دعا الدكتور علي عشقي أستاذ علم البيئة بكلية علوم البحار في جامعة الملك عبدالعزيز، جميع الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة ومرتادي الشواطئ، إلى رفع أقصى درجة الطوارئ والاستعداد لوقف نزيف البيئة البحرية في الخليج العربي والبحر الأحمر قبل انهيار تلك النظم البيئية. وقال عشقي الأستاذ البيئي في حوار شامل لصحيفة «اليوم»، ضمن ملفها الشهري «تلوث البيئة البحرية.. ثروتنا تهدد حياتنا»، وسط تعمق الأزمة التي تنذر بحلول كارثة بيئية تمتد رحاها إلى العالم أجمع في حال استمر الإهمال، إن «ما يزيد تعميق جروح بيئة الخليج طبيعة الظروف البيئية الطبيعية المحيطة بها المتمثلة في رياح الشمال التي تهب على طول محور الخليج وتلعب دورا فاعلا في نقل جميع الملوثات إلى النظم البيئية البحرية الخليجية، ليصبح بذلك قاع الخليج العربي مستودعا لجميع أنواع وضروب التلوث سواء كان كيميائيا أو عضويا أو نفطيا أو نوويا». وأضاف «نظرا لضحالة الشاطئ الغربي العربي للخليج فإن رياح الشمال وما تسببه من تيارات سطحية وأمواج عالية نسبيا قادرة على إثارة هذه الملوثات المستوطنة قاع الخليج ودفعها إلى السطح مما يتسبب في تغير التركيب الكيميائي لعامود الماء». ولفت إلى أن المشكلة الكبرى في البحر الأحمر تتمثل في مافيا الشركات التي تتولى تخليص أوروبا من المخلفات الصناعية التي تدعي معالجتها والتخلص منها بطريقة صحيحة، لكنها ترميها في قاع البحر الأحمر دون اكتراث، من خلال براميل قاتلة وفي حال خروجها ستسبب كارثة كبيرة، ودفن البعض منها في الصومال وهذا مثبت. وزاد في سرد العديد من الأزمات البيئية قائلا «إن لدى المملكة قوانين صارمة صادرة من مجلس الوزراء كفيلة بحماية البيئة البحرية في حال تم تفعيلها، كما أن النظم البيئية البحرية في منطقة الخليج تتعرض إلى كوارث بيئية خطيرة متمثلة في جميع أنواع التلوث سواء كان تلوثاً نووياً إشعاعياً أو كيمائياً أو بيولوجياً أو نفطياً». في البداية، حدثنا دكتور عن طبيعة الخليج العربي والبحر الأحمر؟ يُعد البحر الأحمر أطول بحر على الكرة الأرضية وأقصى عمق فيه يصل إلى 3 آلاف متر وتتغير مياه البحر الأحمر السطحية كل ستة شهور تقريباً بعكس الخليج العربي الذي يعتبر من البحار شبه المغلقة ويبلغ طوله 1000 كلم وعرضه يتراوح ما بين 250-300 كلم ومساحته السطحية حوالي 226000 كيلومتر مربع، ويتميز بالعديد من المميزات الفريدة التي تميزه عن جميع المسطحات المائية الأخرى على سطح الكرة الأرضية ومن هذه المميزات ضعف التبادل المائي مع المسطحات المائية الكبيرة المجاورة له باستثناء البحر الأسود، ويقدر العاملون في علم المحيطات الفيزيائية أن الزمن اللازم للتبادل المائي الكامل بين مياه الخليج العربي ومياه المحيط الهندي يتراوح ما بين 3 إلى 5 سنوات، كما يميز الخليج العربي أيضا عن بحار العالم الأخرى ضحالة مياهه خاصة على الساحل العربي حيث تتراوح عمق مياهه ما بين 10-20 مترا، بينما يتراوح هذا العمق على ضفته الشرقية ما بين 20-40 مترا، كما أن أقصى عمق للخليج العربي حوالي90 مترا بالقرب من السواحل الإيرانية، وهذا العمق يمثل فقط 3% من أقصى عمق للبحر الأحمر الذي يصل إلى 3000 متر، ومتوسط عمق مياه الخليج العربي لا يزيد على 35 مترا وهذا العمق يمثل حوالي من متوسط عمق البحر الأحمر الذي يزيد متوسط عمقه على 490، ومن المميزات الفريدة أيضا التي يتميز بها الخليج العربي رياح الشمال الشديدة التي تهب على طول محوره والتي تصل ذروتها في فصل الشتاء حيث تتراوح سرعتها ما بين 7-10 على مقياس بيوفورت أي حوالي 86-100 كيلومتر/ساعة. أين تكمن أهمية البيئة البحرية، وما عناصرها؟ البحار تمثل 70 بالمائة من مساحة الكرة الأرضية والاقتصاد العالمي جلّه مركز في البحار سواء من حقول النفط الموجودة في البحار والصيد والسياحة وجميعها تمثل ثقلا اقتصاديا كبيرا في جميع دول العالم، إضافة إلى أن البحر الأحمر من أهم الطرق البحرية لربط العالم ببعضه شرقاً وغرباً عبر تنقلات السفن التجارية، إضافة إلى أن العديد من الدول الاسيوية قامت باستزراع البحر وأصبح لديهم اكتفاء ذاتي من هذا الجانب، حيث قامت دولة الصين بزراعة المحاصيل الزراعية في البحر بعد معالجتها وراثيا لتتلاءم مع المياه المالحة ونجحت في ذلك، وكل ذلك يؤكد على ان البيئة البحرية مهمة في الوقت الحالي وللأجيال القادمة. وبخصوص عناصر البيئة البحرية تتكون من قسمين قسم النبات وقسم الحيوان وكل قسم فيها يتكون من ممالك عديدة وكل واحد له نظام بيئي خاص به، اضافة الى ان الكائنات البحرية موجودة في منظومة تبدأ بالطحالب الصغيرة وتنتهي بالحيتان الكبيرة وجميعها تعتمد في الغذاء على بعضها البعض، وفي حال تم فقد احد هذه المنظومة ينهار النظام البيئي. كارثة حرب الخليج ما أهم مصادر التلوث في البيئة البحرية في الخليج العربي والبحر الأحمر؟ من أهم مصادر التلوث خصوصاً في الخليج العربي ما حدث في حرب الخليج والذي لم يشهد له مثيل فكمية التلوث بالزيت التي عانت منها النظم البيئية في الخليج خلال حروبه الثلاث تعادل أضعافا مضاعفة مما تعرضت له جميع النظم البحرية على سطح الكرة الأرضية في ثلاثة العقود الماضية من القرن الماضي وحتى يومنا هذا، ففي بداية حرب الثماني سنوات بين إيران والعراق دمرت القوات البحرية الأمريكية العديد من منصات البترول الإيرانية وناقلات النفط مما أدى إلى تسرب أكثر من 10 ملايين برميل من الزيت إلى مياه الخليج، أضف إلى ذلك آلاف الأطنان من المواد الكيمائية السامة، وفي 19 أكتوبر 1989 وفي محاولة من القوات البحرية الأمريكية لمساعدة القوات العراقية قامت الفرقاطات البحرية الأمريكية يساعدها في ذلك الطيران الأمريكي في هجوم آخر على منصات الزيت الإيرانية تسبب هذا الهجوم في تسريب آلاف براميل الزيت يوميا إلى مياه الخليج، ولم يقف هذا التسرب لمدة أسابيع حتى تم إصلاح منصات الزيت. وفي 18 أبريل لعام 1988 هاجمت ست سفن بحرية أمريكية العديد من حقول النفط ومنصات الزيت الإيرانية تسبب هذا العمل المشين أيضا في تسرب كميات كبيرة من النفط لمياه الخليج العربي تقدر بآلاف البراميل يوميا واستمر الحال لعدة أسابيع حتى أعيد إصلاح هذه المنصات مرة أخرى. هذا جزء مما كان في حرب الخليج الأولى أما في حرب الخليج الثانية فقد فتح النظام العراقي صنابير آبار النفط العراقية إلى مياه الخليج لمنع أي هجوم برمائي على أراضيه عن طريق البحر، ولم يكتف النظام العراقي بذلك بل عمل عمدا على تفجير آبار النفط الكويتية مما تسبب في تصاعد أدخنة المواد الهيدروكربونية السامة فوق منطقة الخليج، تسببت في حجب الشمس عن منطقة الخليج لفترات زمنية طويلة مما أثر سلبا على عملية التمثيل الضوئي التي تقوم بها العوالق النباتية والطحالب البحرية مما تسبب سلبا في انحدار نسب تراكيز غاز الأكسجين في مياه