الكلمة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- حملت مضامين عديدة في الشأن المحلي وفي السياسة الخارجية والتصدي لأسباب الاختلاف ودواعي الفرقة، والقضاء على كل ما من شأنه تصنيف المجتمع بما يضر بالوحدة الوطنية كما قال «فأبناء الوطن متساوون في الحقوق والواجبات». ففي الشأن المحلي تطوير الأداء الحكومي في الصحة والتعليم وتوفير السكن الملائم، وهي ركائز بناء الإنسان عبر معادلة التعليم والصحة والسكن. وفي السياق المحلي أكدت الكلمة الضافية على التصدي لأسباب الاختلاف ودواعي التفرقة، وأن لا فرق بين مواطن وآخر ولا منطقة وأخرى، فالوطن واحد والمواطن واحد. وفي الشأن الخارجي أكدت على استمرار النهج في المساهمة بفاعلية في وضع حلول لقضايا العالم. واستمرار المملكة في الالتزام بالمعاهدات والاتفاقيات والمواثيق الدولية. كما حملت كلمة خادم الحرمين الشريفين رسائل عديدة للوزراء وللإعلام ولرجال الأمن ولرجال الأعمال وللطلبة، ففي سياق الوزراء أكد -حفظه الله- على أن الجميع في خدمة المواطن الذي هو محور اهتمامه، ولرجال الأمن بأنهم محل القلب وستعزز قدراتهم لحماية الوطن والمواطن، ولرجال الأعمال مطالبته بواجب الإسهام بمبادرات واضحة في مجالات التوظيف، وللطلبة «أنتم استثمار المستقبل وأن الوطن ينتظر منكم الكثير». ولعل رسالته للإعلام في أداء دوره الكبير في دعم التصدي لأسباب الاختلاف والفرقة رسالة واضحة لأهمية تلاحم وتضافر الجهود لبناء وتعزيز هذا الكيان الكبير، كما أن الرسائل جميعها تنطلق بأهمية تعزيز مقومات الاوطان؛ انسجاما مع التغيرات الاجتماعية والدولية العديدة وظروف المنطقة والتحديات. لقد جاءت كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان لتؤكد أن المملكة تأخذ من سياستها الداخلية التي يأتي المواطن في أولويتها وفي سياستها الخارجية على نهج المؤسس -رحمه الله- طريقا واضحا لا يقبل المراهنات ولا المزايدات.. هكذا كانت المملكة، وهكذا كان الملك سلمان واضحا كل الوضوح.