لم يكن الحدث الذي يعود تاريخه إلى عام 2006 عاديا أبدا، حين دخلت أستراليا في المنظومة الكروية الآسيوية، وبات اتحادها عضوا في الاتحاد الآسيوي؛ لأن انعكاسات هذا القرار أصابت المنتخبات العربية في القارة الصفراء إصابات مباشرة وموجعة. فقبل ثمانية أعوام، وافق الاتحاد الآسيوي برئاسة القطري محمد بن همام -آنذاك- على انضمام الاتحاد الاسترالي إلى عضويته، فخرجت أصوات تعتبر أن الدخول الاسترالي في البطولات الآسيوية سيكون على حساب المنتخبات العربية، وتحديدا في تصفيات كأس العالم. قد تكون كأس آسيا أو حتى بطولة دوري أبطال آسيا، نالت قسطا أكبر من الاهتمام الإعلامي الإنجليزي الذي ركز على المشاركات الأسترالية، لكن وقائع هذه التجربة الأسترالية القصيرة حتى الآن تثبت بما لا يدع أي مجال للشك أن الضحية الأكبر هي المنتخبات العربية، التي فشلت بالتأهل الى نهائيات المونديال، وأيضا بترك اي بصمة في كأس آسيا الماضية بالعاصمة القطرية الدوحة عام 2011. وبعرض سريع للسنوات الماضية، يمكن ملاحظة أن منتخب أستراليا الذي ينتشر لاعبوه في اندية اوروبية، أبرزها بانجلترا، حجز مقعده في مونديال جنوب افريقيا 2010 مباشرة مع اليابان وكوريا الجنوبية وكوريا الشمالية، وفشلت البحرين في الملحق بسقوطها امام نيوزيلندا، ثم كرر منتخب الكانجورو الامر ذاته بتأهله الى مونديال البرازيل 2014 مباشرة مع اليابان وكوريا الجنوبية وايران، وخاض الأردن الملحق أمام الأورجواي وفشل في التأهل. أما على صعيد كأس آسيا، فإن الدورة الوحيدة التي اقيمت حتى الآن بعد انضمام منتخب استراليا إليها كانت في الدوحة مطلع عام 2011، حين سجلت المنتخبات العربية نتائج متفاوتة بعضها كان متواضعا جدا ايضا، لكن في المقلب الاخر حيث وصلت استراليا إلى المباراة النهائية، وكانت ندة قوية لليابان التي فرضت نفسها في الأعوام الماضية زعيمة لآسيا. هذه الأمثلة قد تكون كافية لكي تدرك المنتخبات العربية صعوبة مهمتها في الاراضي الاسترالية الشاسعة، ولكن للأسف فإن مستوياتها الفنية لا تسمح لها حاليا برفع سقف التحدي، وتأكيد انها لن ترضى بأن يسحب البساط من تحتها وبأنه يجب ان تحسب لها الحسابات، وربما يكون المنتخب الاماراتي الاكثر جهوزية من الناحية الفنية والافضل حضورا على صعيد المهارة الفردية والخطط الكروية المستديرة؛ ليعيد الى المنتخبات العربية ثقتها ومكانتها في القارة الاسيوية، وقد يواصل ايضا المنتخب القطري تألقه كما فعل في "خليجي 22" قبل نحو شهرين، لكن المنافسة على اللقب تبقى صعبة المنال في الفترة الراهنة.