قال معارضون سوريون: إنهم بدأوا حملة لتحقيق السيطرة الكاملة على مدينة حلب المقسمة، يوم الجمعة، وهي أكبر المدن السورية من حيث تعداد السكان قبل ان تصبح ميدانا رئيسيا في الحرب الأهلية المستمرة منذ أربع سنوات. وتظهر لقطات فيديو حملت على مواقع التواصل الاجتماعي ما ورد انه مقاتل يطلق صاروخا على ما قيل انه مدفع ثقيل تابع لقوات النظام، كما ظهرت النيران واعمدة الدخان تتصاعد من مبنى. وتظهر لقطات فيديو اخرى حملت على الموقع ما يبدو أنه آثار غارة جوية شنتها طائرات تابعة للنظام والدمار الذي سببته في أحد أحياء المدينة. وشوهد المواطنون يسيرون في الشوارع وسط الانقاض، بينما يسمع دوي سيارات الاسعاف في الخلفية، ويبدي احد المدنيين شعوره بالإحباط بسبب الهجوم. وقال: "نوجه رسالة لهالعرب، لهالمسلمين، لهالحكام، هلّا بشار الطاغية عم يضرب المدنيين الابرياء اللي مالهم ذنب.. بدي اوجه رسالة لكل العالم، لأمريكا، هي امريكا الله يقصف عمرها اللي عم تؤيد بشار واعوانه.. بدي اوجه رسالة ان هلا الابرياء المدنيين ما لهم ذنب.. ضرب أول صاروخ اجينا نسعف العالم ضربوا صاروخ ثاني.. طيران ما في حدا يردعه مافي حدا يرده". ولم يتمكن أي جانب من السيطرة على المركز التجاري الرئيسي لسوريا الذي يبعد 50 كيلو مترا عن تركيا، منذ اندلاع معركة هناك في عام 2012 حولت مركزها التاريخي المدرج في قائمة مواقع التراث لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) الى خراب. واحتمال شن هجوم من جانب المعارضة في المدينة مؤشر واضح على تغير في قوة الدفع في غير مصلحة حكومة بشار الأسد، التي خسرت مساحات من الأرض لصالح مقاتلي المعارضة في الشهور الاخيرة في شمال غرب البلاد وفي الشرق والجنوب. ومنذ أربعة أشهر فقط كان الجيش والميليشيات المتحالفة معه يشنون هجوما كبيرا على مناطق تسيطر عليها المعارضة في شرق حلب، والآن يزعم المعارضون ان زمام المبادرة أصبح في أيديهم. وإذا سقطت المدينة فسيكون ذلك ضربة قوية للأسد، ويقلص سيطرته على حزام رئيسي من الأراضي يمتد شمالا من دمشق إلى ساحل البحر المتوسط، وسيعمق هذا تجزئة سوريا الفعلية بين غرب يديره الأسد ومناطق اخرى يسيطر عليها خليط من الجماعات المسلحة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا الذي يرصد الحرب: ان المعارضة سيطرت على بعض الأراضي في مناطق تسيطر عليها الحكومة في المدينة، وفي مناطق تقع الى الشمال منها. انسحاب في سياق متصل، أفاد تقرير عراقي كردي امس بأن جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في بلاد الشام) سحبت عددا كبيرا من مقاتليها من جبهات القتال ضد تنظيم داعش في ريف حلب الشمالي. وقال نشطاء من ريف حلب الشمالي لوكالة (باسنيوز) الكردية العراقية: إن جبهة النصرة، سحبت بشكل مفاجئ الجمعة، عدداً كبيراً من مقاتليها الأجانب من جبهات اعزاز، وخاصة من محيط بلدة صوران وأم الحواش، باتجاه داخل مدينة حلب، مما أثار شكوك الفصائل المقاتلة ضد داعش. وكانت معلومات سابقة أشارت إلى وجود تواطؤ واتفاق بين النصرة وداعش، على إحلال مسلحي داعش في المواقع التي تسيطر عليها النصرة في ريف حلب، خاصة في المواقع المتاخمة لمناطق السيطرة الكردية. فيما ذكرت وكالة مسار برس أن اشتباكات وقعت بين تنظيم داعش ووحدات حماية الشعب الكردية في ريف تل براك بريف الحسكة. جنوبسوريا وفي جنوبسوريا، أفاد المرصد السوري بأن اشتباكات دارت قرب مطار الثعلة العسكري عند الأطراف الغربية لمحافظة السويداء. وقال المرصد: "تدور منذ صباح السبت اشتباكات بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني من طرف، ومقاتلي الفصائل الإسلامية والمقاتلة من طرف آخر، في محيط بلدة سكاكة القريبة من مطار الثعلة العسكري وتلتها". وأشار المرصد إلى معلومات عن تقدم قوات النظام والمسلحين الموالين لها في المنطقة. فيما اكدت مصادر في المعارضة أن جيش النظام شن غارات وأسقط براميل متفجرة على مناطق مدنية في محافظات درعا. وقالت وكالة سوريا برس: إن مروحيات النظام ألقت أربعة براميل متفجرة على أحياء درعا البلد الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة المسلحة، وإنها أسقطت أيضا براميل أخرى على بلدتي نصيب وصيدا بريف درعا. من جهتها، ذكرت وكالة مسار برس أن قتيلين سقطا جراء قصف طيران النظام مدينة تدمر بالصواريخ الفراغية، شرقي محافظة حمص. كما تحدث ناشطون عن شن طيران النظام الحربي ست غارات على مدينة دوما بريف دمشق، دون أن يحددوا حجم الخسائر. كما وردت أنباء عن إغلاق قوات النظام مداخل مدينة معضمية الشام في ريف دمشق، وأنها منعت السكان من الخروج أو الدخول. وكانت فصائل من المعارضة السورية المسلحة قد اعلنت الجمعة تشكيل فصيل عسكري جديد تحت اسم "جيش الحرمون" في ريف القنيطرةجنوب غربي البلاد. ويهدف التشكيل العسكري الجديد إلى فك الحصار عن مدن وبلدات ريف دمشق الغربي، والسيطرة على المنطقة الإستراتيجية المعروفة بمثلث الموت، والتي تصل أرياف القنيطرة ودرعا ودمشق بعضها ببعض. وأرسل جيش الحرمون تطمينات إلى أهالي القرى الدرزية في المنطقة، ونبههم لضرورة وقوفهم على الحياد والامتناع عن خوض المعارك إلى جانب قوات النظام.