سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مسلسل قتل السود الأمريكيين يتواصل.. شرطي أبيض يخنق أسود أعزل .. والمظاهرات تتجدد وزير العدل الأمريكي: «المحاسبة والشرعية أساسيتان لتثق المجتمعات في الشرطة»
قتل شرطي ابيض رجلا اسود اعزل في ولاية اريزونا بإطلاق النار عليه اثر اشتباهه خطأ في انه يحمل سلاحا، وتدفق المحتجون على شوارع مانهاتن في نيويورك ومدن أخرى في ليلة ثانية على التوالي من مظاهرات غالبيتها سلمية؛ احتجاجا على قرار هيئة محلفين عليا بعدم توجيه اتهامات لضابط شرطة أبيض عن تسببه في مقتل رجل أسود أعزل خنقا، في الوقت الذي شهدت فيه نيويورك ومدن اميركية اخرى تظاهرات احتجاجية على مقتل مواطنين سود في ظروف مماثلة، فيما أعلن وزير العدل الأمريكي أن تحقيقا تجريه وزارته وجد أن شرطة كليفلاند تفرط في استخدام القوة ضد المدنيين بصورة ممنهجة، وطالب الامين العام للامم المتحدةالولاياتالمتحدة بتعزيز محاسبة شرطييها على افعالهم. اشتباه فقتل وأعلنت شرطة مدينة فينيكس في بيان الخميس ان احد عناصرها حاول اعتقال مواطن اسود يدعى رومين بريزبون (34 عاما) للاشتباه باتجاره بالمخدرات. وأضاف البيان: ان بريزبون حاول الفرار من الشرطي الذي كان يحاول اعتقاله، والذي لم تكشف عن اسمه، مكتفية بالاشارة الى انه ابيض يبلغ من العمر 30 عاما، وله سبع سنوات من الخبرة، ومؤكدة ان المشتبه به رفض الاستجابة "للعديد من الاوامر" التي وجهها اليه الشرطي. وأوضحت الشرطة في بيانها ان "عراكا" نشب بين المشتبه به والشرطي الذي كان يحاول اعتقاله، وفي اثنائه وضع بريزبون يده في جيبه فظن الشرطي انه بصدد اخراج مسدس منه، لا سيما وانه تلمس جيبه من الخارج فبدا له جسم صلب خاله قبضة مسدس، فأمر المشتبه به بابقاء يده داخل جيبه، إلا انه لم يفعل. وقال البيان: إن الشرطي "اعتقد انه شعر بقبضبة مسدس" و"اطلق رصاصتين على صدر بريزبون". وأعلنت وفاة المشبته به في مكان الحادث لدى وصول المسعفين. وفي الواقع فإن بريزبون لم يكن يحمل سلاحا وما كان موجودا في جيبه كان علبة تحوي حبوب "اوكسيكودون"، وهو دواء قوي مسكن للألم ويستهلكه البعض كبديل للمخدرات. وأكدت المحامية مارسي كراتر وكيلة الدفاع عن عائلة القتيل، ان "هناك العديد من الشهود الذين يشككون في رواية الشرطة". وأضافت: "انها مأساة. لم يكن مسلحا ولم يكن يشكل خطرا على أحد. نعتزم اجراء كل الملاحقات التي يسمح بها القانون". ويأتي هذا الحادث في غمرة احتجاجات وتوترات عرقية تشهدها مدن اميركية عدة بعد رفض هيئتي محلفين في كل من فيرغسون (ميزوري، وسط) ونيويورك عدم توجيه الاتهام لشرطيين ابيضين مسؤولين عن مقتل رجلين اسودين اعزلين. مظاهرات وتدفق المحتجون على شوارع مانهاتن في نيويورك ومدن أخرى في ليلة ثانية على التوالي من مظاهرات غالبيتها سلمية؛ احتجاجا على قرار هيئة محلفين عليا بعدم توجيه اتهامات لضابط شرطة أبيض عن تسببه في مقتل رجل أسود أعزل خنقا. وردد المشاركون في احتجاجات الشوارع في وسط مانهاتن "لا استطيع التنفس"، وهي العبارة التي قالها جارنر تكرارا في فيديو يصور الحادث قبل موته. وأصدر بانتاليو بيانا الخميس قال فيه: "لم تكن نيتي قط أن أؤذي أحدا، وأشعر بالحزن لوفاة السيد جارنر". لكن إيسو ارملة جارنر رفضت قبول التعازي من بانتاليو، وقالت لمحطة إن.بي.