جاب آلاف المتظاهرين شوارع نيويورك ومدن أميركية كبيرة، في ليلة ثانية من الاحتجاجات ضد تبرئة شرطي أبيض قتل خنقاً في 17 تموز (يوليو) الماضي مشبوهاً به أسود يدعى اريك غارنر (43 سنة)، ما أعاد تأجيج التوتر العرقي بعد أعمال عنف شهدتها مدينة فيرغسون بولاية ميسوري الأسبوع الماضي احتجاجاً على تبرئة مماثلة. وواكب التظاهرات معلومات عن قتل شرطي أبيض في ولاية أريزونا رجلاً أسود أعزل في ال34 من العمر هو رومين بريزبون، خلال توقيفه للاشتباه في إتجاره بمخدرات. وقطع المتظاهرون في نيويورك، كبرى مدن الولاياتالمتحدة والتي يسكنها 8,4 مليون شخص، طرقات وأنفاقاً وجسوراً، فيما هتف بعضهم «لا أستطيع التنفس»، وهي العبارة التي رددها الضحية الأسود اريك غارنر (43 سنة) حين كان شرطيون يحاولون تثبيته أرضاً خلال توقيفه بتهمة بيع سجائر بطريقة غير شرعية في 17 تموز (يوليو) الماضي. ولم يسجل أي حادث خطير، لكن الشرطة أوقفت عشرات الأشخاص. وردد آلاف آخرون قرب مقري البلدية والشرطة في نيويورك «أغلقوه»، وحملوا لافتات كتب عليها «السود أيضاً حياتهم قيمة» و»العنصرية تقتل» و»فيرغسون في كل مكان». كما حملت مجموعة على جسر بروكلين لافتة سوداء طالبت بوقف حوادث القتل، و10 «نعوش سوداء» تحمل أسماء أشخاص قتلتهم الشرطة في أنحاء البلاد. وفي العاصمة واشنطن، عرقل محتجون السير قرب البيت الأبيض لدى إضاءة الرئيس باراك أوباما شجرة الميلاد. ونظِّمت مسيرات أخرى في شيكاغو وبوسطن وفيلادلفيا وبالتيمور. وقال المتظاهر هوزيه همفري: «نريد تحولاً في أداء الشرطة ونظام القضاء الجنائي في ما يتعلق بالعنصرية التي تحصل في شكل ممنهج. يعتقد الناس بأننا نحاول تجريم الشرطة ولكننا لا نسعى إلى ذلك، بل إلى معارضة نظام خلق ثقافة اتسمت بالعنف ضد السود». وصرحت المتظاهرة كارلي فيشغولد: «أعلم أن هناك أفراداً طيبين في الشرطة، وأعتقد بأننا نحتاج إلى مزيد منهم في الرتب العليا». إلى ذلك، نشر وزير العدل اريك هولدر نتائج تحقيق دان الشرطة في قضية قتل شرطي فتًى أسود يدعى تامير رايس في ال 12 من العمر كان يلعب بمسدس دمية داخل حديقة في 22 تشرين الثاني (نوفمبر). وأكد هولدر بعدما تفقد مقار أمنية في كليفلاند أن الشرطة «تكرر استخدام القوة المفرطة»، علماً أنه وعد الإثنين الماضي من أتلانتا (جورجيا، جنوب شرق)، مسقط رأس رمز الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ، ب «تطبيق قواعد جديدة صارمة وأساليب وقاية متينة» لإنهاء عنف الشرطة. وكان أوباما اقترح تجهيز مزيد من الشرطيين بكاميرات محمولة، فيما طالب لاسي كلاسي، النائب الديموقراطي في الكونغرس عن ولاية ميسوري، وزارة العدل بحل قوة الشرطة في مدينة فيرغسون، حيث قتل الشاب الأسود براون بالرصاص، ونقل مهمات إنفاذ القانون إلى شرطة منطقة سانت لويس. وقال كلاسي: «الضحية براون هو مثال واحد فقط على التعامل القمعي للسود على يد الشرطة التي تضم غالبية عناصر من البيض، ولكن تعمل شرطة سانت لويس كي تصبح قوة أكثر تنوعاً، وهي تملك احترافية أكبر، وتدريباً أفضل للتعامل مع مجتمعات ذات عرقيات متنوعة». ولفتت دعوة وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون التي يرجح أن تخوض الانتخابات الرئاسية عن الحزب الديموقراطي عام 2016، إلى إصلاح نظام العقوبات ووسائل الشرطة، منددة ب «تعرض السود أكثر من البيض لتوقيف وتفتيش من قبل الشرطة، ثم اتهامهم وإدانتهم بأحكام سجن أطول». أيضاً، طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الإدارة الأميركية بضمان محاسبة شرطييها على أفعالهم واحترام حرية التعبير، مرحباً بقرار وزير العدل الأميركي فتح تحقيق فيديرالي في قضية الرجل الأسود الذي قتل في نيويورك. كما دعا المتظاهرين إلى التعبير عن آرائهم بسلمية.