تنتشر في الآونة الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي قضية في غاية الأهمية يترتب عليها خلل في الأمن الأسري ومشاكل اجتماعية لا حصر لها، وهذه القضية لها محوران الأول: ينادي بضرورة عمل برامج إجبارية تعرف بحقوق الزوج والزوجة قبل الزواج، والآخر: يتحدث عن ارتفاع حالات الطلاق والخلع في المملكة إلى ثلاثة أضعاف حالات الزواج تقريباً وبمعدل 7 حالات طلاق مقابل كل10 حالات زواج خلال السنة؛ إذ تعج المحاكم بقصص مأساوية لنساء يسعين جاهدات للحصول على ورقة تمنحهن حريتهن، ورجال يخرجون من المحكمة وهم مكتئبون لحدوث انفصال غير إرادي. وقد كشفت وزارة العدل عن ارتفاع معدلات قضايا الانفصال التي شهدتها الدوائر القضائية في كافة مناطق المملكة؛ حيث بلغ اجمالي عدد حالات الطلاق 33954 حالة عام 2014م، فيما بلغت حالات الخلع 434 حالة، وحالات الزواج 1181حالة. ولو تحدثنا عن المحور الأول وأهميته التي تأتي من المدرسة الأولى ألا وهي الأسرة التي يجب أن تعلم أبناءها الحقوق والواجبات هذا إذا كانت هي تعمل بها وتدركها جيداً وإلا يصبح من شروط الزواج الحصول على دورة تثقيفية بأمور العلاقات الزوجية من معاهد معتمدة تنسق معها الدولة على غرار الكشف الطبي ما قبل الزواج لتثقيف الجيل الصاعد المقدم على الزواج والذي تتراوح أعماره ما بين 20 إلى 30 سنة بأمور الزواج. والسؤال هل ستتوقف مشاكل الزواج حينها ويقل عدد قضايا الخلع والطلاق؟ فالخلع هو النزع والإزالة، وفي اصطلاح الفقهاء نزع ملكية الزوج عن عصمة زوجته وإزالة النكاح الذي كان بينهما مقابل عوض تدفعه الزوجة، وذلك إذا تضررت من بقائها في عصمة زوجها بسبب سوء خلقه أو نقص دينه أو كبره أو ضعفه، أو خافت أن تأثم بتفريطها في بعض حقوقه، فلها أن تبذل له مهره دون مساومة ليفارقها. فالواضح أن قضايا الخلع ناتجة عن سوء خلق ومعاملة الرجل للمرأة فهل التثقيف ما قبل الزواج يدرب الرجل على احترام الزوجة، وحسن المعاملة والثقة والكرم والرأفة والبر بها وتحمل المسؤولية؟ هذه كلها صفات صُقل عليها الرجل وتأصلت في شخصيته ونفسيته لفترة من الزمن فلن تتغير في عدد من المحاضرات إذا كان الشك يملأ قلبه لتاريخ أسود عاشه أو حرمان ومعاملة سيئة وقع أسيراً لها. وعن تجربة شخصية لامرأة رأيتها في غرفة انتظار السيدات بمحكمة الدمام وهي ترتعش وتتعرق خوفاً من مقابلة الشيخ في المحكمة لتطالب بحقها في فسخ عقد نكاحها من زوجها الذي يضربها دون رحمة لمدة ست عشرة سنة قضتها معه وأنجبت له أربعة أبناء، وهي طبيبة نساء وولادة، ولها مكانتها العلمية والعملية والاجتماعية والعائل للأسرة. فاتقوا الله في نسائكم وأخواتكم وبناتكم فهن بحاجة إلى رعايتكم وحنانكم وعطائكم كي تسعدوا معاً في منزل يكتنفه الحب والود والدفء الأسري. أستاذ التنمية الاقتصادية بجامعة الدمام