تشهد المنطقة الشرقية بإذن الله تعالى، استمرار الأجواء المغبرة اليوم الخميس، حيث يشتد عصف الرياح الشمالية الغربية (البوارح)، ويُتوقع انخفاض الحرارة في اليومين القادمين 5 و7 درجات، وتسجل في مدينة الدمام بداية الأربعينيات، بعد ارتفاعات متواصلة خلال 3 أيام الماضية اقتربت من 50 درجة مئوية، وذلك نتيجة سرعة الرياح التي تؤدي ايضا الى تدنٍ في مدى الرؤية الافقية، وخاصة بالشمال الشرقي في اليوم الثاني على التوالي، وفي الطرق السريعة بين المدن والمحافظات، الذي يستوجب الحذر من قائدي السيارات، وتنشأ هذه الرياح بسبب فوارق الضغط الجوي بين المناطق الشمالية الغربية وحوض شرق المتوسط والجنوب الشرقي وصحراء الربُع الخالي، وتنشط بسرعات عالية تتجاوز 55 كيلو مترا في الساعة، تستمر حتى غد الجمعة، وتنحسر خلال 48 ساعة، ثم تعاود هجماتها منتصف الاسبوع المقبل بمشيئة الله، الذي يعني فترات متباعدة وفق المعتاد بموسمها صيفاً، ويمتد تأثيرها الى المنطقة الوسطى وأجزاء من الشمالية بنسب متفاوتة، إضافة للشرقية متميزة بكثافة الغبار والأتربة، واضطراب الأمواج في مياه الخليج العربي بارتفاع الى ثلاثة أمتار، ويعد معيقا للملاحة والصيد والرياضات البحرية بأنواعها خلال هذه الفترة. وطبقا لمؤشرات متابعة الأحوال الجوية الراهنة، فإن المنطقة الشرقية تتساوى في شدة الحرارة مع الوسطى، وذلك نتيجة طول فترة الإشعاع الشمسي ونهار تقترب مدته من 14 ساعة، وتكون الدرجات مرتفعة في الليل أيضا، وبالتالي قوة نفث الحرارة من جوف الارض الذي يضاعف من الإحساس بالحر، فيما يعد صيف هذا العام من المواسم شديدة الحرارة، حيث تشرق الشمس مبكراً وتغرب متأخرة، وذلك لبلوغ ميلها الأعظم فينعدم الظل وتتعامد الأشعة، فتبلغ درجة الحرارة مستوىً لا يطاق وخاصة إذا سكنت الريح وتخلقت السحب الكاتمة للجو، ويساعد السَموم تدريجيا بدخول (مربعانية القيظ) في تكوين طقس مرهق خاصة بمنطقة الخليج العربي وما جاورها، وهي ضمن الفترات الجافة والخالية من الأمطار، عدا السواحل التي ترتفع بها الرطوبة في نهاية الاسبوع الجاري، مع توقعات بمعدلات حرارة أعلى من الأعوام السابقة، وتقاس بالمؤثرات الجوية وما قد يطرأ عليها من ظروف قادمة بإذن الله، ويشير ذلك إلى استمرار الارتفاع تباعاً خلال شهري يوليو وأغسطس، إضافة إلى سيطرة منخفض الهند الموسمي على حالة الطقس في الأجواء ويشمل ذلك معظم مناطق المملكة، باستثناء المرتفعات في الجنوب الغربي حيث يميل الطقس إلى الاعتدال. من جهته، أشار الباحث الفلكي سلمان آل رمضان، إلى أن مربعانية القيظ، توافق الاسبوع الأول من شهر يونيو، الذي يعد أول أشهر الصيف حتى تظهر الثريا لاحقا، وطالعها الذي هو النجم الثاني في نوء مربعانية القيظ، بين أشهر العناقيد النجمية المعروفة التي تشاهد شرقا الأحد القادم (تسبق أو تتأخر بزمن يسير) وفقا للحسابات الفلكية، وفي توقيتها التقريبي ترتفع درجات الحرارة، وتجلب الرياح الشمالية (البوارح) الغبار أحيانا، كما تنعدم فرص الأمطار بالخليج في العشرة التاسعة بعد المائتين من سنة سهيل التي بدأت الأحد الماضي، وربما تبقَى فرص الهطولات بمشيئة الله، على المناطق الجنوبية والجنوبية الغربية، موضحا أن تسمية المربعانية، لأن مدتها 40 يوماً متزامنة بالحر اللاهب، فيما تؤخذ علاماتها التقريبية بملامح عديدة تدل على دخولها، ومن ذلك ظهور نجوم الثريا ونضج بعض الثمار، فارتبطت بما يسمى طباخ التمر والعنب موسما معروفا منذ القديم في واحة القطيف، ولها العديد من التسميات بدلالتها الطقسية والزراعية، ويستمر بأيامها هبوب رياح غير مستقرة مثيرة للغبار حتى منتصف شهر يوليو، لذلك فإن فرص تقلبات الجو ما زالت متوافرة، فيما تكون طبيعة البوارح انها تنشط مع طلوع الشمس ويشتد عصفها بالتدريج مع اشتداد الحرارة، ثم تهدأ مع غياب الشمس ويترسب الغبار على الأشياء.