سي: "وقت الاعتذار أو إبداء أي ندم.. كان عندما يصرخ زوجي بأنه لا يستطيع التنفس". وإضافة الى اثارة الاحتجاجات في شتى انحاء البلاد، فجّرت قضيتا نيويورك وميزوري جدلا قديما عن اجهزة انفاذ القانون في الولاياتالمتحدة، واتهامها على نطاق واسع باستهداف الامريكيين الافارقة والاقليات الاخرى من دون وجه حق. إفراط بالقوة من جهته، أعلن وزير العدل الأمريكي اريك هولدر أن تحقيقا تجريه وزارته وجد أن شرطة كليفلاند تفرط في استخدام القوة ضد المدنيين بصورة ممنهجة. ويكتسب التحقيق الذي بدأ في مارس اذار 2013 مزيدا من الأهمية بعد واقعة حدثت الشهر الماضي، حين قتل شرطي من كليفلاند صبيا في الثانية عشرة من عمره كان يحمل ما تبين أنه مسدس لعبة. وأثار قراران أصدرتهما هيئة محلفين بعدم توجيه اتهام الى ضباط شرطة قتلوا رجالا من السود في فيرجسون بولاية ميزوري ومدينة نيويورك احتجاجات كبيرة في أنحاء الولاياتالمتحدة. وبدأ تحقيق كليفلاند بعد ما وصفه هولدر بأنه سلسلة من حوادث لجوء الشرطة الى استخدام القوة المفرطة التي تسببت في نداءات من زعماء المدينة بإجراء تحقيق اتحادي. وفي حادث، دخلت شرطة كليفلاند في عملية مطاردة بالسيارات لمسافة 35 كيلو مترا بسرعة عالية في نوفمبر 2012 انتهت بإطلاق الضباط نحو 140 طلقة على سيارة وقَتْل اثنين من ركابها العزل. ووجه الاتهام الى ضابط بالقتل الخطأ. المحاسبة والشرعية وقال هولدر في تصريحات معدة سلفا: ان "المحاسبة والشرعية اساسيتان لكي تثق المجتمعات في ادارات الشرطة، ولكي يكون هناك تعاون حقيقي بين الشرطة والمواطنين الذين يخدمونهم". وفحصت وزارة العدل نحو 600 واقعة لاستخدام القوة الفتاكة وغير الفتاكة من عام 2010 الى عام 2013. وفي السياق، قال عضو بالكونجرس الأمريكي من مدينة فيرجسون بولاية ميزوري: إنه يأمل أن تحل وزارة العدل قوة الشرطة في المدينة في اعقاب مقتل الشاب الاسود مايكل براون بالرصاص مؤخرا، وأن تنقل مهام انفاذ القانون إلى شرطة مقاطعة سانت لويس. وقال لاسي كلاسي، وهو عضو ديمقراطي في مجلس النواب: إنه يعتقد ان اطلاق النار على براون في التاسع من اغسطس على يد ضابط الشرطة دارين ويلسون هو مثال واحد فقط على التعامل "القمعي" للسود على يد الشرطة التي أغلب افرادها من البيض. وقال كلاي في مقابلة: "آمل مع اجراء التحقيق ان يتم حل إدارة شرطة فيرجسون، وإحالة مهامها ومسؤولياتها إلى شرطة سانت لويس". وأضاف: "تعمل شرطة سانت لويس لتصبح قوة شرطة اكثر تنوعا. اعتقد ان لديهم احترافية اكثر قليلا، كما ان لديهم التدريب اللازم للتعامل مع المجتمعات ذات العرقيات المتنوعة". مون يطالب بالمحاسبة الى ذلك، طالب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الولاياتالمتحدة بتعزيز محاسبة شرطييها على افعالهم، وذلك غداة قرار هيئة محلفين في نيويورك بعدم توجيه اتهام الى شرطي ابيض متورط في مقتل رجل اسود، ما أعاد تأجيج التوترات العرقية في البلاد. وقال المتحدث باسم الامين العام للامم المتحدة ستيفان دوجاريك: ان "هذه القضية تطرح مجددا قضية مسؤولية عناصر قوات الامن". وأضاف: ان الامين العام للامم المتحدة "يدعو بإلحاح السلطات المختصة في الولاياتالمتحدة الى بذل قصارى جهودها من اجل الاستجابة للنداءات" التي تطالب ب"محاسبة عناصر الشرطة على افعالهم اكثر فأكثر". كما دعا أن المتظاهرين الى التعبير عن آرائهم بسلمية، والسلطات الى احترام حرية التعبير. وقال دوجاريك: ان الامين العام تلقى بسرور نبأ قرار وزير العدل الاميركي فتح تحقيق فدرالي في قضية الرجل الاسود الذي قتل في نيويورك.