الخليج. أضف إلى ذلك التلوث الكيمائي المتمثل بمئات آلاف القذائف الحربية التقليدية وآلاف الألغام البحرية الذي منها ما فُجر ومنها من ينتظر نحبه، أضف إلى ذلك أكثر من 12600 قذيفة تحتوى على غاز الخردل السام و20000 قذيفة «مورتر» عيار 120 ملمترا تحتوي على مواد كيميائية سامة، و18200 من الصواريخ قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى تحمل في رؤوسها غاز الأعصاب، إضافة إلى التلوث النووي المتمثل في مادة اليورانيوم المنضب المشع ونظائره المشعة وخصائصه المروعة المتمثلة في طول فترة بقائه في المناطق الملوثة ملايين السنين والذي استخدمه الحلفاء في حربي الخليج الثانية والثالثة ضد القوات العراقية والذي قدرت كميته بحوالي 320 طنا في حرب الخليج الثانية. رياح الشمال ومما يزيد في تعميق جروح بيئة الخليج طبيعة الظروف البيئية الطبيعية المحيطة بها المتمثلة في رياح الشمال التي تهب على طول محور الخليج التي تلعب دورا فاعلا في نقل جميع الملوثات إلى النظم البيئية البحرية الخليجية، ليصبح بذلك قاع الخليج العربي مستودعا لجميع أنواع وضروب التلوث سواء كان كيميائيا أو عضويا أو نفطيا أو نوويا، ونظرا لضحالة الشاطئ الغربي العربي للخليج فإن رياح الشمال وما تسببه من تيارات سطحية وأمواج عالية نسبيا قادرة على إثارة هذه الملوثات المستوطنة قاع الخليج ودفعها إلى السطح مما يتسبب في تغير التركيب الكيميائي لعامود الماء، فيظل بذلك التلوث بجميع أنواعه ظاهرة مزمنة تمثل تحديا خطيرا على جميع النظم البحرية لمياه الخليج العربي، اضافة الى الصيد الجائر ومياه الصرف الصحي وقطع أشجار المانجروف والردم والحفر والصرف الصناعي. مافيا الشركات وفيما يخص البحر الأحمر تتمثل المشكلة الكبرى في مافيا الشركات التي تتولى تخليص اوروبا من المخلفات الصناعية والتي تدعي معالجتها والتخلص منها بطريقة صحيحة، حيث تقوم برميها في قاع البحر الأحمر دون اكتراث، من خلال براميل قاتلة وفي حال خروجها ستسبب كارثة كبيرة، ودفن البعض منها في الصومال وهذا مثبت، ثانيا مياه الصرف الصحي حيث يتم رمي 400 الف متر مكعب يوميا في منطقة الخمرة اضافة الى 600 مصرف في الكورنيش الشمالي ناهيك عن محطة الصرف الصحي المقامة في مطار الملك عبدالعزيز وجميعها تتسبب في كوارث بيئية للكائنات البحرية والكثير من الامراض للمجتمع والقاطنين على السواحل. كيف ترى الدراسات المقدمة من الجهات الحكومية والاهلية للحفاظ على البيئة البحرية؟ من المؤسف، أن جميع الدراسات البيئية التي قامت بها جهات ومجموعات مختلفة لتحديد الانعكاسات السلبية الخطيرة للكوارث البيئية التي تعرضت لها البيئة البحرية لم تكن مقننة تقنينا علميا دقيقا بما يخدم الأهداف التي أعدت لها مثل هذه الدراسات، ولا تتناسب مع حجم التحديات الخطيرة التي تمثلها هذه الكوارث على بيئة الخليج العربي والبحر الأحمر، ومن المؤسف أن معظم هذه الدراسات أخذت منحنى سياسيا وماديا لا يخدم القضية الأساسية المتمثلة في تخفيف أضرار هذه الكوارث على بيئة الخليج العربي والبحر الأحمر. ومن المعروف أن حجم التلوث وآثاره السلبية مرتبط ارتباطا وثيقا بطبيعة الوسط المتلوث وبالظروف البيئية المحيطة بهذا الوسط، بمعنى لو فرض أن ناقلة نفط تحمل كمية معينة من النفط قد جنحت في المحيط الهادي وأن ناقلة نفط أخرى تحمل الكمية نفسها من النفط قد جنحت في الخليج العربي أو البحر الأحمر أو البحر الأسود، فهل تتساوى الآثار السلبية الناجمة عن هذا التلوث في كل من المحيط الهادي وهذه البحار شبه المغلقة؟ بالطبع الإجابة بالنفي، وعليه كان الأحرى على القائمين بدراسة التلوث في بيئة الخليج العربي والبحر الأحمر البدء أولا وقبل كل شيء بدراسة طبيعة وخواص الخليج العربي الجيولوجية ومنها الظروف التي نشأ فيها الخليج العربي وخواصه الطبوغرافية والفيزيائية والتعمق في دراسة تيارات مياهه السطحية وميكانيكية تيارات المد والجزر وشدة واتجاه الرياح التي تهب على حوضه. كل هذه الأمور تلعب دورا أساسيا في توزيع الملوثات في مناطق الخليج المختلفة، ولا بد في حال دراسة التلوث البحري أن يكون لها ثلاثة أبعاد واضحة، البعد الأول يتمثل في دراسة طبوغرافية السطح المائي أما البعد الثاني فيتمثل بتحليل ودراسة العوامل البيئية المحيطة بهذا المسطح المائي أما البعد الثالث فيتمثل في دراسة الآثار والانعكاسات السلبية البيئية لهذا التلوث وقت حدوث التلوث والتوقع بما سيحدث في المستقبل بالتحليل والربط بين هذه الأبعاد الثلاثة. المد الأحمر ذكرت أن الملوثات تلعب دوراً في الانتشار وتصل الى أعماق في الخليج، نريد توضيحا أوسع في هذا الشأن. الظروف المذكورة من الملوثات من اليورانيوم والرياح تلعب دورا هاما ليس فقط في توزيع الملوثات على سواحل الخليج العربي بل في إثارتها من وقت لآخر بعد ترسبها في القاع لفترات زمنية متفاوتة في المناطق الضحلة خاصة على الجانب العربي الأوفر حظا في التلوث من الساحل الشرقي، ولتبسيط هذه الفكرة دعوني أضرب لكم مثلا، البحر الأحمر من البحار العميقة نسبيا، فلو فرض أن جزءا من البحر الأحمر تعرض للتلوث بالنفط فإن جزءا من هذا النفط وبخاصة المركبات الحلقية العطرية منه تتبخر في الجو أما المركبات الأكثر وزنا من هذا النفط فإنها تترسب في قاعه العميق نسبيا، حيث تكون بذلك في منأى عن تأثير الرياح وما تسببه من تيارات سطحية وأمواج عاتية، أما على الساحل الغربي العربي من الخليج العربي والذي يتصف بضحالة مياهه التي لا تزيد في معظم الأحوال عن عشرة أمتار فالوضع مختلف تماما فرياح الشمال الشديدة التي قد تصل قوتها إلى حوالي 100 كيلومتر في الساعة في بعض أوقات فصل الشتاء وما تسببه من تيارات سطحية وأمواج عالية قادرة على إثارة هذه الملوثات المترسبة والتي مضى على ترسبها فترات زمنية متفاوتة، فتعيد بذلك ظاهرة التلوث إلى سيرتها الأولى، وهكذا دواليك وهذا في رأيي ما يفسر تفاقم ظاهرة المد الأحمر على الساحل العربي، حتى أضحت ظاهرة مزمنة تمثل تحديا خطيرا لجميع نظم الخليج العربي البيئية. نلوث ثروتنا هل الحروب التي حدثت في الخليج هي ما تسببت في كل هذه الكوارث البيئية؟ بالطبع ليس هي فقط فنحن أبناء هذا البلد كنا وما زلنا أشد بلاء وتنكيلا بنظمنا البيئية، فهل يعقل أن ندنس مياه شواطئنا بهذا الكم الهائل من مياه الصرف الصحي؟ حتى حازت مدينة جدة التي لقبناها بعروس البحر الأحمر على لقب أول مدينة في العالم من حيث تلوث شواطئها، وهل يعقل ونحن أمة الحضارة وخير أمة أخرجت للناس أن نجرف بمعاول الظلم شعاب بحارنا المرجانية؟ التي تمثل الواحات البحرية والتي لا تزيد نسبة مساحتها السطحية عن 3% من المساحة السطحية لبحارنا وما تبقى من بحارنا فهو صحراء زرقاء جرداء لا تختلف كثيرا من حيث الحياة عن صحراء الربع الخالي أو النفود أو الدهناء، وهذه الواحات البحرية والمناطق المحيطة بها تمثل الركيزة الأساسية الاقتصادية لمواردنا البحرية، ففيها تعيش الأسماك الاقتصادية التجارية وبالقرب منها تقوم المشاريع السياحية الضخمة وفيها تشيد المزارع البحرية التي تعتبر ثروة قومية قد تكون أمانا من الفقر للأجيال القادمة؟ هل يعقل أن تحتطب غابات الشورى الساحلية (المانجروف)؟ التي لا تخلو منها مصبات الأودية والسيول على طول سواحلنا، التي تعتبر الحضانة لصغار الأسماك والربيان؟ وهل يعقل أن نسمح لناقلات النفط والسفن التجارية العملاقة بسكب ماء اتزانها الملوث بالزيت على مدار الساعة في بحارنا؟ وهل يعقل أن نصدر تصاريح رسمية للأجانب بصيد أسماك بحارنا الملونة التي تلعب دورا هاما وحيويا في نظمنا البيئية البحرية؟ والحق يقال إن من ظلم ولوث وعمق جروح نظمنا البيئية ليست الجيوش والحروب فقط، بل أميتنا وجهلنا بأمور بيئتنا، فمتى نفوق ونعى ونتعلم قبل أن يأتي التلوث على ما تبقى من حياة في نظمنا البيئية. نفوق الأسماك إلى ماذا تعزو نفوق الأسماك الذي يحدث من فترة لأخرى وأسبابه؟ لا شك ان السبب الرئيس لنفوق الاسماك هو التلوث من الموت الأحمر أو ما يسمى بالمد الأحمر وهي ظاهرة تحدث في كل بحار العالم بنسب بسيطة ولنتيجة التلوث الموجود لدينا في الخليج العربي والبحر الأحمر يحدث الموت الأحمر والذي يطلق عليه المد الأحمر وهو نوع من الطحالب المجهرية تستغل الاكسجين بطريقة عجيبة وقوية بحيث تجعل نسبة الاكسجين متدنية لدرجات لا تستطيع الكائنات البحرية الاخرى ان تتحملها فتموت وبعضها لديها قدرة على افراز مواد سامة قاتلة تقتل الاسماك بأعداد مهولة وهذه الطحالب الحمراء هي السبب في نفوق الاسماك، اضافة الى ان البحر الأحمر سمي بالأحمر بسبب المد الأحمر بسبب أن هناك بقعة كبيرة مصبوغة باللون الأحمر. قانون حماية البيئة كيف ترى القوانين الموضوعة لحماية الحياة البحرية في المملكة؟ لدينا قانون حماية البيئة صادر عن مجلس الوزراء منذ فترة طويلة وشمل جميع الجوانب البيئية بما فيها البيئة البحرية، والقانون في حال تم تفعيله سيكفل حماية البيئة البحرية بشكل كامل، ولكن الخلل يكمن في الجهات المنوط بها تفعيل القانون التي اقتصر دورها على التنبيه وليس فرض الغرامات على كل من يتسبب في الاخلال بالبيئة البحرية، اضافة الى المطالبة بوجود شرطة بيئية يكمن دورها في متابعة الجهات التي لها دور في الاضرار بالبيئة ومحاسبتها. كيف ترى التعامل مع أشجار المانجروف في شواطئ المملكة؟ قطع اشجار المانجروف يُعد كارثة كبرى تحدث في الشواطئ بالمملكة وستسبب انهيار النظام البيئي البحري، وما نشاهده من البعض في ازالة اشجار المانجروف من على الشواطئ من اجل بناء مساكن او انشاء مخططات او شاليهات سيكون لها اثر كبير في القضاء على نظام بيئي بحري له دور في حياة الكثير من الكائنات البحرية، وفي كل البحار يوجد نظام بيئي بحري خاص به سواء البيئة البحرية للمانجروف والكائنات الحية المرتبطة به، او البيئة البحرية للشعب المرجانية، وغيرها من البيئات البحرية، وفي حال انهيار احداهما تنهار بقية النظم البحرية المرتبطة بها، واطالب الدولة بوضع اشجار المانجروف ضمن برامج الحماية الفطرية ووضع قوانين صارمة ضد من يعبث بها. الصيد العشوائي يمثل ضغطا على مخزون الأسماك ردم البحر يمثل محورا خطيرا على الثروة البحرية د. علي عشقي يحذر من مخاطر إهمال البيئة البحرية أستاذ علم البيئة يتحدث للزميل عبدالعزيز العمري