كشف عبدالعزيز جباري القيادي في حزب العدالة والبناء اليمني أسرار خروج الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من صنعاء ووصوله إلى عدن برغم وجود حراسات حول البيت، ونقل عن هادي أثناء استقباله الخميس عددًا من قادة القوى السياسية القول: «أنا خرجت من الحوش الغربي بسيارة فيها ثلاثة أشخاص فقط، ومررنا بطرق غير معبدة من سيارة لسيارة ومن مهرب إلى مهرب حتى وصلنا إلى عدن، وأعتبر خروجي ووصولي عدن نصراً لأبناء اليمن الطيب الكريم ونصراً للسلم والأمن وليس للحرب والخراب»، وعن سبب استقالته قال: «بعد الهجوم على دار الرئاسة ومنزلي تقدم الحوثيون بطلب إصدار حوالي مائة وثلاثين قرارًا من نائب رئيس جمهورية، ونائب رئيس حكومة، ونواب الوزراء ورؤساء الجهاز المركزي للرقابة والأمن السياسي والأمن القومي، وغيرها من المواقع، وعندما قدم الطلب صالح الصماد قال هذا الطلب غير قابل للنقاش، فقال الدكتور الإرياني هذا يعتبر البلاغ رقم واحد. قالت مصادر يمنية: إن هناك اتفاقًا شبه تام بين غالبية المكونات السياسية اليمنية على نقل الحوار إلى تعز بدلًا من صنعاء التي ترزخ تحت احتلال الانقلابيين الحوثيين، وتحولت عدن إلى عاصمة سياسية ما يشكل نقطة تحول في إعادة العملية السياسية إلى مسارها، فبعد أن انتقل لها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي واستئناف سفيري المملكة وقطر عملهما في عدن واستقبال الرئيس هادي للمبعوث الأممي الخميس- التقى الرئيس اليمني بمحافظ مأرب سلطان العرادة الذي تمكن من الوصول صباح أمس. وقال العرادة لوكالة الأناضول قبل اجتماعه بهادي: إنه طلب لقاء الرئيس لمناقشة تطورات الأوضاع الراهنة التي تمر بها البلاد. لقاءات عدن وفي عدن أيضًا التقى قادة من الحراك الجنوبي بالمبعوث الأممي جمال بن عمر، وقال مصدر من الحراك: إن الوفد أكد لابن عمر رفض الجنوبيين نقل العاصمة إلى عدن بسبب سيطرة جماعة الحوثي على صنعاء. وأبلغوا الموفد الأممي بأنهم يرفضون نقل «صراع القوى اليمنية» إلى عدن. كما جدد وفد الحراك الجنوبي مطالبته بانفصال جنوب اليمن عن بقية البلاد. وشهدت مدينة البيضاء وسط اليمن مسيرة رافضة أمس لانقلاب جماعة الحوثيين على العملية السياسية في البلاد، وذلك بعد مظاهرة مماثلة في ذمار. ورفع المحتجون شعارات مؤيدة للشرعية التي يمثلها في نظرهم الرئيس عبدربه منصور هادي، وطالبوا باستعادة هيبة الدولة وسلطتها الشرعية. كما طالبوا هادي بالإسراع في إصدار قرارات ضد «إجراءات الحوثيين الانقلابية» وباستكمال العملية السياسية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وحثوه على إخراج مسلحي الحوثي من البيضاء والمدن التي سيطروا عليها بقوة السلاح. وتعليقًا على تحول الثقل السياسي إلى عدن والمقاطعة الدولية لصنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون قال المحلل السياسي والعسكري العميد الركن ثابت حسين لوكالة فرانس برس: «لقد انتقل مركز الثقل السياسي والدبلوماسي إلى عدن» معتبرًا «أن ذلك يمكن أن يشكل نقطة تحول في إعادة العملية السياسية إلى مسارها بعيدًا عن ضغط الحوثيين الذي يبقون بالرغم من ذلك جزءًا من الحوار. وحول ما إذا كان هادي سيعلن عدن عاصمة مؤقتة للبلاد قال المحلل: إن ذلك ليس بالأمر السهل. فمن جهة يواجه هادي في الجنوب موقف الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال عن الشمال والذي لا يريد أن تكون عدن عاصمة لليمن الموحد بل عاصمة لدولة الجنوب التي يطالبون بإقامتها، ومن جهة أخرى لا يريد الرئيس أن يستفز الجمهور الشمالي. وقال حسين: «الرئيس متريث ويريد أن يتخذ الحوثيون من هذا إعلان حجة للحشد باتجاه الجنوب». وذكر أن عدن تتمتع بموجب الدستور بصفة «عاصمة اقتصادية» وهي «بمثابة عاصمة ثانية» للبلاد. اجتماع الخميس من جهته كشف عبدالعزيز جباري القيادي في حزب العدالة والبناء اليمني عن الساعات الأخيرة التي سبقت الاستقالة التي تقدم بها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وأسرار انتقاله من صنعاء إلى عدن. وقال جباري خلال تدوينة له عبر صفحته الرسمية على موقع «فيس بوك»: إن الرئيس أخبرهم أن الشرعية الدستورية قائمة، وأن ما حصل في صنعاء انقلاب كامل الأركان ويجب إعادة الأمور إلى مكانها الصحيح، وأن زمن استخدام السلاح انتهى، ونحن في زمن القرن الواحد والعشرين زمن المنطق والعقل». وأضاف جباري نقلًا عن حديث الرئيس معهم الخميس وأهم ما قاله لهم: «ونقول للحوثيين: يدنا ممدوده لكم. اطرحوا السلاح واخرجوا من مؤسسات الدولة وتحاوروا معنا بالمنطق والحجة ونحن مستعدون أن نصل وإياكم إلى حلول ترضي كل اليمنيين». وحول سؤاله عن سبب استقالته قال: «بعد الهجوم على دار الرئاسة ومنزلي تقدم الحوثيون بطلب إصدار حوالي مائة وثلاثين قرارًا من نائب رئيس جمهورية، ونائب رئيس حكومة، ونواب الوزراء ورؤساء الجهاز المركزي للرقابة والأمن السياسي والأمن القومي، وغيرها من المواقع، وعندما قدم الطلب صالح الصماد قال: هذا الطلب غير قابل للنقاش، فقال الدكتور الإرياني: هذا يعتبر البلاغ رقم واحد، فأجابه المشاط البلاغ موجود، وأبلغني رسالة من عبدالملك الحوثي إذا لم تذع هذه القرارات الساعة التاسعة مساءً، فإنه غير مسؤول عما سيحدث، قلت له: «ما يهمك الساعة التاسعة بيصير خير». وأضاف على لسان الرئيس هادي: «طلبت المستشارين ورئيس مجلس النواب وقدمت استقالتي المسببة إلى مجلس النواب بحسب الدستور، وقلت لهم: أرجوكم لا أحد يناقشني في موضوع الاستقالة، وأرسلتها لوكالة سبأ ولكنها لم تذعها بسبب سيطرة الحوثيين عليها».