يعكس تفجير انتحاري استهدف مدينة سوروتش في جنوبتركيا أمس الأول اتساع النطاق الجغرافي للصراع بين تنظيم «داعش» والأكراد؛ ويؤشِّر في الوقت نفسه إلى هشاشة موقف أنقرة من النزاع في سوريا المجاورة، بحسب خبراء. وتوقَّع خبير في قضايا الإرهاب دراسة أنقرة الانضمام إلى الائتلاف الدولي ضد «داعش» إذا تعرَّض مواطنوها لاعتداءات جديدة. وارتفع عدد قتلى التفجير الذي طال حديقة في مدينة سوروتش إلى 32 بعد إعلان وفاة أحد الجرحى متأثراً بإصابته، فيما لا يزال 29 مصاباً داخل المستشفيات من أصل 100. وأعلن رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، أمس التوصل إلى هوية شخص مشتبه في ارتباطه بالهجوم الانتحاري. وأبلغ رئيس الوزراء صحفيين ببدء التحقيق مع المشتبه فيه للتحقق من روابطه المحتملة داخل البلاد وخارجها، مرجِّحاً لليوم الثاني على التوالي ارتباط الأمر بتنظيم «داعش» الإرهابي. كما أعلن أوغلو انعقاد جلسة استثنائية للحكومة للتباحث في أي إجراءات أمنية جديدة محتملة. وأوضح «سنتباحث في خطة عمل تشمل إجراءات أمنية جديدة على حدودنا و«سنبذل كل الجهود ضد الإرهابيين أياً كانت هوياتهم»، متوقعاً انتهاء التحقيقات في أسرع وقت ممكن. ورجح خبراء ارتباط الاعتداء الدامي في سوروتش باستهداف موجَّه صوب الأكراد أكثر منه صوب الحكومة مستدلين بكون القتلى كانوا يستعدون لإطلاق حملة تضامن مع مدينة كوباني السورية التي طرد سكانها متطرفي «داعش» في يناير الماضي بعد قتالٍ دام 4 أشهر. واعتبر المحلل في مركز «بروكينغز» للأبحاث في الدوحة، تشارلز ليستر، أن «أسلوب الاعتداء والهدف المحدد والتداعيات السياسية للعملية؛ كلها تؤشر إلى داعش». ومنذ إخراج المتطرفين من كوباني؛ تمكنت قوات كردية من التوسُّع واستولت على مساحة واسعة من الأراضي في شمال سوريا بدعم من طيران ائتلاف دولي ضد الإرهاب تقوده الولاياتالمتحدة. ودفع هذا التقدم «داعش» إلى تنفيذ هجمات مضادة ضد أهداف كردية في محافظاتٍ سورية. ورأى الباحث في مركز «أتلانتيك كاونسيل» للأبحاث في واشنطن، آرون شتاين، في «هجوم سوروتش» إشارةً إلى «تمدد الحرب بين الأكراد وتنظيم داعش لتصل فعلياً إلى تركيا». وذهب شتاين إلى القول إن منفذ الهجوم استهدف الناشطين الأكراد خصوصاً لأنهم ناصروا كوباني. وتوقَّف الخبراء من جهةٍ ثانية عند تنفيذ اعتداء الإثنين بعد حملة توقيفات أطلقتها القوى الأمنية التركية مؤخراً وشَمِلَت عشرات المناصرين للجماعات المتطرفة. ووصف الأستاذ في جامعة نورث إيسترن الأمريكية، ماكس إبرامز، استهداف مدينة تركية بعد حملة توقيفات ب «أمر غير مستغرب». وتوقع اتخاذ أنقرة مواقف أكثر وضوحاً ضد «داعش» بما في ذلك دراسة إرسال قوات برية إلى سوريا. وشدد إبرامز، وهو خبير في قضايا الإرهاب، على أن تعرض الأتراك لاعتداءات سيدفع حكومتهم إلى التحول إلى داعم حقيقي للائتلاف الدولي ضد الإرهاب. ولم تنضم حكومة أوغلو إلى الائتلاف حتى الآن.