اسطنبولوأنقرة وشانلي أورفا وإزمير، واعتقلت 97 شخصا. إلا أنها فشلت في الوصول إلى عدد من المشتبه بهم. وفي سياق تركي اخر قالت شركة (جي.ايه.سي) التركية للشحن ان سفينة بضائع جنحت واصطدمت بفيلا ساحلية مطلة على البوسفور امس الثلاثاء ما اضطر السلطات لاغلاق المضيق أمام عمليات الشحن. وذكرت الشركة ان قبطان السفينة التي ترفع علم سيراليون لم يكن موجودا على ظهرها حين حدث عطل في الدفة وارتطمت بالفيلا الموجودة على الجانب الاسيوي من الممر قرب جسر السلطان محمد الفاتح في اسطنبول. ويقسم البوسفور المدينة التركية الى نصفين أحدهما في آسيا والاخر في القارة الاوروبية وهو المنفذ الملاحي الوحيد أمام النفط الروسي والسلع الاخرى القادمة من البحر الاسود. وتمر من مضيق البوسفور سنويا نحو 10 الاف ناقلة تحمل 150 مليون طن من المنتجات النفطية. وقالت شركة الشحن التركية ان خفر السواحل نشر زوارق قطر وأوفد قبطانا لمساعدة السفينة التي لا تزال موجودة في مكان الحادث. ولم يتضح على الفور متى سيعاد فتح مضيق البوسفور امام الملاحة.