ليس بالأمر الهيّن القيام بصناعة فريق بطل يرفل نحو البطولات ويستحوذ على جلها، وليس من السهولة أيضًا النهوض بألعاب أي ناد والارتقاء بها في فترة قياسية لتُنافس على الألقاب بعد أن كانت في مهب الريح خلال سنوات مضت. وأي عمل في هذا الجانب سيكون مهددًا بالفشل ما لم تتوفر عوامل النجاح المتمثلة في الفكر والمال اللذين يمكن من خلالهما تطويع المستحيل وصنع المعجزات، فالفكر الذي يمثل الجانب النظري يتم من خلاله رسم خارطة الطريق ووضع الخطوط العريضة وتحديد الأهداف المراد تحقيقها، والمال الذي يمثل الجانب التطبيقي هو من يجلب الأدوات التي تنفذ هذا المشروع وتحقق أهدافه. وهذه التوطئة ما هي إلا مدخل للحديث عن العمل الاحترافي واللامركزي الذي تقوم به إدارة نادي النصر ممثلة في رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي الذي نجح في استقطاب الكفاءات المميزة وتوزيع المهام بينها لتقدّم بدورها عملًا نموذجيًا جنت بعض ثماره خلال السنوات الماضية وما زال للحصاد بقية. فسموه الذي حمل تركة ثقيلة ومسؤولية جسيمة وأمانة عظيمة كان تركيزه منصبًا على الفريق الأول لكرة القدم كخطوة أولى من أجل إعادة بريقه الذي خفت منذ سنوات بعد أن طرق أبواب العالمية في يوم ما فضحى بوقته وماله وخطط وأنفق واستقطب العديد من الأسماء المميزة سواء على الصعيد المحلي أو الأجنبي وجلب العديد من المدربين المشهود لهم بالفكاءة، ونتيجة ذلك العمل المنظم والدؤوب قاد فريقه عبر الباب الواسع نحو منصات الذهب التي غاب عنها فترة طويلة، وسارت فرق الفئات السنية على نفس المنوال، وحققت العديد من الإنجازات في ظل وجود رجال مخلصين أُسندت لهم المهمة وقاموا بها على أكمل وجه. ولأن الألعاب المختلفة جزء لا يتجزأ من الكيان وتعد واجهة مضيئة للنادي، فقد أوكل «كحيلان» الأمور إلى أهلها وأسند مهمة الإشراف عليها لبعض الكفاءات التي تمتاز بالفكر الاحترافي والعمل المنظم إلى جانب القدرة المالية. ففريق كرة السلة الذي كانت أبراجه آيلة للسقوط بعد أن كان هو المنافس الحقيقي لفريق أُحد في الثمانينات استعاد عافيته في فترة وجيزة وبدأ يسير على خطى كرة القدم نتيجة العمل الجبار الذي قام به محمد بن عصّاي المشرف على اللعبة الذي ضخ أموالًا طائلة، ونجح في صناعة فريق جديد يغرد وحيدًا في صدارة الدوري دون خسارة وبات المرشح الأول للمنافسة على كافة البطولات. أما فريق الكرة الطائرة الذي عانى الأمرّين في سنوات مضت فإن العمل داخله يسير على قدم وساق حيث يجري عبدالهادي الحبابي المشرف على اللعبة مفاوضات واسعة لتدعيم صفوف الفريق ببعض العناصر المحلية والأجنبية المميزة لكي يعاود التحليق ويستعيد مكانته بين كبار اللعبة. أخيرًا.. ما تقوم به إدارة النصر حاليًا في مختلف الألعاب ما هو إلا أنموذج للعمل الاحترافي الحقيقي الذي ستجني ثماره عما قريب، فهنيئًا للعالمي برجاله الأوفياء المخلصين ولا عزاء للآخرين.