ودّعت الساحة الشعرية الخليجية، يوم الاثنين الماضي عملاق المحاورة الشاعر المعروف رشيد الزلامي، الذي وافته المنية عن عمر يناهز 88 عاماً، قبل أن يلحقه بعدها بساعات الشاعر والأديب المعروف محمد النفيعي «رحمه الله» الذي وافته المنية عقب جلطة أودت بحياته. وكان النفيعي «رحمه الله« قد قدم تعازيه في الشاعر رشيد الزلامي عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» حيث غرد قائلا «لله ما أخذ ولله ما أعطى ولا نقول إلا ما يرضي ربنا الحمد لله، اللهم رحمة عرضها السماوات والأرض، أحسن الله عزاء الجميع» قبل ان يفاجئ الجميع بعدها بساعات بخبر وفاته. وكان الشاعر رشيد الزلامي قد اعتزل شعر المحاورة قبل عام من وفاته حيث صرح حينها في حديث ل "في وهجير" قائلا: نعم انا اعتزل الشعر بدون أي مقدمات وحسب رغبتي البحتة دون أي ضغوط تذكر وما قدمته يكفي بالرغم من انه لا يزال لدي ما اقدمه والشاعر الذي يبلغ عمري لابد عليه ان يفكر في ذلك ولا يعني ذلك اني اترك المجال لغيري كما يقال فمجال شعر المحاورة واسع ولكن اعتقد ان 50 سنة من العطاء تكفي فاذكر اني بدأت المحاورة وعمري اقل من العشرين سنة. كما عبر عدد من شعراء المحاورة عن حزنهم عقب قراره اعتزال الشعر. وكان الزلامي شاعراً يهابه الخصوم في ميدان المحاورة، لسرعة بديهته وارتجاله المعنى الجزل، وفي النظم يحث في أشعاره على مكارم الأخلاق والمروءة، وقارع في الملاعب الشعرية شعراء معاصرين وراحلين، كمحمد الجبرتي وخلف بن هذال وصياف الحربي وتركي الميزاني، وغيرهم. وقد شارك الزلامي في برنامج المحاورة "شاعر المعنى" كعضو في لجنة التحكيم طوال ثلاثة مواسم سابقة إضافة الى النسخة الحالية التي انطلقت قبل شهرين بالقصيم، وجاء ليشارك إلا أن المرض لم يمهله طويلاً، حيث نقل الى المستشفى المركزي ببريدة ثم الى جدة قبل أن توافيه المنية، حيث تعرض قبل أسبوعين لوعكة صحية أودع على إثرها مستشفى بريدة المركزي، وزاره هناك أمير القصيم ونائبه، قبل أن يوجه ولي العهد الأمير سلمان بنقله من مستشفى القصيم بطائرة الإخلاء الطبي إلى مستشفى الملك فهد العسكري للقوات المسلحة بجدة حيث وافته المنية هناك. كما انتقل إلى رحمة الله الشاعر والإعلامي والناقد محمد النفيعي، بعد معاناة طويلة مع المرض، إثر جلطة داهمته قبل سنوات أُدخل على أثرها المستشفى عدة مرات. وكان النفيعي قد غرّد حزنا على وفاة الزلامي، قائلا: «لله ما أخذ ولله ما أعطى، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا الحمد لله، اللهم رحمة عرضها السماوات والأرض، أحسن الله عزاء الجميع»، قبل أن تفيض روحه ويتبعه بعدها بساعات فقط. ويعد النفيعي أحد أبرز النقاد والشعراء، فلقبه البعض ب«شاعر الناس» و«شاعر البسطاء»، لما له من قصائد تناقش قضايا مجتمعه، وعمل في عدد من المطبوعات الصحفية ك (البلاد، عكاظ، المختلف) وكانت له صفحة اسمها "مواسم" عبر جريدة (البلاد)، وله أيضاً صفحتان للشعر الشعبي وهما (سوالف ليل، الديوانية) في جريدة الرياضية. وقد خيّم الحزن على الساحة الشعرية والإعلامية حيث ضج «تويتر» بتغريدات عدد كبير من الشعراء والاعلاميين الذين عبروا عن حزنهم برحيل الشاعرين رحمهما الله.