جولة الإياب في دور ال 16 انتزعت الآهات في كل من الدرة والجوهرة وتحقق الفوز المستحق في كلا الملعبين، ولكن النتيجة النهائية كانت تأهلا مفرحا للهلاليين، وخروج محزن للأهلاويين؛ ليبقى الزعيم ممثلنا الوحيد في دور ال 8 لهذه البطولة التي استعصت علينا كثيراً! كان واضحاً للعيان منذ اللحظة الأولى أن نفط طهران فريق ليس سهلاً، فهو يدافع بقوة ووسطه متماسك، وإن لم يكن يعير الهجوم بالاً إلا أنه كان خطيراً في مرتداته ونجح في تسجيل هدف من كرة ثابتة جعلت الجميع يعتقد أن المباراة انتهت، ولكن السومة ورفاقه ردوا بسرعة وبهدفين جعلت مهمة الأهلي تبدو أسهل في الشوط الثاني، ولكن الهدف الثالث لم يحضر برغم المحاولات والفرص التي لا تحصى، دون إغفال أن الفريق الإيراني لاحت له 4 فرص خطيرة، كانت من الممكن أن تنهي المباراة مبكراً، لكن الإثارة والشد وإضاعة الوقت الاحترافي كانت حاضرة حتى صافرة الكوري الذي أغفل لمسة يد واضحة ومتعمدة لمدافع نفط طهران، حرمت الأهلي من ركلة جزاء مستحقة في منتصف الشوط الثاني. ولا يمكن إغفال التغيير الخاطئ لجروس بإخراج المؤشر والذي عطل الجبهة اليسرى تماماً وألغى فعالية عبدالشافي الهجومية، وفي النهاية كان لا بد من الخروج المر والحزين لنجوم الأهلي الذين لم يدخروا جهداً طوال دقائق المباراة! (.. ثلاثة.. خلصها الزعيم والله العظيم) كلمات صدح بها صوت المعلق الحربي مع تسجيل الدوسري للهدف الثالث، والذي أكد معه الهلال تأهله لدور ال 8 وهزم الظروف والحكم وبيروزي في آنٍ واحد، ورد دين هزيمته غير المستحقة في طهران، وأعلن وجوده ضمن رباعي الغرب الآسيوي كالفريق الوحيد الذي يكرر هذا الوجود في هذا الدور للمرة الثانية على التوالي، بعد خروج العين والسد، وكما ذكرت في المقال السابق أن الهلال يحتاج قليلاً من الحظ، وقد كان بأن لم يسجل بيروزي من الهجمات القليلة التي سنحت له، ويحتاج قليلاً من العدل وقد كان باحتساب المساعد لركلة جزاء بعد تطنيش الحكم لثلاث في الشوط الأول، ويحتاج قليلاً من الهلال وهذا ما حدث في الهدفين الأول والثالث بتمريرات سحرية ذكرتنا بذلك الهلال! مبروك للزعيم وحظاً أوفر للأهلي، وجميعاً ستكون قلوبنا وراء الهلال لمواجهة خصومه في دور ال 8! شكراً لجمهور الهلال الذي ساند فريقه وقدم (تيفو) مزدوجا جميلا وقد كان رد اللاعبين لهم رائعاً باللعب بهدوء وتحقيق النصر المنشود! شكراً لجمهور الأهلي والذي ساند نجومه طوال دقائق المباراة، وعاش أوقاتاً عصيبة مع كل هجمة ضائعة ومع هذا استمر في مؤازرة لاعبيه حتى النهاية وأخذ يردد (يا شين الفوز اللي بطعم الخسارة) ولهم أقول «ما قصرتوا»!