تواصلت المواجهات العنيفة أمس على الأطراف الشمالية لمدينة حلب بعدما طردت كتائب المعارضة القوات الحكومية والموالين لها من معظم أرجاء قرية حندرات التي كان النظام يستخدمها منطلقاً لمحاولة لفرض طوق على عاصمة الشمال السوري. كما شهدت جبهة درعا في الجنوب السوري سخونة مماثلة وسط غارات مكثفة شنتها الطائرات الحكومية، في حين هاجمت المعارضة مواقع جبلية للنظام في ريف اللاذقية في شمال غربي البلاد وتمكنت من السيطرة على بعضها بعد أيام من تحقيق القوات الموالية للحكومة تقدماً في تلك المنطقة. ففي محافظة حلب، أشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى قصف الطيران المروحي ببرميل متفجر منطقة في مزارع أرض الملاح بالتزامن مع «اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية من طرف، وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني من طرف آخر في حي الخالدية شمال حلب، ترافق مع قصف من الكتائب المقاتلة بعدد من القذائف المحلية على تمركزات لقوات النظام والمسلحين الموالين لها». وجاء ذلك فيما استمرت «الاشتباكات العنيفة بمحيط قرية حندرات بريف حلب الشمالي، بين جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) والكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة أنصار الدين من طرف، وقوات النظام مدعمة بمسلحين موالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من طرف آخر». وفي محافظة إدلب المجاورة، ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على مدينة معرة النعمان أدت إلى مقتل امرأة ورجل على الأقل، كما توفيت امرأة أخرى في المدينة متأثرة بجروح أصيبت بها جراء قصف للطيران المروحي قبل يومين، وفق «المرصد»، الذي لفت أيضاً إلى تنفيذ الطيران الحربي غارتين على قرية طلب بمحيط مطار أبو الظهور العسكري والذي تحاصره «جبهة النصرة» وكتائب إسلامية أخرى منذ أكثر من عامين. وفي إدلب أيضاً، قال «المرصد» إن «جبهة النصرة اعتقلت (أول من) أمس رجلين اثنين في بلدة الدانا ومدينة حارم القريبتين من الحدود السورية- التركية، كما ألقى الطيران المروحي صباح اليوم (أمس) برميلين متفجرين على مناطق في بلدة الهبيط بريف إدلب الجنوبي». أما في محافظة اللاذقية، فقد سجّل «المرصد» وقوع «اشتباكات عنيفة منذ صباح اليوم (أمس) بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، ومقاتلي الفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى في قمة النبي يونس ومحيط بلدة سلمى بجبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي، ترافق مع تنفيذ الطيران الحربي غارتين على مناطق في بلدة سلمى... وسط قصف للكتائب الإسلامية على تمركزات لقوات النظام في منطقة جب الغاز بريف اللاذقية الشمالي وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها». أما وكالة «مسار برس» المعارضة، فأوردت من جهتها أن «كتائب الثوار شنت اليوم الثلثاء (أمس) هجوماً على عدد من مواقع قوات الأسد في جبل الأكراد بريف اللاذقية، وسط قصف جوي من الطيران الحربي على أماكن تواجد الثوار في المنطقة». وأوضحت أن هجوم المعارضة استهدف «قمة النبي يونس التي تسيطر عليها قوات الأسد والميليشيات الداعمة لها، حيث دارت اشتباكات بين الجانبين في محيط القمة أسفرت عن سيطرة الثوار على منطقتي كتف الجلطة وتلة الشيخ محمد... والمعارك لا تزال مستمرة في منطقتي كتف مريشود وعين الجوزة». وأشارت إلى أن الاشتباكات بين الطرفين «أسفرت عن تدمير عدد من الآليات والمدافع لقوات الأسد، كما تمكن الثوار من تدمير رشاش على قمة النبي يونس بعد استهدافه بقذائف الهاون». ولفتت الوكالة إلى أن «هجوم كتائب الثوار على قمة النبي يونس يأتي بعد أيام من سيطرة قوات الأسد والميليشيات الداعمة لها على قرية وجبل دورين التي تتمتع بأهمية استراتيجية كبيرة حيث تعد البوابة إلى مناطق سيطرة الثوار في ريف اللاذقية، وتطل مباشرة على بلدة سلمى». وكانت قوات النظام أعلنت الخميس الماضي إطلاق معركة باسم «لبيك يا سورية» للسيطرة على مناطق في جبل الأكراد، في حين رد الثوار بإطلاق معركة باسم «لبيك يا الله». وفي وسط البلاد، أعلن «المرصد» أن قوات النظام قصفت مناطق في مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي ومناطق أخرى في قرية السعن بالريف