حوّلت جماعة الحوثي المسلحة معسكراً يتبع قوات الجيش الى معتقل لسجن معارضيها. وكان مسلحو الحوثي قد بسطو سيطرتهم على معسكر قوات الفرقة الاولى مدرع المنحلة التي كان يقودها اللواء علي محسن الاحمر بعد مواجهات عنيفة بين قوات الاحمر ومسلحي الحوثي انتهت بسيطرة الحوثي على صنعاء في 21 سبتمبر الفائت، منذ ذلك اليوم حولت الجماعة المعسكر الذي يتوسط مدينة صنعاء الى موقع لتدريب افرادها وغرف عمليات لإدارة المعارك في المحافظات القريبة كما حولت بعض المباني الى معتقلات لسجن العشرات من المعارضين للجماعة فيها. وقال معتقل سابق في حديث ل(اليوم) انه تم اعتقاله اثناء مشاركته في المظاهرات الغاضبة والمعارضة للانقلاب الحوثي في ساحة التغيير بالقرب من جامعة صنعاء ونقل الى سجن خاص في معسكر الفرقة مع ثلاثة شباب اخرين. الشاب الذي تم سجنه في معسكر الفرقة وأفرج عنه بعد وساطات قبلية رفض الكشف عن هويته خوفاً من تعرضه للأذى، كشف عن وجود العشرات من الشباب المعارضين لجماعة الحوثي في سجون سرية تم تخصيصها في معسكر الفرقة لا احد يعرف عنهم شيئاً ويتعرضون للتعذيب والممارسات غير الانسانية. وأصدر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في العام 2013م قراراً يقضي بتحويل معسكر الفرقة الى حديقة عامة تحت اسم 21 مارس، لكن اجتياح جماعة الحوثي المسلحة العاصمة صنعاء في سبتمبر الماضي تم استبدال اسم الحديقة الى «21 سبتمبر كرمز لانتصار الجماعة»، التي عمدت الى اقامة الاحتفالات الجماهيرية الخاصة بها فيها. الى ذلك، لقي ضابط في جهاز الأمن اليمني صباح امس الثلاثاء مصرعه في مدينة الحوطة عاصمة لحج جنوب اليمن برصاص مسلحين مجهولين يستلقان دراجة نارية، يعتقد ارتباطهما بتنظيم القاعدة. وقال مصدر طبي في حديث ل(اليوم) ان العقيد سيف زيد الشعبي وصل الى المستشفى وقد فارق الحياة اثر تلقيه اربع رصاصات من مسدس شخصي تم اطلاقها على رأسه وصدره بشكل مباشر. ويعمل العقيد سيف الشعبي مديراً لمكتب مدير أمن محافظة لحج. صرح احد مساعدي الرئيس اليمني أمس الثلاثاء ان عبدربه منصور هادي غير موقفه وتراجع رسميا عن استقالته بعد افلاته من مراقبة الحوثيين الشيعة الذين يحاصرون مقر اقامته في صنعاء. وكان هادي استقال في يناير بعد مواجهات استمرت اياما في صنعاء هاجم خلالها الحوثيون القصر الرئاسي وطوقوا مقر اقامته. وتمكن هادي من الفرار من مكان اقامته الجبرية التي فرضت عليه منذ استيلاء الحوثيين على القصر الرئاسي في 20 يناير. وكان قدم استقالته بعد ذلك بيومين هو ورئيس الوزراء خالد بحاح في قرار كرس سيطرة الحوثيين الكاملة على صنعاء. وفور وصوله الى عدن التي تعد معقلا لانصاره، بدأ هادي ممارسة النشاطات السياسية واعتبر ان كل القرارات التي اتخذها الحوثيون منذ احتلالهم صنعاء في 21 سبتمبر «باطلة ولا شرعية لها». وكتب هادي في رسالة الى البرلمان «نود أن نطلعكم أننا نسحب استقالتنا التي تقدمنا بها إلى مجلسكم الموقر». وأضاف هادي: «نأمل منكم ايها الأخوة النواب أن تتعاونوا معنا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وإعادة تطبيع الأوضاع الأمنية والاقتصادية في جميع محافظات الجمهورية وإنجاز ما جاءت به مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وتطبيقها على الأرض». سياسياً، قال أمين عام حزب العدالة والبناء عبدالعزيز جباري في تصريح مقتضب ل(اليوم) ان الاحزاب السياسية اليمنية ستتوجه الى مدنية عدن مساء اليوم - امس الثلاثاء - للقاء الرئيس عبد ربه منصور هادي، وبحث استئناف الحوار بعد خروجه من صنعاء. وعن الاعتقالات التي طالت بعض الوزراء في حكومة بحاح كانوا في طريقهم الى عدن، قال جباري: هذه تصرفات «غير مبررة من الحوثي» ولم تمنع اي تحرك نحو حوار جديد في عدن او تعز والخروج بحلول مرضية لجميع ابناء اليمن. من جانبه أكد امين عام التنظيم الناصري عبدالله نعمان في حديث خاص ل(اليوم), ان التنظيم الناصري لا يزال على موقفه الرافض للحوار تحت سقف الإعلان الدستوري بوجود جماعة الحوثي، وقال «نحن مع الحوار في عدن او تعز او اي مدنية اخرى يتم تحديدها». وتابع نعمان، كانت تدور حوارات صنعاء حول الفراغ في السلطة، وجاء خروج الرئيس هادي الى عدن بإسقاط كل تلك الحوارات. وبحسب نعمان لدى التنظيم الناصري اجندة خاصة لوضعها على طاولة الحوار منها «وجود آليات جديدة لادارة البلد من قبل الرئيس هادي منها عدم تدخل اقاربه في الحكم وتعيين شخصيات نزيهة في ادارة المؤسسات الرسمية لضمان سد اي ثغرات للفساد».