نفت انقرة اليوم (الخميس) التصريحات الكردية المصدر ان عناصر تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) الذين دخلوا مجددا اليوم مدينة كوباني (عين العرب) الكردية شمال سورية وصلوا من تركيا. وصرح نائب رئيس الوزراء نعمان كورتولموش عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" ان "المزاعم القائلة ان مسلحي داعش عبروا الحدود التركية اكاذيب تندرج في خانة الدعاية البحتة". وافاد مدير "المرصد السوري لحقوق الانسان" رامي عبد الرحمن ان "مقاتلين من التنظيم المتطرف شنوا هجوما مفاجئا الخميس في كوباني حيث نفذوا ثلاثة هجمات انتحارية بفارق ساعات، وما زالت المعارك مستعرة في وسط المدينة". واضاف المرصد ان 35 شخصا قتلوا على الاقل في اعمال العنف الخميس، ثمانية جهاديين و12 من المدنيين والمقاتلين الاكراد. واحصت السلطات التركية من جهتها في مستشفيات مدينة سوروتش الحدودية التركية المقابلة لكوباني، اربعة قتلى و135 جريحا، بين الاشخاص الذين نقلوا الى اراضيها بعد الهجوم. واكد الناشط الكردي السوري ارين شيخ موس لفرانس برس عبر الانترنت ان المهاجمين "دخلوا من تركيا عبر المعبر الحدودي (مرشد بينار) والأحياء المحيطة به"، موضحا انهم "كانوا يرتدون لباس الوحدات الكردية". وبثت وسائل الاعلام التركية الخميس اشرطة مصورة لانفجارات وقعت في كوباني تاييدا للنفي التركي. ويظهر احدها وهو مستقى من كاميرات مراقبة في معبر مرشد بينار الحدودي التركي، شاحنة بيك اب بيضاء تسير في الجانب السوري قبل ان تنفجر. وندد مسؤولة في اكبر حزب كردي في تركيا بالموقف الملتبس للحكومة التركية الاسلامية المحافظة حيال المجموعات الجهادية التي تقاتل النظام السوري. وصرحت فيغن يوكسكداغ التي تشارك في ترؤس حزب الشعب الديموقراطي للصحافيين "هذا ليس جديدا، داعش استخدمت منذ وقت طويل الاراضي التركية للدخول الى سورية والخروج منها. الادلة عديدة". وتواجه تركيا انتقادات متكررة من الدول الغربية تاخذ على الحكومة الاسلامية المحافظة عدم بذلها جهودا كافية لضبط حدودها مع سورية من اجل وقف تدفق المقاتلين من اراضيها الى سورية للانضمام الى صفوف تنظيم "داعش". لكن السلطات التركية تنفي اي تساهل مشددة على اعتقال عدد من الجهاديين الاجانب الذين كانوا يعتزمون العبور من اراضيها الى سورية وتتهم في المقابل حلفاءها الغربيين بعدم تقاسم معلوماتهم معها حول هؤلاء الجهاديين الاجانب. وتمكن المقاتلون الاكراد في كانون الثاني (يناير) وبمؤازرة غارات التحالف الدولي من استعادة كوباني وعدد كبير من القرى والبلدات المحيطة بها وطرد الجهاديين منها، بعد معارك عنيفة استمرت اربعة اشهر واسفرت عن لجوء اكثر من 200 الف شخص معظمهم اكراد الى تركيا المجاورة.