تحتضن أستراليا النسخة ال16 من كأس آسيا لكرة القدم لأول مرة في قارة أوقيانيا بين 9 و31 يناير الجاري في أكبر تظاهرة كروية قارية يشارك فيها تسعة منتخبات عربية من أصل 16 وهو عدد غير مسبوق. وستكون المرة الأولى التي تحتضن فيها سادس أكبر دولة في العالم النهائيات بعد انضمامها إلى كنف الاتحاد الآسيوي عام 2006 بعد نحو 40 عاما من المشاركات الأوقيانية. وتعد كرة القدم رياضة هجينة في أستراليا، لا بل تعرض ممارسوها القادمون من أوروبا لإهانات عنصرية، لكنها ستفتح ملاعب أبرز مدنها أمام كرة القدم لثلاثة أسابيع، بعد أن قدمت في السنوات الماضية نجوما مميزين على غرار تيم كاهيل وهاري كيويل ومارك شفارتسر. نجحت كأس آسيا في استقطاب الاهتمام في كافة أرجاء القارة، إذ يشارك فيها أفضل 16 منتخبا كل أربع سنوات. وبعد عامين من تأسيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عام 1954، أقيمت النسخة الأولى من البطولة في هونج كونج بمشاركة سبعة منتخبات في التصفيات من الدول ال12 المؤسسة للاتحاد. شهدت البطولة الآسيوية دخول المنتخبات العربية إلى منافساتها في البطولة الخامسة في تايلاند 1972 وذلك بعد أن نجحت الاتحادات الوطنية العربية في إبعاد إسرائيل عن عضوية الاتحاد الآسيوي. وشهد عام 2007 أيضا الظهور الأول لمنتخب أستراليا في البطولة الآسيوية، بعد انضمامها إلى أسرة الاتحاد الآسيوي، حيث بلغ الدور ربع النهائي. ثم بعد أربع سنوات بلغت أستراليا المباراة النهائية عام 2011 في قطر قبل أن تخسر أمام اليابان صفر/1 بعد التمديد. مواجهات صعبة للعرب ولم ترحم القرعة التي سحبت في سيدني في 26 مارس الماضي، المنتخبات العربية وأوقعتها في مجموعات صعبة، أقواها الأولى الحديدية التي ضمت عمانوالكويت مع أستراليا وكوريا الجنوبية ثالثة النسخة الماضية. وأوقعت القرعة ثلاث منتخبات خليجية هي الإماراتوقطر والبحرين في المجموعة الثالثة إلى جانب إيران.وكان المنتخبان البحريني والقطري التقيا في التصفيات وتصدر الأول المجموعة أمام الثاني. كما أن الإماراتوقطر وقعتا في مجموعة واحدة في النسخة الأخيرة في قطر عندما فشلا في بلوغ الدور الثاني حيث حلت الإمارات ثالثة (ثلاث نقاط) وقطر رابعة في المجموعة الثانية (نقطتان)، والأمر ذاته في نسخة 1980 في الكويت، وفازت قطر 2/ صفر وودعا معا من الدور الأول. ولعبت قطر مع إيران في النهائيات عام 1998 في الدوحة وفاز الضيوف 2/صفر في الدور الأول. وجاءت السعودية حاملة اللقب ثلاث مرات في المجموعة الثانية إلى جانب أوزبكستان التي بلغت الملحق الآسيوي المؤهل إلى المونديال، والصين وصيفة بطلة 2004 على أرضها، وكوريا الشمالية بطلة كأس التحدي الآسيوي لعام 2012. وكانت السعودية وقعت في مجموعة واحدة مع أوزبكستان في نسخة 2000 التي خسرت مباراتها النهائية أمام اليابان. والتقت السعودية والصين في نسختي 1988 وفازت السعودية 1/صفر و1992 في اليابان وتعادلا 1/1. ويتطلع المنتخب السعودي إلى لقبه الرابع تحت إشراف مدربه الجديد الروماني كوزمين الذي تعاقد معه أخيرا لفترة قصيرة بنظام الإعارة من الأهلي الإماراتي. ووقع الأردن والعراق بطل 2007 مجددا في مجموعة واحدة هي الرابعة إلى جانب اليابان حاملة اللقب وفلسطين بطلة كأس التحدي الآسيوي التي تشارك لأول مرة. وكان المنتخبان الأردني والعراقي في مجموعة واحدة في تصفيات المونديال التي نجح الأول في بلوغ ملحقها الآسيوي الأميركي الجنوبي، حيث فشل في تخطي الأوروجواي وضمان وجوده في العرس العالمي للمرة الأولى في تاريخه. ووزعت المنتخبات المتأهلة إلى النهائيات على أربعة مستويات، وتقام المباريات في مدن سيدني التي تحتضن المباراة النهائية، وملبورن وبريزبان ونيوكاسل وكانبيرا.وتقام مباريات الدور الأول بنظام الدوري من مرحلة واحدة، بحيث يتأهل متصدر ووصيف كل من المجموعات الأربع إلى ربع النهائي، ثم يخرج الخاسر من الأدوار الإقصائية. ويتأهل بطل المسابقة إلى كأس القارات 2017 المقررة في روسيا قبل عام واحد على نهائيات كأس العالم.