الشمالي أيضاً، كما دارت اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم «الدولة الإسلامية» من جهة أخرى في المنطقة الواقعة شمال غربي قرية أم التبابير بريف حمص، من دون معلومات عن خسائر بشرية. كما ذكر «المرصد» أن «مسلحين مجهولين» اغتالوا أول من أمس عضو قيادة فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في بلدة القريتين بريف حمص الشرقي، مشيراً أيضاً إلى وقوع «اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها وعناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» في محيط منطقتي جزل وجبال شاعر بريف حمص الشرقي ومعلومات عن تقدم لقوات النظام في منطقة جزل وسيطرتها على أجزاء واسعة منها». أما في محافظة حماة، فلفت «المرصد» إلى قصف قوات النظام قرية الدمينة بريف المحافظة الجنوبي. وفي دمشق، أشار «المرصد» إلى «تعرض مناطق في مخيم اليرموك لقصف من قوات النظام، ما أدى إلى مقتل عدد من الأشخاص بينهم قيادي في جبهة النصرة (...) بينما دارت اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى، بالقرب من مخيم اليرموك، فيما سمع دوي انفجار في حي القدم ناجم عن انفجار مستودع ذخيرة لقوات النظام إثر استهدافه، ما أدى إلى مقتل وجرح نحو 10 عناصر من قوات النظام ومعلومات أولية عن آخرين، كذلك دارت اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من طرف آخر في حي التضامن، وسط قصف لقوات النظام على منطقة الاشتباك». أما في محافظة ريف دمشق، فقال «المرصد» إن صاروخاً يُعتقد أنه من نوع أرض- أرض سقط بعد منتصف ليلة الإثنين- الثلثاء على منطقة بالغوطة الشرقية، كما أشار إلى أن الطيران الحربي نفّذ ثلاث غارات على مناطق في بلدة بيت سحم بريف دمشقالجنوبي، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى وربما قتلى أيضاً. وكانت البلدة شهدت خلال الأيام الماضية اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية من جهة، و «جبهة النصرة» (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من طرف آخر، وأسفرت عن قتلى في صفوف الطرفين. وأشار «المرصد» أيضاً إلى قصف الطيران الحربي «مناطق في جرود القلمون الغربي... في حين سمع دوي انفجار عنيف في منطقة التل ناجم عن انفجار سيارة ومعلومات أولية عن خسائر بشرية». وكانت سيارة مفخخة انفجرت في 13 شباط (فبراير) الماضي في منطقة حرنة الغربية قرب التل وأوقعت ستة قتلى. جنوب سورية وشهدت محافظاتجنوب سورية سخونة ملحوظة أيضاً، وسط تكثيف النظام غاراته على مناطق سيطرة المعارضة، ففي محافظة درعا، أفاد «المرصد» بأن قوات النظام «قصفت مناطق في درعا البلد بمدينة درعا... في حين ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على مناطق في مدينة أنخل وبلدات وقرى كحيل وإبطع والفقيع وعتمان والشيخ مسكين وداعل والمال وعقربا والطيحة وأماكن أخرى في محيط بلدة كفرشمس الواقعة في ريف درعا الشمالي الغربي، والتي تشهد منذ أسابيع قصفاً جوياً مستمراً ومتجدداً واشتباكات عنيفة بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من طرف وحزب الله اللبناني مدعماً بمقاتلين إيرانيين وقوات النظام من طرف آخر، في محاولة من الطرف الأخير لاستكمال السيطرة على مثلث ريف دمشق الغربي- ريف القنيطرة- ريف درعا الشمالي الغربي». كذلك أشار «المرصد» إلى مقتل رجل من بلدة قرفا تحت التعذيب داخل سجون قوات النظام، في حين استهدفت الكتائب الإسلامية تمركزات لقوات النظام في محيط بلدة عتمان و «أنباء عن قتلى وجرحى في صفوفها». وعلى صعيد منفصل، ذكر «المرصد» في تقرير آخر من محافظة درعا، أن اشتباكات دارت ليل الأحد «بين حركة إسلامية ولواء مقاتل في منطقة طفس». وأوضح «أن الاشتباكات اندلعت على خلفية سيطرة الحركة الإسلامية على مقر للواء المقاتل، واتهامات للواء المقاتل بقتل شخصية بارزة في الحركة الإسلامية، ولم ترد معلومات عن الخسائر البشرية بين الطرفين». أما في القنيطرة، فقد قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدتي أم باطنة ومسحرة بالقطاع الأوسط في ريف المحافظة، على ما ذكر «المرصد». وفي محافظة السويداء في الجنوب السوري، ذكر «المرصد» أن مسلحين مجهولين أطلقوا النار على سيارة بين قريتي الدويرة وحران بريف السويداء ما أدى إلى إصابة شاب بجروح.