ماحدث في الآونة الأخيرة بأحد مساجد القديح بمحافظة القطيف بالمملكة وما تلاه فيها من عمل اجرامي مماثل في أحد مساجد حي العنود بالدمام، تكرر مثيل لهما بمسجد الصادق بالكويت، بما يدل على أن العمل الارهابي يستهدف دول منطقة الخليج بأسرها ولايستهدف المملكة والكويت وحدهما، فقد اكتشف الأمن البحريني قبل أيام عملا ارهابيا قبل وقوعه يستهدف السفارة السعودية بالبحرين وجسر الملك فهد. وكما حدث بالمملكة والكويت والبحرين تكرر عمل ارهابي آخر على شواطئ سوسةالتونسية حيث قتل فيه من قتل وجرح من جرح في أبشع عملية ارهابية تقع في تونس، وقد أصيبت السياحة في هذا البلد- وتعد من أهم الروافد الاقتصادية فيها- بشلل كلي، وهذا يعني أن الاخطبوط الارهابي قد تمتد أياديه الآثمة الى كل البلاد العربية دون تمييز أو تحديد، وأن الدول الخليجية ليست مستهدفة بعينها. وماحدث بالمملكة والكويت والبحرين وتونس تكرر شكل من أشكاله قرب مدينة ليون الفرنسية في عمل ارهابي بشع ليس الوحيد من نوعه في فرنسا، بما يدل مجددا على أن يد الارهاب ممتدة الى الدول الأوروبية والأمريكية وكل دول العالم في الشرق والغرب، وأن امتدادها لا ينحصر داخل الدول الخليجية والعربية وحدها، ومن يراجع تاريخ العمل الارهابي فسوف يكتشف دون عناء عدة أعمال وقعت في عدة عواصم ومدن أوروبية وأمريكية. وهذا يعني فيما يعنيه أن الارهاب قد يقع في كل أقطار وأمصار العالم دون تحديد، فما حدث في دول مجلس التعاون الخليجي يحدث في كثير من الأقطار العربية، وما حدث فيها يتكرر في كثير من دول الشرق والغرب، فصور الارهاب المقيتة مازالت تحصد البشر وتدخل الروع الى نفوس الآمنين المطمئنين في كل أرجاء هذه المعمورة دون تفرقة بين دولة وأخرى. وفي هذه الحالة فان دول العالم بأسرها مطالبة اليوم قبل أي يوم مضى بأهمية التعاضد والتكاتف والتعاون، وايجاد السبل الكفيلة باحتواء تلك الظاهرة بطريقة جماعية لا فردية، فالجهد الفردي أو الجهد الاقليمي لا يجديان نفعا في مواجهة تلك الظاهرة الشيطانية المدمرة، بل لابد أن تكون المجابهة والمواجهة جماعية لا فردية، ولابد أن تشترك دول العالم كلها في عمليات التصدي لتلك الظاهرة وتقليم أظافر أصحابها أينما وجدوا. والعمل الجماعي لا الفردي أو الاقليمي لمواجهة تلك الظاهرة التي بدأت تنتشر في كل أصقاع الدنيا سوف يؤدي على الآماد القصيرة والبعيدة الى مواجهة ظاهرة الارهاب، وتبادل المعلومات فيما بين دول العالم قاطبة لملاحقة الارهابيين واكتشاف خططهم وأساليبهم الشريرة سوف يؤدي أدواره الحيوية المطلوبة لايقاف سريان موجة الارهاب الآخذة في النمو والتصاعد كما يبدو من خلال تلك الأعمال الاجرامية الدنيئة. ولامناص من التعاون الدولي الجماعي للتصدي لتلك الظاهرة واحتوائها والا فان تكرار مثل تلك العمليات الاجرامية سوف يظهر بين حين وحين في أي بلد خليجي أو عربي أو أوروبي أو أمريكي أو افريقي، وسوف تشكل تلك العمليات هاجسا من أفظع الهواجس التي لم تشهدها دول العالم من قبل، ودون تنفيذ العمل الجماعي الدولي لمحاصرة ظاهرة الارهاب فان صورها سوف تتكرر في أي مكان وزمان. ان التعاون الجماعي الدولي لدراسة أفضل السبل وأمثلها لاحتواء موجة الارهاب وايقاف زحفها الاخطبوطي على سائر دول العالم مهمة يبدو أن تحقيقها ضروري للغاية في زمن امتدت فيه يد الارهابيين لترويع الآمنين وقتلهم وتقويض أمن المجتمعات البشرية في كل مكان، فالتعاون الجماعي لاحتواء تلك الظاهرة واكتشاف العمليات الارهابية قبل وقوعها عمل لابد أن يتصف بالتعاضد الجماعي لا الفردي. وسوف يحسب الارهابيون ألف حساب لذلك التعاون المنشود الذي سوف يكون مثمرا، وسوف تتقلص بعد ذلك تلك العمليات الارهابية الشنيعة التي مازالت تتكرر بين حين وحين في سائر أقطار وأمصار العالم، فتلك ظاهرة لادين لها، وأفرادها يسعون دائما لتفريق الوحدة الوطنية لكل شعوب الأرض وتقويض أمنها واستقرارها وسلامة أراضيها، وتعريض دول العالم لمزيد من القلق والاضطراب والفتن والنعرات الطائفية المكروهة وافشاء الكراهية بين صفوف سائر المجتمعات البشرية.